أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن

 ما تزال موافقة السلطات الإسرائيلية على فتح "معبر اللنبي" بوساطة مغربية تحظى بمزيد من التحليل والتفسير؛ وضمن المتفاعلين مع الموضوع هناك محمد بودن، الأكاديمي والمحلل السياسي، ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية.

 ويرى بودن أن الموضوع يحمل أكثر من دلالة؛ أولا كون "القرار يمثل ترجمة عملية لرؤية الملك محمد السادس بخصوص تحسين شروط عيش الفلسطينيين، لما للمركز الحدودي من أهمية جيو-استراتيجية واقتصادية وإنسانية وسياحية، وكذا تماسه مع المملكة الأردنية الهاشمية التي تتولى الوصاية على المقدسات".

 وزاد المحلل السياسي نفسه، وفق تصريح له توصل به موقع "أخبارنا"، أن القرار يعبر عن "الاهتمام الذي يوليه الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، للسلام في الشرق الأوسط والحقوق المشروعة للفلسطينيين، وتأكيده باستمرار على حل الدولتين على أساس حدود 1967، فضلا عن قيام وكالة بيت مال القدس بأعمال تنموية وإنسانية لفائدة الفلسطينيين".

 الأكاديمي عينه أردف أن "المملكة المغربية من الدول التي كانت دائما وما تزال تحاول تقديم مساهمة كبيرة بخصوص النزاع الفلسطيني/الإسرائيلي، وتتمتع بعلاقات تاريخية وإنسانية مع الأطراف المعنية، بما يجعلها فاعلا مركزيا في أية مبادرة في المستقبل".

 كما أردف رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية أن "القرار يعكس أن المملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس تعتمد على تحالفات واضحة وقوية، وتنسيق منتظم على الصعيدين الثنائي مع الطرفين والقوى الدولية والإقليمية والمتعدد الأطراف، وأهمية هذا النهج تنعكس على جهود الوساطة المغربية بتحقيق النجاحات". 

 هذا وتابع بودن أن "العلاقات الجيدة للمغرب مع مختلف الأطراف والفاعلين في الشرق الأوسط تسمح له بالتحرك بطريقة بناءة وبرؤية تستوعب مختلف أصحاب المصلحة، التي من شأنها أن تحقق اختراقا كبيرا وتطورا هاما في نزاع يوصف بالمزمن". 

 واستطرد المحلل السياسي بقوله إن "القرار يمثل إحدى نتائج الاتفاق الثلاثي المغربي/الأمريكي/الإسرائيلي الموقع في دجنبر 2020"، مضيفا أن "تم الإعلان عنه في توقيت حافل بالمستجدات، حيث يشهد السياق الراهن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة وحصول تحولات هامة في البيئة الاستراتيجية للمحيط الإقليمي". ومن هذا المنطلق، يلفت الأكاديمي ذاته، فـ"المملكة المغربية تستثمر علاقاتها الدولية لمصلحة السلام، وتستخدم دورها الدبلوماسي النشط والنافذ لتخفيف تعقيدات الوضع، ويمكن القول إن محطات عديدة أظهرت أن دور المغرب في القضية الفلسطينية لا غنى عنه".

 "إن دور المملكة المغربية المتفرد يجعلها وسيطا مناسبا على نطاق جيو-سياسي واسع بغية تدليل العقبات وتحقيق نتائج عملية، بعيدا عن الاستعراض والاستخدام الكلاسيكي للقضية الفلسطينية"، يقول المحلل السياسي المذكور.

 وأبرز بودن أن "الوساطة هي إحدى الأدوات الأساسية للسلام، ولكنها تحتاج إلى أقصى قدر من الصبر والعناية في عملية قد تكون طويلة، وتحتاج لفهم مختلف الأبعاد والفاعلين المباشرين وغير المباشرين في الشرق الأوسط".

 هذا وخلص رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية إلى أن هذه المواصفات "تتوفر لدى الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس، يجعلها تنال تقدير خبراء الدبلوماسية ويرسخ التصورات الإيجابية حولها عبر العالم".