الدار / أحمد البوحساني
في زيارة رسمية للمملكة المغربية ، بدأت منذ الإثنين الماضي ، والتي تعتبر الأولى لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي للمغرب أفيف كوخافي، في إطار التعاون المتزايد بين البلدين. التقى خلالها بالمفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية الفاروق بلخير، ومسؤولين عسكريين وأمنيين.
لينتقل بعد ذلك رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، حل بعد ذلك بمدينة مراكش صبيحة يوم الاربعاء 20 يوليوز، قادما اليها من العاصمة الرباط، حيث إلتقى الجالية اليهودية المحلية في المدينة القديمة، و زار المقبرة اليهودية المحلية، و أدّى صلاة العظمة الكبير في كنيس محلي وسط المدينة الحمراء، كما التقى بأفراد من الجالية الذين قاتلوا في حرب يوم الغفران أو “حرب أكتوبر” وعادوا إلى المغرب للاستقرار .
وخلال هذه الزيارة ، أثنى المسؤول الاسرائي على دور المملكة المغربية في الحفاظ على التراث اليهودي وتاريخه ، مشددا على أن المغرب حليف لدولة إسرائيل، ويشكل مثالاً للعلاقة العميقة والخاصة بين دولتين على أساس تراث مشترك.
وواصل القول : ” أشعر بالفخر والإعجاب لمقابلة الجالية اليهودية في المغرب، وبعض الذين حاربوا من أجل دولة إسرائيل، ويعملون اليوم هنا من أجل الجالية اليهودية وتعميق العلاقة مع إسرائيل “
وقد أكد الجنرال كوخافي في هذا اللقاء أن المغرب دولة حليفة لإسرائيل ، ومثالًا للتواصل العميق بين الشعبين والعلاقة المميزة القائمة على تراث مشترك، مضيفًا: ” أنا جد فخور ومتأثر بلقائكم يهود الجالية اليهودية في المغرب ” .
يذكر ان المملكة المغربية تعطي اهتمام كبير للطائفة اليهودية، كمكون من مكوّنات الثقافة المغربية، و تعمل على تعزيز ارتباط اليهود المغاربة المقيمين في الخارج ببلدهم الأصلي، لذلك اعطى جلالة الملك محمد السادس اوامره السامية ، لتشكيل هيئات تنظيمية للطائفة اليهودية المغربية تهدف إلى تدبير شؤون الطائفة والاعتناء بتراثها اللامادي .
ويقدّر عدد أبناء الطائفة اليهودية المغربية المقيمين حالياً في المملكة بحوالى ثلاثة آلاف شخص، وهم بذلك أكبر طائفة يهودية في شمال أفريقيا على الرّغم من الهجرة الكبيرة لليهود المغربيين إلى إسرائيل في أعقاب قيام الدولة العبرية في 1948.
و يقدر عددهم حالياً بحوالى 700 ألف يهودي من أصول مغربية، و يحافظون على علاقات قوية مع بلدهم الأمّ.
لهذه الأسباب قرر المغرب، القيام بتدابير مهمة لتنظيم الطائفة اليهودية المغربية ، بعد مشاورات موسّعة مع ممثّلي الطائفة اليهودية وشخصيات منتسبة لها .
التنظيم الجديد ينص على تشكيل ثلاث هيئات، أولّها المجلس الوطني للطائفة اليهودية المغربية، ومهمّته السهر على تدبير شؤون الطائفة والمحافظة على التراث والإشعاع الثقافي والشعائري للديانة اليهودية وقيمها المغربية الأصيلة”.
هذا المجلس ستنبثق عن لجان جهوية ستقوم بتدبير القضايا والشؤون اليومية لأفراد الطائفة .
الهيئة الثانية هي لجنة اليهود المغاربة بالخارج ومهمّتها العمل على تقوية أواصر ارتباط اليهود المغاربة المقيمين بالخارج ببلدهم الأصلي، وتعزيز إشعاعهم الديني والثقافي، والدفاع عن المصالح العليا للمملكة .
أمّا الهيئة الثالثة التي تَقرّر استحداثها فهي مؤسسة الديانة اليهودية المغربية ودورها السهر على النهوض والاعتناء بالتراث اللامادي اليهودي المغربي والمحافظة على تقاليده وصيانة خصوصياته.
وكان المغرب قد قرر تطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية في أواخر سنة 2020، على خلفية اتفاقات إبراهيم التي رعتها الولايات المتحدة في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب. و منذ ذلك الحين ، ارتفعت وثيرة التعاون بين البلدين خصوصاً في المشاريع المتعلقة بالتكنولوجيا والدفاع والأعمال ومجالات مهمة أخرى.
