أرق ثقافي
محمد كبسور
الراب (Rap) هو نوع من أنواع الغناء الشعبي، ظهر مؤخراً في السودان عبر مؤديين سودانيين من ابناء المغتربين ذوي الخلفيات الثقافية الهجين. فتمدد الراب وانتشر وأصبح في دائرة اهتمام الشباب. وتطلع الكثيرون لمسألة ان يصبحوا (رابرز)، ربما لسهولة صناعة الراب ولبساطة كلماته المتأرجحة ما بين الشعر والنثر، ولإعتماد الراب علي نبضات الموسيقى وكلمات الأغنية أكثر من اعتماده علي معيار صوت وقدرات المغني.
الراب فن قديم نشأ وارتبط بحقبة السبعينات في الولايات المتحدة كما ارتبط بتناول مواضيع شائكة ذات طابع متمرّد او قضايا مشوشة مرتبطة بهموم قاع المناطق التي نشأ فيها. واعتمدت كتابته علي الشعراء الشعبيين وأفراد العصابات والذين تأتي أصولهم من مجتمعات دفعتهم بشكل أو بآخر نحو الانجراف نحو حياة الإجرام الخطرة.
اهتم (الرابرز) في السودان بتجويد العرض عبر كليبات متعوب عليها من حيث الرقصات والحركة والإيقاعات والموسيقي، متأثرين بثيمات الراب الأمريكي. وبرزت اسماء لرابرز شغلوا الناس وانتشروا عبر الميديا من أمثال زنقولا ود المزاد.. ديفنشي.. جي اكس.. تيريك.. ماو.. سولجا.. حليم.. عبد الجليل نميري.. وغيرهم من الشباب الذين غزوا الساحة بمنتجات تتفاوت في رسالتها وجودتها، وتلتقي في أنها تشغل حيز مهم وتثير كثيراً من الانتباه والنقد.
ورسمت اغنيات الراب كذلك لوحات بارعة وملحمية في تفاعلها مع الحراك الثوري الديسمبري في ظل بخل الأغنية التقليدية، وهو ما خلق للراب السوداني مكانة خاصة في وجدان الكثيرين.
يظل الراب ضرب من ضروب الفنون، ويحتل منطقة وسطي ما بين الغناء وإلقاء القصائد، وتنطبق عليه ذات المعايير الفنية والأدبية الجمالية التي تحكم اي منتج إبداعي.
وتظل الدعوة مفتوحة لكل الرابرز للإجتهاد اكثر في تقوية الحلقة الأضعف في هذا المنتج وهي الكلمة نفسها.