أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس خامس اتصال هاتفي، استمر لأكثر من ساعتين، مع نظيره الصيني شي جين بينغ، وسط مخاوف متزايدة بخصوص زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي المحتملة لتايوان.

وقال البيت الأبيض إن الاتصال بدأ الساعة 8:33 صباحاً وانتهى الساعة 10:50 صباحاً. ومحادثة اليوم هي الخامسة بين الزعيمين منذ تولي بايدن منصبه في يناير/كانون الثاني 2021.

ووفق الإعلام الرسمي الصيني فقد حذر شي بايدن من "اللعب بالنار" في شأن تايوان.

وجاءت المحادثة وسط خلافات بشأن الرسوم الجمركية المتبادلة بين الجانبين، وتوتر على خلفية زيارة محتملة لرئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، إلى تايوان.

ولم ينشر البيت الأبيض على الفور فحوى المحادثة.

وكانت وزارة الدفاع الصينية قد حذرت واشنطن من زيارة بيلوسي، قائلة إن الجيش الصيني "سيتخذ إجراءات قوية لإحباط أي تدخل خارجي من أجل استقلال تايوان".

وصرحت بكين، التي تعتبر تايوان مقاطعة انفصالية، أن مثل هذه الأعمال (الزيارات) يمكن أن تسبب "أضراراً جسيمة لأسس العلاقات الصينية الأمريكية".

وتتبنى بكين مبدأ "الصين الواحدة" وتؤكّد أن جمهورية الصين الشعبية هي الجهة الوحيدة المخولة بتمثيل الصين في المحافل الدولية، وتلوّح بين الحين والآخر باستخدام القوة والتدخل عسكرياً إذا أعلنت تايوان الاستقلال.

وفي حال زيارة بيلوسي إلى تايوان، فستكون هذه أول زيارة يجريها رئيس لمجلس النواب الأمريكي منذ 25 عاماً، بعد رحلة الجمهوري نيوت غينغريتش عام 1997 للقاء الرئيس التايواني آنذاك لي تنغ هوي.

وتشهد العلاقات بين بكين وتايوان توترا منذ عام 1949، عندما سيطرت قوات يقودها "الحزب القومي" على تايوان بالقوة، عقب هزيمتها في الحرب الأهلية بالصين، وتدشين "الجمهورية الصينية" في الجزيرة.

ولا تعترف بكين باستقلال تايوان وتعتبرها جزءاً من الأراضي الصينية وترفض أية محاولات لسلخها عن الصين، وبالمقابل لا تعترف تايوان بحكومة بكين المركزية.

ويرى محللون أن شي له أيضاً مصلحة في تفادي التصعيد، لأنه يسعى إلى فترة ثالثة غير مسبوقة في المنصب خلال مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم في الصين المتوقع في الخريف.

وأوضح الشخص الذي اطلع على التحضير للاتصال أن بايدن رغب كذلك في مناقشة قضايا المناخ والمنافسة الاقتصادية، إضافة إلى فكرة وضع حد أقصى لسعر النفط الروسي لمعاقبة موسكو على حربها في أوكرانيا، وهي قضية أثارتها وزيرة الخزانة جانيت يلين مع نظرائها الصينيين هذا الشهر.

وحتى الآن ما لم تندد الصين بالحرب الروسية على أوكرانيا.

وعندما تحدث بايدن إلى شي المرة السابقة في مارس آذار، حذر من "عواقب" إذا قدمت بكين دعما ماديا لحرب روسيا. وتعتقد الحكومة الأمريكية أن الصين لم تتجاوز هذا الخط الأحمر في الأشهر التي تلت ذلك.

وتشكو تايوان من تكثيف المناورات العسكرية الصينية على مدى العامين الماضيين لمحاولة إجبارها على قبول سيادة بكين عليها.

TRT عربي - وكالات