أحمد البنا يكتب: العقاد.. نابغة بالابتدائية العامة!

لم يكن يدري حينما كنت أحدثه عن العقاد أنه لم يكمل تعليمه، صديقي يعرف عباس العقاد المفكر الكبير صاحب المؤلفات الكثيرة والتي أثرت الأدب العربي وخلقت الكثير من الأدباء والمفكرين، لكنه لا يعرف أنه لم يحصل من شهادات التعليم سوي الابتدائية!

كثير من يعرف الشارع المشهور في مدينة نصر والمسمى باسمه.... يعرف كبار التوكيلات والمولات في الشارع وخبير بأنواع المطاعم والكافيهات لكنه لم يعرف صاحب اسم هذا الشارع وتاريخه وموافقه.

عباس العقاد

ولن نستطيع -طبعا – أن نحصي حياة العقاد في سطور وإنما نستطيع أن نلقي الضوء لكثير من جيلنا علي هذا العملاق الذي قرأ ستين ألف كتاب! و كتب وألف في كثير من المجالات من دين وفلسفة وأدب! وقلما يحوي عقل رجل كل تلك العلوم.

ويحكي الكاتب أنيس منصور في كتابه " في صالون العقاد " أنه كان له مجلس أسبوعي في بيته في 13 شارع السلطان سليم مصر الجديدة سمي " صالون العقاد " يجمع المثقفين لدراسة موضوع ما حتي يتكلم العقاد ويهيم متنقلاً بين الفلسفة والادب والتاريخ والطب مفرغاً ما حوى عقله من درر العلوم.  

فلم يكن بيته مجرد بيتاً إنما كان ملتقي ثقافياً لكل الأدباء والمثقفين.

لم ينسجم العقاد يوماً مع الوظيفة الحكومية، ولم يطق أن يأمره أحد فرفض الوظيفة وتركها وبعد أن عمل في التلغراف والسكة الحديد وغيرها من المصالح الحكومية، ترك كل هذا واستعان بصديقه محمد فريد وجدي في تأسيس جريدة الدستور، وبهذا سبق العقاد الكثيرين ممن ينادون الآن بالعمل الحر، بل إنه في عام 1907 م كتب مقالاً بعنوان "الاستخدام رق القرن العشرين "!  

عباس العقاد

ويقول العقاد عن ذلك: " ومن السوابق التي أغتبط بها أنني كنت فيما أرجح أول موظف مصري استقال من وظيفة حكومية بمحض اختياره، يوم كانت الاستقالة من الوظيفة والانتحار في طبقة واحدة من الغرابة و خطل الرأي عند الأكثرين."  

ولم تخل حياة العقاد من المعارك والمشاحنات الفكرية والثقافية مع كبار الشخصيات في المجتمع.... مع الأدباء والسياسيين والشعراء...... مع طه حسين، بنت الشاطئ، مصطفي النحاس، الرافعي، أحمد شوقي وغيرهم!  

وإذا أردت أن تعرف الكثير عن حياة العقاد فليس أمامك سوي أن تقرأ كتاب " في صالون العقاد كانت لنا أيام " للكاتب الكبير أنيس منصور، وهو ليس كتاباً إنما مرجعاً يحوي مزيجاً من الادب والفن والتاريخ في فترة طويلة من القرن العشرين.

عباس العقاد

يكفي أن تعرف أخيراً أنه نظم نشيد العلم وفي عام 1934 م تم تلحينه وأذيع في الراديو.... وفيه يقول:  

قد رفعنا العلم       للعلا والفدا  

في عنان السماء

حي أرض الهرم    حي مهد الهدي

حي أم البقاء  

كم بنت للبنين    مصر أم البناة  

من عريق الجدود  

أمة الخالدين    من يهبها الحياة  

وهبته الخلود  

إن رفعنا الروؤس    فليكن ما يكون  

ولتعش يا وطن  

ولتعش يا وطن

تاريخ الخبر: 2022-07-26 12:21:57
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية