كلنا مسؤول عن أبنائنا آباء كنا أو أمهات، أو مربون، بل المجتمع كله مسؤول أمام الله ثم الوطن والضمير.
وللقيم والأخلاق مصادر مختلفة يستمد منها شعوب الأرض، نحن ولله الحمد نستمد مصادر قيمنا وأخلاقنا من التشريع الإسلامي العظيم، الذي لا تناقض ولا اختلاف بين أحكامه والفطرة التي فطرالله الناس عليها.
جميعنا يعرف أن قيمنا وأخلاقنا بحمد الله ومنته مستنبطة من القرآن الكريم، المصدر الأول والرئيس لمنظومة القيم الأخلاقية، وكذلك سنة رسول الله -عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم-، والمفسرة والمبينة للقرآن الكريم.
يعملون معا فردا وجامعة بعمل الفريق الواحد كل حسب تخصصه، وما يمكن تقديمه من مساعدات تتحدى التغيرات، التي قد يواجهونها جميعا.
لهذا السبب وجبت الضرورة بغرس القيم والمبادئ في نفوس الأبناء صغارا وكبارا لبناء شخصيات قوية متماسكة تحمي نفسها ومجتمعها من الوقوع في الخطأ، وتحقق التسامح والمحبة والترابط والسلام والأمان والاستقرار في المجتمع.
كلنا يعرف أن كل مجتمع سوي أسسه ودعائمه ومرجعه القيم والأخلاق الحسنة والمبادئ المتميزة، التي تضع الحدود في التعاملات قبل أي شيء.
لا للأنانية ولا لحب الذات ولا للتقوقع داخلها. ونعم للعقيدة السليمة، التي تكسب صاحبها والآخرين الأخلاق الفاضلة ونقاء الضمير.
أعود للنشء وواجبنا نحوهم، توجيههم ودفعهم للمقارنة في النتائج المترتبة على السلوك السلبي، والنتائج المترتبة على السلوك الإيجابي وقيمه ومبادئه وأخلاقه ضرورة.
نذكرهم بأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- بعث ليتمم منظومة الأخلاق «وإنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، فكان عليه السلام أحسن الناس خلقا».
علينا إقناعهم بالقيم والأخلاق لتطبيقها بصورة واضحة وسليمة، هناك دراسات بحثية تقسم القيم إلى قسمين، قيم فردية وقيم غير فردية، القيم الفردية هي التي يؤمن بها الشخص ويقتنع بها، وقيم اجتماعية هي التي يمارسها أفراد المجتمع مثل الموروثات، العادات، والتقاليد.
لندعو الآن بدعاء سيد البشر -عليه أفضل الصلاة والسلام-:
(اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت). سلام الله عليك يا رسول الله وآلك وصحبك.
aneesa_makki@