قال المستشار في شؤون الطاقة ومدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابقا الدكتور فيصل الفايق، إن توقيت زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن تزامن مع حدوث مفاجأة كبيرة بأسواق النفط وهي انخفاض استهلاك البنزين في أميركا لأول مرة على مدى 3 عقود في شهر يونيو الماضي بنحو مليون برميل يومياً، حيث تستهلك الولايات المتحدة ثلث استهلاك العالم من البنزين، بحجم استهلاك يتراوح بين 8 إلى 9 ملايين برميل يومياً.
وأضاف الفايق في مقابلة مع "العربية"، اليوم الأحد، أن الانخفاض في استهلاك البنزين دليل على ارتفاع معدل التضخم وزيادة الأسعار بناءً على السياسات النقدية التي تضغط على الأسعار بما يؤثر في سلوك المستهلكين.
وأوضح أن هناك انفصالا كبيرا بين أسواق النفط المادية والآجلة نتيجة مخاوف الركود وهو ما جعل المتداولين في أسواق النفط الآجلة يقومون ببيع 200 مليون برميل في 4 أسابيع ماضية، وهي كمية كبيرة جداً لم نرها من قبل فترة الجائحة.
وقال الدكتور فيصل الفايق، إن ارتفاع الدولار ضغط على أسعار النفط هبوطا لخام برنت إلى 98 دولارا للبرميل، لكنه مع نهاية الأسبوع الماضي صعد فوق 100 دولار للبرميل ويتوقع استمراره على مدى الأشهر من بداية مارس مطلع العام الجاري، ويدل على أن السياسات النقدية الأميركية وسعر الفائدة لم تعد تتحكم في أسعار النفط هبوطاً رغم ضغطها على السلع، لافتاً إلى وجود علاقة عكسية بين ارتفاع الدولار وأسعار النفط، إلا أنها ارتفعت بنهاية الأسبوع الماضي.
وأضاف المستشار في شؤون الطاقة، أن مخزونات النفط تبلغ حالياً 312 مليون برميل بأقل من متوسط 5 سنوات، وعلى منصة نايمكس جاءت العقود النفطية تحت 400 آلاف عقد وهو مستوى متدنٍ جداً لم يحدث في 10 سنوات إلى ما قبل الأزمة المالية في 2008.
وعن كلمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قمة جدة، قال الدكتور فيصل الفايق، إن كلمة ولي العهد ركزت بشدة على أمن الطاقة العالمي، وقدمت المملكة بإعلان نيتها رفع الطاقة الإنتاجية القصوى إلى 13 مليون برميل يوميا رسالة واضحة لمنتجي الطاقة داخل وخارج أوبك بضخ المزيد من الاستثمارات في مشاريع المنبع، لأن العالم يحتاج إلى جميع مصادر الطاقة سواء وقود أحفوري أو نووي أو طاقة متجددة، لأن الطلب على الطاقة عاد بقوة كبيرة بعد الجائحة.
وأضاف مدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابقا، أن السياسات التي تشيطن الوقود الأحفوري وتحديدا النفط هي سياسات عقيمة جدا وسوف تحدث كوارث كبيرة جدا لن يستطيع العالم تحملها، ولذلك السعودية أرسلت رسالة واضحة بإعادة ضخ الدول الاستثمارات في زيادة الإنتاج، حيث لم توقف المملكة الاستثمار في أنشطة المنبع طوال فترة الجائحة.
كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قد حذر في كلمته أمس في قمة جدة للأمن والتنمية من أن تبني سياساتٍ غير واقعية لتخفيض الانبعاثات من خلال إقصاء مصادر رئيسية للطاقة، سيؤدي في السنوات القادمة إلى تضخم غير معهود، وارتفاعٍ في أسعار الطاقة وزيادة البطالة وتفاقم مشكلات اجتماعية.