لعنة الكيف5 .. الاغتصاب يطال الزوجات تحت تهديد “الشبو”
لعنة الكيف5 .. الاغتصاب يطال الزوجات تحت تهديد “الشبو”
في حياة كل منا علاقات طيبة, وعلاقات سامة والعلاقة السامة مهما كانت وطيدة الصلة إلا أن استمرارها في نفث السموم داخل عروقنا قد يميتنا, ومن يتنبه مبكرا يفر للنجاة, مشوه النفس والهوية بفعل ذلك السم مهتز المفاهيم حول ما يجب أن تكون عليه أية علاقة من الحب والاحترام, في العلاقة السامة أحد الطرفين يأخذ كل ما يريده من الطرف الآخر, تاركا له الإيذاء والضعف والتعب, والانهيار وغالبا ما تنتهي نهايات تعيسة جدا.. أمل تمثل علاقة زوجية سامة بكل أبعادها وأخشي ما أخشاه أن يلحقها الإيذاء قبل أن نتمكن من مساعدتها بعد أن حدثتني وقد انتابتها حالة انهيار مرعبة.
أمل فتاة من جوف منطقة شعبية بالقاهرة الكبري, تنتمي لأسرة فقيرة لكنها مستورة, حصلت علي دبلوم التجارة, ثم تزوجت منذ11 سنة, من عامل أمن في إحدي الشركات, وبعد خمس سنوات صار لديهما بنت تسع سنوات, ولد ست سنوات, لكن الحياة المستقرة رغم ضيق ذات اليد لم تكن مشبعة للزوج الذي بدأ يتردد علي أصدقاء مدمنين نصحوه أن ينسي وينتشي, فتعاطي الترامادول ثم الحشيش حتي وبدلا من البحث عن عمل أصبح باحثا عن السلف, تاركا أسرته بلا معيل اعتمادا علي أن الأسرة تحيا في منزل العائلة, لكن العائلة لم تكن معيلا بديلا سوي في أبسط الطلبات مثل طعام الأطفال.
مرت الأيام علي أمل بلا سند, فليس لديها معين. إنها يتيمة الأب, وللأسف أخواها الكبيران ليسا أفضل حالا من زوجها فجميعهم زملاء فوق مسرح المدمنين, بدت الأمور من سيء لأسوأ أمل تتعرض للضرب والقهر والاقتراض من الغريب والقريب لسداد الحاجة الأساسية للأطفال, تقضي يومها تتسول بين والدتها ووالدة زوجها لتحصل علي الطعام اللازم, وبين المقرضين إذا وجدوا, وفي نهاية اليوم وعلي يد زوجها الذي من المفترض أن يمثل لها حصن الأمان تتعرض للاغتصاب,إذا رفضت الالتقاء في علاقة حميمة انكسرت كرامتها, وأنطفأت روحها, لكن هذا لم يمنع مجيء الطفل الثالث وعمره الآن سنة ونصف.
اليوم أمل عمرها 30 سنة وزوجها عمره40 سنة, يعمل في حمل مواد لبناءشيال رمال, يبرحها ضربا يوميا, وليس لديها منفذ للخلاص, بعدما تعذر علاجه لأنه انتقل إلي ما يدعيشبو أو الكريستال ميث, وهو مخدر جديد يطلقون عليه الشبو أو الكريستال ميث الآيس معروف في بداية انتشاره بأنه كان لأولاد الأكابر فقط في مصر, حيث ارتفعت أسعاره بشكل جنوني في البداية,إلا أنه بعد ذلك أصبح في متناول الجميع, حتي أطلق عليه مخدر الشوارع يتسبب في جرائم اغتصاب والقتل والانتحار, طبقا لمحاضر مصرية رسمية.
ووفقا لتقارير طبية عديدة فإن مركبات مخدر الشبو هيالميثا أمفيتامين, التي تعرف بأنها منشطات شديدة التأثر وسريعة الإدمان, وتسبب حالة من الهلوسة السمعية والبصرية وتدمر القلب وانفجار شرايين المخ والجلطات وتشوهات كبيرة في الوجه,إضافة إلي الشيخوخة المبكرة, وتساقط الأسنان وفقدان جزئي للذاكرة وتضعف المناعة بالإضافة إلي انفصام الشخصية.
تكمل أمل حديثها في بساطة غارقة في دموعهااليومين دول دخل في شرب الشبو, بأحاول أني أرجعه عن طريقه لكن مفيش فايدة, والصيدلاني قال لازم يتعالج في مصحة, وأنا ماليش مكان أروح فيه أمي أرملة وماتقدرش تصرف علي, هو بيستلف علشان يشم بدل ما يستلف عشان يأكلنا, وبيجيبه ويطحنه ويحطه في لمبة, وأنا خايفة العيال تقلده وأجبرني استلف من كل إللي حوالينا بقيت مديونة للكل, فكرت أنتحر وفكرت أهج من الدنيا بحالها,أروح عند أمي وإخواتي ألاقيهم حاطين الأكل علشان ناكل, والعيال هايضيعوا, البنت في المدرسة الحكومية لكن الولد رحت أقدم له في نفس المدرسة الحكومية قالوا لي هاتي ألف جنيه, طيب أنا أجيب منين ألف جنيه وأنا كل الناس لها ديون عندي.
وتسترسل أمل مقهورة تقول: هو عاوز يتعالج, لكن للأسف مفيش سكة ولا فلوس ولا افتقاد من الرعاة,باقول لهم مش لاقية أكل وجوزي محتاج علاج, إللي يقول لي أنا مسافر وإللي مايردش وإللي مش فاضي, طيب أعمل أيه أنا مش طالبة فلوس أنا عايزة جوزي يتعالج علشان حياتنا تستقر, لو عندي حد يساعدني ما كنتش لجأت لأي مكان لكن أمي أرملة بتاخد معاش الحكومة350 جنيه وتخبز عيش تبيعه للمحلات علشان تصرف علي أختي المريضة- مصابة بضمور عضلات- وإخواتي الصبيان بيشربوا نفس الهباب وخاربين بيوتهم برضه مش عارفة أروح لمين.