خلال مراسم بمناسبة عاشوراء، تعرض رجل دين إيراني شاب يدعى مجتبى حسيني للاعتداء بالسلاح الأبيض في منطقة حصارك في مدينة كرج غرب طهران مساء أمس الخميس. وزعم المهاجم بأنه من "أصحاب الإمام المهدي المنتظر"، وفقاً للمذهب الاثني عشري.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا"، قال مساعد قائد شرطة محافظة البرز مرتضى موسوي اليوم الجمعة، إن رجل الدين تعرض للاعتداء وجُرح "أثناء إلقائه كلمة في مرقد إمام زاده محمد" في كرج، دون الكشف عن المزيد من التفاصيل.
وبحسب الوكالة، فقد تم اعتقال المهاجم بمساعدة الحاضرين في المراسم.
وبعد ساعة من تصريحات مساعد قائد شرطة محافظة البرز، شرح مدير العلاقات العامة في أوقاف البرز علي علي أكبري، في مقابلة مع وكالة "إرنا"، أن رجل الدين هو مجتبي حسيني والمهاجم "على ما يبدو أنه إيراني"، وقد قال في اعترافه الأولي: "أنا من أصحاب الإمام المهدي المنتظر".
وأضاف علي أكبري أن المهاجم "حاول بالفعل قطع أسلاك الشبكة الصوتية للمراسم وكان يبحث عن الاهتمام وقام بالهجوم مع سبق الإصرار والتخطيط"، مضيفاً أن حالة رجل الدين مستقرة.
وتنتشر في الآونة الأخيرة أخبار عن تعرض رجال دين إلى هجمات في أجزاء مختلفة من إيران. وفي هذا السياق، أفادت وسائل إعلام إيرانية في مطلع يونيو الماضي بتعرض إمام مسجد في أصفهان لهجوم بسلاح ناري من قبل سائق دراجة نارية مجهول.
وفي أبريل الماضي، قُتل اثنان من طلاب العلوم الدينية السنة في مدينة غنبد كاووس في شمال شرق إيران بالأسلحة النارية، وأعلن حينها أن الدافع وراء الهجوم كان شخصياً.
وبعد أيام قليلة من ذلك، تعرض ثلاثة رجال دين شيعة لهجوم بالسلاح الأبيض في مرقد الإمام الرضا في مشهد شرق إيران، وقُتل اثنان منهم. وفي العشرين من يوليو، نُفذ حكم الإعدام في المهاجم الذي قيل بأنه من أصول أوزبكية أفغانية.
وفي نفس السياق، قال محمد تقي فاضل ميبُدي، عضو "جمعية المدرسين في حوزة قم الدينية"، في وقت سابق، إن طلاب العلوم الدينية نادراً ما يظهرون في التجمعات والمراسم العامة بسبب تعرضهم للمضايقة أو الشتم من قبل الناس.
وكتب موقع "خبر أونلاين" في عام 2017 في تقرير بعنوان "موقع رجال الدين والمتاعب الناجمة عن كونهم من الملالي": "لقد تضاءلت كرامة رجال الدين وموقعهم التقليدي اليوم مقارنة بالماضي.. جزء منه نتيجة لأداء النظام" في طهران.
ومن المعلوم أن رجال الدين يمسكون بمعظم السلطات في إيران حيث يتربع المرشد الأعلى بصفته "الولي الفقيه" المطلق على رأس هرم السلطة، كما يسيطر رجال دين آخرون على السلطة القضائية دون انقطاع والسلطة التنفيذية بشكل متقطع، ولهم حضور دائم على مقاعد البرلمان بالإضافة إلى سيطرتهم على معظم مؤسسات الدولة.