لا تعترف بالمستحيل، ولا بالأمواج الهادرة، فالتحدي عنوانها الدائم، ورسم البهجة ديدنها، كيف لا وهي من تخط عناوين الفرح في «سماء الوطن».
من جديد عادت القبضة السعودية للإبداع في عالم الإنجازات، معلنة عن تجاوزها كل الصعاب، والتأهل عبر نجوم المستقبل لكأس العالم 2023 بألمانيا واليونان، عقب تجاوزها منافسها المباشر وحامل لقب النسخة الماضية المنتخب الكوري الجنوبي بنتيجة (32 – 28)، خلال المواجهة التي جمعتهما مساء أمس الأربعاء على صالة خليفة الرياضية بمملكة البحرين، في إطار منافسات الجولة الثالثة والأخيرة من المجموعة الأولى للبطولة الآسيوية الـ 17 للشباب لكرة اليد.
الأفضلية دانت للمنتخب الكوري الجنوبي مع بداية اللقاء، لكن نجوم الأخضر الشاب نجحوا في العودة وسط مؤازرة جماهيرية كبيرة، ليوسعوا الفارق إلى 3 أهداف، قبل أن تشهد الدقائق الأخيرة بعض التوهان لينتهي الشوط الأول بتقدم المنتخب السعودي بنتيجة (15 – 14).
وشهد الشوط الثاني العديد من التقلبات، التي صنعت المتعة والإثارة، فكانت البداية كورية جنوبية قلبت المعطيات ومنحت الشمشون التقدم بفارق 3 أهداف، قبل أن يعود الأخضر شيئا فشيئا حتى أدرك التعادل، لكن المنتخب الكوري الجنوبي عاد للتقدم من جديد بنفس الفارق. تفنن لاعبو الأخضر في إضاعة الفرص.
الانتفاضة الحقيقية حضرت في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء، حينما أشعل جمهور الأخضر المدرجات، فحضرت الروح القتالية لدى نجوم القبضة الخضراء، الذين تألقوا في الجانبين الهجومي والدفاعي، وسط حيرة كبيرة من لاعبي المنتخب الكوري الجنوبي الذين عجزوا عن مجاراة المد السعودي، معلنين استسلامهم ونهاية اللقاء بتفوق الأخضر الشاب بنتيجة (32 – 28).
وبهذه النتيجة، رفع المنتخب السعودي رصيده إلى 4 نقاط في المركز الثاني خلف المنتخب الكويتي صاحب الصدارة برصيد 5 نقاط.
الأزرق.. جمال وصدارة
واصل المنتخب الكويتي تقديم مستوياته الكبيرة منذ انطلاق البطولة الآسيوية السابعة عشرة للشباب، وقدم مواجهة متكاملة على المستويين الدفاعي والهجومي، ليسحق المنتخب الإيراني ويعلن صدارته للمجموعة الأولى بانتصارين وتعادل وحيد جاء أمام المنتخب الكوري الجنوبي، وهو ما وضعه في مواجهة المنتخب الياباني في الدور النصف النهائي، على أن يلتقي في المواجهة الثانية من نفس الدور المنتخبان البحريني والسعودي.
الفيصل يهنئ الصقور
تفاعل وزير الرياضة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل مع تأهل المنتخب السعودي للشباب لنهائيات كأس العالم، كاتبا عبر صفحته الرسمية في برنامج التواصل الاجتماعي «تويتر»، الآتي: «الحـمد لله.. ألف مبروك لأبطال أخضر اليد.. أداء رائع وتأهل مستحق إلى كأس العالم للمرة الرابعة.. كل التوفيق بإذن الله في المونديال».
الإحصائيات
لا تكذب
السعيد والهزاع.. ثنائي مبهر
يوما بعد الآخر، يوكد الثنائي الوطني فاضل آل سعيد وموسى الهزاع على قدراتهم الفنية العالية، فالإنجازات تحضر أينما حضرا، وعلى مستوى الأخضر الشاب كان نفس الثنائي عراب التأهل الأخير لكأس العالم في العام (2017)م، حينما حل المنتخب السعودي في مركز الوصافة بالبطولة الآسيوية.
ويرتبط مدرب الأخضر فاضل آل سعيد ارتباطا وثيقا بالعالمية على مستوى منتخب الشباب، فرغم تواجده مع المنتخب الأول في أكثر من مناسبة في المحافل العالمية، إلا أنه كان ممن صنعوا التأهل العالمي الأول على مستوى فئة الشباب في العام (1997)م، عقب حلولهم في مركز الوصافة، فيما كان قائدا للدفة الفنية خلال التأهل لكأس العالم 2017 بالجزائر وكأس العالم 2023 بألمانيا واليونان.
عشاق الأخضر.. سر التأهل.!
لعب عشاق الأخضر دورا هاما جدا في تأهل المنتخب السعودي للشباب لكأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه، حيث كان حضورهم مميزا طوال المواجهات الثلاث، فيما سجلوا تأثيرا واضحا خلال مواجهة كوريا الجنوبية، حينما ساهموا في استعادة لاعبي الأخضر ثقتهم في أكثر من مناسبة، وخصوصا في حال التأخر بالنتيجة.
ولعل ما ميز الحضور الجماهيري خلال هذه البطولة، هو حرص الأهالي على التواجد ومؤازرة الأبناء من أجل تحقيق إنجاز جديد لهذا الوطن الغالي.
الخضيمي: حققنا الأهم.. والذهب هدفنا
أهدى سجاد الخضيمي قائد المنتخب السعودي للشباب لكرة اليد إنجاز التأهل لكأس العالم 2023 بألمانيا واليونان، للقيادة الرشيدة وللقيادة الرياضية، مؤكدا أن الدعم الكبير الذي تحظى به الرياضة من قبلهما، ساهم في اختصار الكثير من الخطوات في طريق تطور الرياضة السعودية وتواجدها في دائرة المنافسة على المستويين القاري والعالمي.
وأشار الخضيمي إلى أن هذا التأهل لم يأت بالمصادفة، فقد عملنا كمجموعة لمدة قاربت الـ 3 أشهر، مبينا أن امتلاك الأخضر قيادة فنية خبيرة ساعدهم كثيرا خلال المواقف الصعبة، موضحا أن التأهل للعالمية كان الهدف الأول والأهم، لكنهم سيقاتلون من أجل حصد الذهب وتسجيل إنجاز هو الأول من نوعه على مر التاريخ.
