تركيا تضغط لإبعاد الأكراد وميليشيات إيران عن حدودها الجنوبية


تخوض تركيا حملة دبلوماسية في العاصمة الأميركية للتأكد من أن موقف أنقرة من سوريا والعراق وإيران مفهوم لدى إدارة جو بايدن والكونغرس الأميركي.

تبدو قضية سوريا والعراق وحضور الأكراد على طول الحدود الجنوبية لتركيا وكأنها الأساس، لكن الدبلوماسية التركية تؤكد للأميركيين أن المسألة أبعد من "المشكلة الكردية" وتصل إلى المشكلة الإيرانية على الحدود التركية العربية.

عملية "وشيكة"

يؤكد الأتراك للأميركيين في العاصمة واشنطن أن العملية العسكرية في شمال شرق سوريا باتت "وشيكة" ولن تتراجع تركيا عن هذه العملية لأسباب كثيرة، أولها رفض أنقرة التام لوجود أي عناصر كردية مسلحة على حدودها.

هذا الموقف المتشدّد من قبل الحكومة التركية ليس جديداً، بل إنه في أساس موقف أنقرة منذ استعان الأميركيون بقوات سوريا الديمقراطية لمواجهة داعش في شمال شرق سوريا، لكن ما يزيد الأمور إلحاحاً هذه المرة أن الحكومة التركية، وحتى باقي الأحزاب السياسية، لا ترى ضرورة كبيرة لمحاباة الأكراد من مواطني الدولة التركية.

يشدّد الأتراك في العاصمة الأميركية على أن "قوات سوريا الديمقراطية" هي واجهة لقوات تنظيم حزب العمال الكردستاني ويجب القضاء عليهم، وأقلّه، يجب إبعادهم عن الحدود في أسرع وقت.

معسكر تدريب لقوات سوريا الديمقراطية هذا الشهر في عين عيسى في شمال سوريا

ما يزيد غضب الأتراك من موسكو وواشنطن في آن واحد، هو اتهام تركيا لكل من روسيا والولايات المتحدة بتوقيع اتفاقيات حول الانتشار عند الحدود السورية التركية، لكن أنقرة تقول إن واشنطن وموسكو فشلتا في تطبيق الاتفاق أو أن تقاعس الدولتين تسبب ببقاء العناصر الكردية عند الحدودية التركية بدلاً من أن يبتعدوا مسافة 30 كيلومترا داخل الأراضي السورية.

المشكلة "السورية"

يتهم الأتراك الأكراد في سوريا بممارسة عشرات الاعتداءات عبر الحدود، كما يتهمونهم بالاعتداء على مواطنين سوريين من أهالي المناطق المجاورة للحدود التركية، أو أنهم يعتدون على العناصر السورية القريبة من الحكومة التركية.

بات الأتراك الآن يشددون على أنهم لا يريدون تحمّل مشكلة عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين على أراضي دولتهم، وهم لا يرون الآن أي حلّ من خلال التسويات السياسية بين النظام والمعارضة.

باتت أنقرة تشعر أن عليها أن تفرض حلّاً يقوم على إعادة اللاجئين إلى داخل سوريا، وإسكانهم في الشريط الحدودي وتشكيل منطقة حزام، ويمتدّ هذا الحزام بحسب التخطيط التركي على طول الحدود التركية السورية، وبعمق كاف يسمح بإعادة توطين اللاجئين، ويضمن في الوقت ذاته حزاماً من المؤيدين السوريين، ويكون منطقة عازلة بين القوات الكردية وقوات النظام السوري من جهة والأراضي التركية من جهة أخرى.

معارضة أميركية واضحة

ما يزيد الأمور تعقيداً على الأميركيين أنهم لا يستطيعون حتى الآن التخلّي عن منظومة "قوات سوريا الديمقراطية" وهي قوات بأغلبيتها الساحقة كردية، أولاً لأنها قوات حليفة ومنظمة بشكل جيد، ثانياً لأنها تساعد الأميركيين على ضبط عناصر داعش وعائلاتهم داخل المخيمات، بانتظار حلّ لا تبدو معالمه واضحة في ظل تزايد الأعداد داخل هذه المعسكرات.

