واشنطن وبكين: توافقات أم صدامات؟


مع بدء مشاورات أميركية صينية جديدة، وهو ما برز في مجمل الاتصالات التي تمت مؤخراً، ومنها لقاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ونظيره الصيني وانغ يي، وكذلك إجراء اتصال بين رئيس أركان الجيش الصيني، لي زوتشينغ، ونظيره الأميركي مارك ميلي، حثه فيه على الالتزام بمبدأ صين واحدة، ووقف التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وجزيرة تايوان، وتجنب تقويض العلاقات الصينية – الأميركية نكون أمام واقع سياسي ربما يبدو مختلفا عما دار في الفترة الماضية.
التصريحات الإيجابية تواصلت بين الجانبين ما يشير إلي وجود رغبة مشتركة في تنمية العلاقات، وعدم الصدام في إطار سيناريو يركز على فكرة الاعتماد المتبادل التي تحكم العلاقات بصورة غير مباشرة، وفي ظل احتمالات استمرار الصراع التي لا يمكن استبعادها، وهو ما أكد عليه وزير الخارجية الأميركي عندما ذكر أنه في علاقة معقدة ومهمة مثل العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، هناك أشياء كثيرة يجب مناقشتها مع التطلع لحوار مثمر وبناء، فيما اعتبرت الصين أن على البلدين الحفاظ على العلاقات الطبيعية، وإعادة علاقتهما إلى مسارها الصحيح، والمحافظة على تبادلات طبيعيّة، وإتباع منهج الاحترام المتبادل.
الواضح أن هناك منحى مشترك يتجه إلى فرض استقرار العلاقات الأميركية الصينية، ومنعها من الاتجاه عن غير قصد إلى الصراع بصرف النظر عن وجود العديد من القضايا الخلافية، ولهذا من المتوقع أن تتواصل قنوات الحوار بين الرئيس جو بايدن والرئيس الصيني شي جينبينغ في الفترة المقبلة.
والدليل على هذا أن الصين سلمت للولايات المتحدة مخططاً لتعايش الجانبين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ يستند ذلك على تأسيس قواعد مختلفة للتعاملات الإيجابية في هذه المنطقة، ودعم النهج الإقليمي المفتوح بشكل مشترك، مع تفعيل المقترح الصيني بدعم مركزية رابطة آسيان، وأطر التعاون الإقليمي الحالية، واحترام الحقوق والمصالح المشروعة للآخرين مع تعزيز الاستقرار، وتوفير المزيد من المصالح العامة للمنطقة.
والمعني أن الصين تسعي للتهدئة مع واشنطن، ولو لفترة مرحلية، وفي إطار خطاب سياسي موجه ومباشر في هذا التوقيت، مع التأكيد على استمرارية تنافس الجانبين بشكل متزايد على النفوذ في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث توجد نزاعات إقليمية كبيرة بين بكين وحلفاء لواشنطن، ومن ذلك اعتبار الصين مضيق تايوان ليس مياهاً دولية، في تحدٍ لوجهة نظر واشنطن بشأن القانون الدولي، واعتبار الحزب الشيوعي الصيني تايوان جزءاً من الصين.
ولهذا تحركت الدبلوماسية الروسية في حملة دبلوماسية عبر مناطق النزاع الإستراتيجية الرئيسية، في محاولة لتهدئة الشكوك الإقليمية حول نوايا الصين من خلال التأكيد على الفوائد الاقتصادية المشتركة.
واستمرار قنوات الاتصال المباشر خاصة وأن تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية يتطلب انفتاح كل القوى على بعضها برغم حالة التجاذب السياسي والأمني بين بعض الأطراف المعنية والحاكمة لإدارة الأزمة بالفعل. سيظل التواصل بين واشنطن وبكين قائما، ولن يتوقف، وسيحكم الأمر المصالح المتبادلة والفوائد المشتركة التي تحدد اتجاهات العلاقات بين الطرفين برغم بعض التحفظات المطروحة على ما يمكن أن تمضي فيه العلاقات في مداها القصير أوالمتوسط الأجل.

* نقلا عن "الاتحاد"

تاريخ الخبر: 2022-07-23 18:17:44
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 83%
الأهمية: 86%

آخر الأخبار حول العالم

برغم كل ده برضو حبيبى

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-16 09:21:28
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 61%

منع دخول مركبات 20 شركة لم تلتزم بـ«اقتصاد الوقود» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-16 09:23:26
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 65%

صباح الخير يا مصر..

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-16 09:21:29
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 57%

ياسمين عبدالعزيز تنشر صورة مفاجئة: زوجي الجديد

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-16 09:21:36
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 62%

أول ظهور لبطلة إعلان "دقوا الشماسي" بعد زواجها

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-16 09:21:34
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 55%

بيان المصري الليبرالي في ذكرى نكبة فلسطين

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-16 09:21:26
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 59%

«عكاظ» تنشر ملامح من تنظيم هيئة الصحة العامة - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-16 09:23:25
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 68%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية