هكذا فكرت سهير القلماوى فى خطى واسعة للترجمة العربية
هكذا فكرت سهير القلماوى فى خطى واسعة للترجمة العربية
تحل اليوم ذكرى ميلاد الأكاديمية والكاتبة الكبيرة سهير القلماوي والتي ولدت في مثل هذا اليوم من عام 1911، وكانت القلماوي من السيدات الأوليات اللواتي إرتدن جامعة القاهرة وفي عام 1941 أصبحت أول امرأة مصرية حصلت على الماجستير والدكتوراة في الآداب لأعمالها في الأدب العربي.
وفي حوار أجرته الدكتورة سهير القلماوي مع جمال بدران ونشر في مجلة الكتاب العربي بتاريخ 1965، ذكرت فيه القلماوي رؤيتها حول الترجمة العربية للأعمال الأجنبية، تقول القلماوي:" إن حركة الترجمة في العالم العربي تحتاج إلى تخطيط ودراسة، كم ذا من كتب ترجمت وكأنها لم تترجم وكم ذا من كتب ترجمت وليست بذات فائدة، وكم ذا من كتب لا بد أن تترجم ولم تترجم بعد.
وتضيف:" أعتقد أن مشروع ترجمة شكسبير بكل مسرحياته أول مشروع مخطط على نطاق الدول العربية، والمضحك هنا أن نسمع أصواتًا تقول أن مطران قد ترجم شكسبير وأن غيره قد ترجمه فما جدوى إعادة الترجمة والحقيقة هي هذا بالضبط، أن شكسبير لم يترجم إلا في هذه الترجمة المنظمة التي يشرف على لجنتها أستاذنا طه حسين، فمطران مثلا ترجم عن الفرنسية أولا ثم حذف منها مناظر بأكملها مرارا وفقرات مرارا كثيرة، وعدى بكل بساطة على أية صعوبة بالحذف.
وتواصل:" وما أثبت غير دقيق بالمرة، لقد ترجم للمسرح في عصره فأدى خدمة جليلة جدا، وفي ترجمته حلاوة أسلوب الشاعر ولكن الشاعر المبدع لا المترجم، وأظن أنه بعد تصحيح مفهوم الترجمة في زماننا لا يليق أن نعيش على ترجمات أدت غرضها يوما ما، في أمر كاتب عالمي مثل شكسبير بواسطته تستطيع أن نفهم أمة بأسرها أدق الفهم وأن نفهم جزءً كبيرا من النفس الانسانية أعمق فهم".
وأكملت:" ولما كانت الدول العربية كلها تتكلم بلغة واحدة ولما كان المترجمون الخليقون أن يترجموا قلة قليلة فلابد من تخطيط لتوفير الجهد، إن الإلياذة لهوميورس مثل هملت مطران، عيوبها كثيرة جدا في ترجمة البستاني، والأوديسا لم تترجم إلى اليوم، والترجمة يجب ألا تقصر على آثار غرب أوروبا وأمريكا وألمانيا ولا حتى إيطاليا وإسبانيا وإنما ذخائر من المؤلفات الهندية والفارسية واليابانية والصينية، يجب أن تزخر بها مكتباتنا ليثري فكرنا من كل تيار واتجاه".
