أ.د.عزيزة سليمان علي
فتح المجال لكبار السن للعمل ومشاركتهم في التنمية المستدامة امر ضروري للتقدم و الازدهار.
مع التطور الأدبي والعلمي والتكنولوجي وثورة الاتصالات ووسائل الإعلام لا يفقدنا التواصل ومن ثم الى تقزيم أعمال الآباء والأجداد وانسحابهم واندثار العديد من أفكارهم ومن ثم السعي إلى تغييبهم وتهميشهم عن مسرح الأحداث الحياتية بحجة انهم دقة قديمة او لم يعودوا ذوي صلة بالعالم والمجتمع أو بأي سبب كان.
إن بلادنا تشهد ارتفاع في توقع العمر وهذه الظاهرة تعتبر إنجازا رئيسيا من إنجازات البشرية. هذا التحول الديمغرافي غير مسبوق وأنه بحلول عام 2050 سيزداد عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة من 600 بالسودان في 2012 عدد الكبار مافوق 60 عام بلغ 2.600 مليون و ستمائة نسمة وسيصل هذا الرقم في عام 2050 إلى 10 مليون نسمة وتصل النسبة في 2050 إلى 11 في المائة .
بعض التحديات تواجه كبار السن مثل أمراض الشيخوخة والاكتئاب والعزلة والشك والتوتر ومشكلات اخرى عديدة منها عضوي و منها نفسي . ومع ذلك نجد المسنون يتربعون في أعلى المقامات في مختلف المجالات السياسية ,الاقتصادية, الثقافية والاجتماعية.
ذلك لأن الإنسان يصبح أكثر نضجا لمرور العقل بالكثير من التجارب والخبرات. كما أن الحياة تتسم بالوعي الإنساني والفلسفة والخبرة ،حينها سيكون الإنسان أكثر غزارة في عطائه حتى لو كان في العمر أرذله ، لذلك لا يجب أن يتوقف عطاء المسن كل ما تقدم في العمر، بل سيتطور بشكل دائم لاتساع مجال الخبرة و الخيال .
الكثيرون منهم أثروا الحياة الثقافية بإنتاجهم العلمي والفكري والأدبي وإن النضج العقلي والخبرات والتجارب الطويلة تؤهل المسن لتعزيز حياة عملية نشطة .
أن الرغبة في العمل يمكن أن تظهر عند الإنسان في كل مراحله .. ولكنها تصل للذروة بتراكم الخبرات و التجارب مع تقدم العمر أما التنحي الإجباري عن العمل يكون مرغوبا بالنسبة للأعمال التي تتطلب قدرات فيزيائية ولكنه مرفوض بالنسبة للتخصصات العلمية والعقلية. وإن بدا على كبار السن بعض نقص في الذاكرة والتركيز نجدهم يبقون بموهبة العمق في التحليل والاستقلال.
إذن لنفسح لهم المجال فمن المسنين ما لديهم طاقة عقلية هائلة تمكنهم من استمرارية أعمالهم إلى أرذل العمر يكون ذات فائدة حقيقية للإنسانية فهم يأتون بالحديث و بإعادة تقديم القديم بصورة جديدة .
