المرأة المصرية في المعركة
المرأة المصرية في المعركة
خرجت المرأة المصرية إلي المعركة
إنها اليوم في مواجهة مباشرة لدورها ـ باعتبارها نصف المجتمع ـ في معركة التحرير وتقرير المصير العربي..
إن الدور الذي تقوم به في الجبهة الدخلية دور خطير وفعال في الكسب والنصر..
ولقد لمست طوال الأسبوع الماضي بعض نماذج من فكر المرأة ومن حماسها ومن عملها من أجل التحرير ومن أجل خدمة الأبطال الرابضين علي الحدود في مواجهة مباشرة متحفزة ترقب العدو لتضرب ضربتها القاضية لذا تحرك بالعدوان.. علي أي أرض عربية..
والتقيت بعدد كبير من نسائنا وفتياتنا في الاتحاد الاشتراكي العربي حيث تتبلور اليوم وتبرز قيمة جديدة لأهمية التنظيم وتحالف قوي الشعب العاملة في رسم خطة العمل للخدمة السياسية والمدنية في الجبهة الداخلية تأمينا للنصر.
لقد أعلنت المرأة استعدادها للتواجد في مقر لجان الاتحاد الاشتراكي في أي وقت لتقديم أي خدمات تطلب منها. تقدمت الكثيرات للتبرع بدمائهن وتطوع المئات في الدفاع المدني, وجندت عضوات بعض المكاتب التنفيذية للتدريب علي أعمال التمريض والإسعافات الأولية.
أفكار بسيطة.. ولكنها كبيرة!
سوسن حنفي وزينب علي جلال بمكتب تنفيذي الخليفة وآمال النجار بمكتب الموسكي ينقلن إلي في حماس صورة للموقف كله: أنك لن تجدي عضوة في هذا الوقت يمكنها أن تجد دقائق من الفراغ.. إنه لا يمكنك أن تتصوري مدي الحماس والعزم والتصميم في نفوس جميع العضوات. ولقد رأيت هذه العلامات بنفسي.. فهي مرسومة علي الوجوه..
والحماس لا يكفي بالكلام في علامات الوجود.. بل إنه يأخذ طريقا عمليا.. وهكذا واجهت عديدا من الأفكار في جولتي. معظم الأفكار تتجه إلي طرق أخري غير تقليدية, فإلي جانب التمريض فكرت العضوات في ضرورة تدبير الأموال لتقديم تبرعات للجيش.. هناك فكرة أن تساهم ربات البيوت بصنع كنافاه وتريكو وتطريز وبيعها لصالح الجيش.. وفكرة أخري لتشجيع الادخار وتقديم هدايا رمزية.
إن هذه الأفكار قد تبدو بسيطة لكنها علي النطاق الواسع وبالإضافة إلي قيمتها المعنوية الرمزية فإن لها قيمة مادية كبيرة.
في منظمة الشباب
وتركت مكاتب الاتحاد الاشتراكي إلي منظمة الشباب التابعة للأمانة العامة للاتحاد الاشتراكي وهناك التقيت في لجنة النشاط النسائي بشبابات متحمسات. أصبح يومهن شعلة من النشاط.. كل عضوة في اللجنة النسائية مسئولة عن عمل معين. حالة الطوارئ تسود اللجنة كلها. تبرعت العضوات بدمائهن بدأن تنظيم حملة للادخار ـ يقمن بالعمل ساعات تزيد علي ساعات العمل الرسمية لإنجاز الأعمال المتأخرة..
.. ثم تقسيمهن الي دفعات للقيام بأعمال التمريض والإسعاف وبدأ فعلا تدريبهن في المستشفيات الحكومية بالقاهرة.
التقيت في هذا المجال بالسيدة كوثر شعيب الموظفة بمديرية الشئون الصحية والآنسة علية علي عبدالمنعم ورضا ابراهيم عبدالله وهما موظفتان في هيئة البريد والآنسة ملكة حنفي إبراهيم بالجمعية الاستهلاكية وكلهن أعضاء بمنظمة الشباب ولجنة النشاط النسائي.
لقد لمست أن كل واحدة تتسابق لتقدم أقصي طاقتها في العمل لإنجاز الأعمال المتأخرة في مكان العمل دون مقابل.. إنهن يدركن أن هذا العمل لا يقل وطنية عن العمل في الميدان.
تقول كوثر شعيب إننا بذلك نوفر للدولة الأموال التي تدفعها للموظفين اللازمين لإنجاز هذه الأعمال المتأخرة, لنستخدمها في شيء يفيد المعركة. وتقول ملكة حنفي: لقد عاهدنا أنفسنا علي أن نقدم في عيد الثورة القادم هدية لبلادنا عبارة عن مبلغ محدد ندخره في صندوق التوفير لنساهم في إثراء ميزانية الدولة.