مدير الاتصالات في مجلس الأمن القومي جون كيربي قال في تصريحات للصحافيين منذ أيام إن الولايات المتحدة قلقة من التهديدات التركية واعتبر أن "العملية ستكون تهديداً لأمن السكان وللحملة ضد داعش"، وأكد كيربي أن الولايات المتحدة عبّرت عن هذا الموقف للحكومة التركية.

الجيش التركي في شمال سوريا (أرشيفية)

متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قال لـ"العربية" و"الحدث" إن "الولايات المتحدة تبقى قلقة جداً من الكلام عن احتمال زيادة النشاط العسكري في شمال شرق سوريا وهي قلقة أيضاً من وقع ذلك على السكان".

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية لـ"العربية" و"الحدث" أن "موقف الولايات المتحدة لم يتغيّر وندعم استمرار خطوط وقف النار ونشجب أي تصعيد"، وأضاف أنه "من الضروري أن يحافظ كل الأطراف على مناطق وقف النار واحترامها لتحسين الاستقرار في سوريا ومن أجل الوصول إلى حلّ سياسي للنزاع".

أضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تعترف "بالقلق الأمني المشروع لدى تركيا عند الحدود لكننا نتوقّع أن تحترم تركيا مضمون البيان المشترك الصادر في 17 أكتوبر 2019"، وشدّد في هذه التصريحات الخاصة على أن "أي هجوم جديد سيزعزع الاستقرار الإقليمي ويضع الجنود الأميركيين في خطر وكذلك التحالف ضد داعش".

إيران عند الحدود الجنوبية

من جهتهم، يشدد الأتراك على أن "قوات سوريا الديمقراطية" لم تعد الحليف الجيد لدى الأميركيين بسبب انفتاح الأكراد في سوريا على النظام في دمشق، كما أن تركيا تؤكد للأميركيين أن الأخطر في هذه المسألة، ليس فقط العلاقة بين النظام والأكراد، بل فتح الأكراد الأبواب أمام عناصر إيرانية أو تابعة لإيران.

تشدد تركيا الآن على الأميركيين أن المشكلة الأعمق هي إيران عند حدودها الجنوبية، وأن هذا الخطر الإيراني يتصاعد، وأن الحرس الثوري الإيراني يعمل بجهد على مدّ نفوذه المباشر أو من خلال الميليشيات التابعة له إلى مناطق عند الحدود السورية التركية، وأن الحرس الثوري الإيراني يريد مدّ هذا الانتشار العسكري الاستخباراتي المباشر أو المؤيد له على طول الحدود الجنوبية التركية، أي على طول الحدود من عين العرب السورية إلى الحسكة إلى حدود كردستان العراق.

كما يشدد الأتراك الآن على أن المشاكل التي تشهدها الحدود العراقية التركية ليست مسألة قواعد تركية على الأراضي العراقية بقدر ما هي مواجهة بين تركيا وعناصر تابعة للحرس الثوري الإيراني تريد التخلّص من الحضور التركي في هذه المنطقة.

يبدي الأتراك خوفاً جدياً من هذا السيناريو ويعتبرون أن النظام الإيراني نجح منذ سقوط نظام صدام حسين في السيطرة على بغداد وهو يمدّ نفوذه إلى الحدود التركية مع دولتين عربيتين، فيما لا تريد أنقرة أن تجد جارتها في الشرق، إيران، وقد أصبحت جارتها في الجنوب أيضاً.

تاريخ الخبر: 2022-07-29 12:17:20
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 79%
الأهمية: 97%

آخر الأخبار حول العالم

الشعباني: "سنواجه فريقا متمرسا في نهائي الكونفدرالية"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:27:20
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 57%

رئيس ريال مدريد يهاتف مبابي عقب التتويج بالدوري الفرنسي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:26:13
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 63%

سانشيز يتراجع عن قرار الاستقالة ويقرر البقاء في منصبه

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:26:31
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 53%

الشعباني: "سنواجه فريقا متمرسا في نهائي الكونفدرالية"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:27:21
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

سانشيز يتراجع عن قرار الاستقالة ويقرر البقاء في منصبه

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:26:37
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية