لا تزال رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تفكر فيما إذا كانت ستزور تايوان رغم اعتبار مسؤولين أميركي تلك الفكرة سيئة للغاية لا سيما أنها ستؤجج التوترات مع بكين.
لكن في المقابل يرى بعض الجمهوريين والديمقراطيين أن الزيارة ضرورية، ويصرون على أن الصين لا تستطيع أن تملي أين يجب أن يذهب السياسيون الأميركيون وفق تحليل نشره موقع "بوليتكو".
من جهتها، قالت بوني جلاسر، مديرة برنامج آسيا التابع لصندوق مارشال الألماني "حتى مناقشة الزيارة تسلط الضوء على "اللحظة الخطيرة" التي نحن فيها ، نحن نقترب من أزمة."
"سياسة الصين الواحدة"
وأشارت هي وخبراء آخرون إلى أن السبب الرئيسي هو أن الرئيس الصيني يحتاج إلى اظهار القوة قبل المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي في وقت لاحق من هذا العام.
كما تابعوا قائلين إن "أي إضعاف محسوس لسياسة الصين الواحدة يمكن أن يؤذيه، ويمكّن أولئك الذين يريدون كبح نفوذه".
إلى ذلك، أشار التقرير إلى أنه "اذا قررت بيلوسي السفر إلى تايوان، فإن إجماع الخبراء هو أنها يجب أن تفعل ذلك بعد الاجتماع المهم لرؤساء الأحزاب".
وتابعوا قائلين "إذا ذهبت بيلوسي قبل ذلك، فهناك فرصة أن يقوم الرئيس شي بشيء متهور وربما مهمة تدريب كبيرة من الطائرات الحربية والسفن الحربية التي تندفع في عمق المجالات الجوية والبحرية التايوانية".
بدوره، قال الجنرال تان كيفي المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية: "إذا أصرت الولايات المتحدة على اتخاذ مسارها الخاص، فلن يقف الجيش الصيني مكتوف الأيدي وسيتخذ بالتأكيد إجراءات قوية لإحباط أي تدخل لقوة خارجية".
وأشار التقرير إلى أن كبار مسؤولي وزارة الدفاع قلقون بالفعل من عدائية جيش الصين.
مخاوف من عدائية الصين
وخلال حدث استضافه اليوم مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن العاصمة، قال مساعد وزير الدفاع لشؤون المحيطين الهندي والهادئ، إيلي راتنر إن هناك "زيادة حادة في عدائية سفن وطائرات الجيش الصيني " مضيفا: الصين "تختبر حدود" عزيمة أميركا.
كذلك أشار التقرير الى أن الجدل الذي تمحور حول زيارة بيلوسي يأتي بعد أن قال المشرعون إن الولايات المتحدة يجب أن تنهي سياسة "الغموض الاستراتيجي".
وأكد وزير الدفاع السابق مارك إسبير أن سياسة "الصين الواحدة تجاوزت فائدتها" وألغت وزارة الخارجية الجملة الشكلية حول عدم دعم استقلال تايوان.
فيما أشار الرئيس جو بايدن ثلاث مرات إلى أن إدارته سترسل قوات لصد غزو الصين للجزيرة.
من جهته، أصر مستشار الأمن القومي جايك سوليفان أمام حشد من منتدى آسبن للأمن الأسبوع الماضي على أن السياسة تجاه تايوان "لم تتغير".
وأضاف أن الولايات المتحدة ستزود الجزيرة بالأسلحة التي تحتاجها للدفاع عن نفسها من الصين، وليس بالضرورة الأسلحة التي اعتادت الحصول عليها في السنوات الماضية.
مع ذلك، فإن الشيء الوحيد الذي متأكدة الصين بشأنه هو أن سياسة إدارة بايدن تجاه تايوان ليست واضحة تمامًا.
وهذا يزيد من التوتر في العلاقة بين واشنطن وبكين وقد تكون زيارة بيلوسي، حسب موعد حدوثها أو إذا حدثت، هي الحاسمة.
بكين تهدد
يذكر أن نانسي بيلوسي تحضر للذهاب إلى جزيرة تايوان التي تدعمها الولايات المتحدة، وتطالب بها الصين باعتبارها جزءا لا يتجزّأ من أراضيها، وذلك بعدما زارها عدد من الوفود الأميركية مؤخراً.
ورغم أن السيدة لا تشغل أي منصب في السلطة التنفيذية، إلا أن تلك الزيارة ستحرج الحكومة الأميركية التي ستجد نفسها مضطرة للتبرير أمام وصول أكبر شخصية في المؤسسة الأميركية تزور رسمياً الجزيرة منذ عقود، خصوصا أن وزارة الخارجية الصينية، كانت هددت باتخاذ إجراءات حازمة وقوية إذا ما مضت بيلوسي في خططها.
ومن المقرر أن تزور بيلوسي الجزيرة- المتمتعة بالحكم الذاتي والتي تزعم الصين أنها جزء من أراضيها- في أغسطس/آب، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز"، سابقاً.
