“عرفت أربي”.. مبادرة لتوعية الآباء والأمهات بطرق التربية السليمة


خمس قواعد أساسية..تجعلك تقول: “عرف أربي”

كيف أعاقب ابني؟.. سؤال متكرر للمبادرة

إسراف الأطفال في استخدام ”الموبايل“ مشكلة جميع الأهالي حاليًا

طوال ما نحن على قيد الحياة.. فلدينا إمكانية تعديل سلوك أبنائنا

“أصلي ما عرفتش أربي”.. هي الجملة الأقرب للسان العديد من الأمهات والآباء عند صدور سلوك غير لائق من أحد أبنائهم، متناسين أن هؤلاء هم حصاد زرعتهم، التي قد يكونوا هم سبب وجود شوكًا وحسكًا بها، لتجرح كل من يقترب منها، وغير مجدية لمن حولها، من هذا المنطلق ونحو نظرة إيجابية دشنت شيرين لويس، الاستشارية النفسية والتربوية، مبادرة لتوعية الآباء والأمهات بطرق التربية السليمة، وهي تحمل عنوان “عرفت أربي”، الجملة التي يتمنى أن يقولها أمام الجميع كل أب وكل أم، وتهدف هذه المبادرة إلى تربية الأطفال بطريقة غير عنيفة تقيهم من المشاكل النفسية التي قد تترسب داخلهم عندما يكبرون.

البداية.. سؤال

وعن فكرة المبادرة قالت شيرين لويس، مؤسسة المبادرة، إن البداية كانت سؤال من إحدى الأمهات على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، عجزت عن إجابة ابنتها عليه، وهو أين يعيش الله؟ وما هو شكله؟ فقامت صديقة “لويس” بعمل “منشن” لها لتجيب على السؤال لكونها تخدم في مجال الطفولة، فأجابت “لويس” على السؤال مما دفع الأهالي للتفاعل مع السؤال، ثم توالت الأسئلة، ونصحتها صديقتها بعمل تسجيلات على تطبيق “الساوند كلاود” لتجيب على الأسئلة التي يجد الأهالي صعوبة في إجابة أبنائهم عليها.

وأوضحت “لويس” أن نيافة الأنبا باخوم، النائب البطريركي لشؤون الإيبارشية البطريركية بالكنيسة الكاثوليكية، سمع هذه التسجيلات وطلب منها تحويلها إلى حلقات مصورة ليتم بثها على قناة المكتب الإعلامي للكنيسة الكاثوليكية، على موقع التواصل الاجتماعي “يوتيوب”، وبالفعل تم تنفيذ الفكرة في عام 2019 حيث تم تسجيل 50 حلقة لإذاعة حلقة أسبوعيا.

تدشين المبادرة

وأضافت “لويس”، أن الأمر تطور بعد نزول الفيديوهات ومشاهدة الكثيرين لها، حيث بدأت الكثير من الكنائس تطلب “لويس” لعمل محاضرات وندوات في اجتماعات الأسر للتحدث في بعض القضايا التربوية، ثم تحول الأمر إلى شغل “لويس” الشاغل، حيث كانت تدعى إلى لقاءات وتدريبات ليس فقط في الكنائس، بل في مدارس وجمعيات أهلية داخل القاهرة وخارجها، وأشارت إلى أن ذلك دفعها لتدشين مبادرة دعتها “عرفت أربي”، وأنشأت لها صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، ووجدت تفاعل واسع من الأهالي مع الفيديوهات التربوية، حيث كانوا يعلقون عليها، وكذلك تم تدشين قناة على اليوتيوب باسم المبادرة أيضًا، تم إعداد الكثير من الحلقات لها.

كيف نصل لجملة “عرفت أربي”

وترى “لويس” أن هناك خمس قواعد أساسية في التربية، تجعل الشخص يقول أنه “عرف يربي”، أو أنه يستطيع أن يقوم بهذه المهمة، القاعدة الأولى قالت عنها: إنها تكمن في تقديم الحب غير المشروط للأطفال، أي بدون أن يقدم الأطفال لذويهم أي شيء مقابل هذا الحب، وبدون أن يكونوا مطيعون أو مبدعون، وعن القاعدة الثانية تؤكد “لويس” أنها التواصل الفعال مع الأبناء.

وشددت على ضرورة أن يعبر الأطفال عن أنفسهم، وأن يستمع الأهالي جيدا لهم، فليس الأمر قاصر على تقديم النصائح، مضيفة أن القاعدة الثالثة هي أن يكونوا الأهالي أنفسهم قدوة حسنة لأطفالهم، لأن الأطفال يتعلمون بالتصرفات والسلوك أكثر من الكلام والنصائح، مشيرة إلى أن القاعدة الرابعة هي ضرورة احترام الأهل للأولاد، لأن الطريقة التي يعاملون بها هي الطريقة التي يصدقون أنها الطريقة التي يستحقونها، فلو عامل الوالدين الطفل باحترام سيصدق أنه شخص محترم ويرد هذا الاحترام لأهله، أما عن القاعدة الخامسة هي مشاركة الأبناء في وضع القواعد التي يسيرون عليها، وشرح أسباب وضعها لهم، حتى يفهموا المتوقع منهم.

“عرفت أربي”..متى تقال؟

ومن جانب آخر، قالت “لويس”، إن التربية رحلة مستمرة بطول حياة الوالدين، خصوصًا الأم، بداية من علمها بأنها حامل. وتؤكد أنها تستطيع أن تقول أنها “عرفت تربي”، عندما يتصرف الطفل في المواقف بدون وجودها، وبدون رقابة أو توجيه أو ضغط منها وأن يستطيع التصرف بدون وجودها وأن يتخذ القرارات المناسبة ويتحمل نتيجة تصرفاته.

سؤال يحير الجميع

وكشفت “لويس”، أن أكثر الأسئلة التي يسألها الأهالي من خلال صفحة “عرفت أربي” أو من خلال مقابلتها معهم في المحاضرات أو الندوات؛ هو “كيف نعاقب أبنائنا؟” مع تأكيدهم المستمر أنهم يريدون أن يعاملوهم بشكل جيد، ولكنهم مضغوطين، مما يدفعهم لإخراج طاقة الغضب في الأبناء.
وأوضحت أنها دائما ترد على هذا السؤال بأن الحل يكمن في أن يكون المربي نفسه ذو سلوك جيد، وطباع جميلة، لأن الإنسان في حالة الغضب أو العصبية يتصرف بشكل غير لائق، لأن سلوك الآباء هو ما يفرق في حياة الأطفال بشكل كبير أكثر من أي شئ آخر.

عاقبة وليس عقاب

وترفض “لويس” من الأساس استخدام مصطلح عقاب في التعامل مع الأبناء لتقويم سلوكهم، لأنها غير مناسبة مع تربية الأبناء، بل تصلح للمجرمين، وعرفت العقاب بأنه جزاء عن الفعل الخاطئ، بما يؤذي ويؤلم الشخص، مؤكدة أنه لا يوجد شخص يريد أن يؤلم ويؤذي أبناءه، بل فضلت مصطلح “عاقبة” لأن كل سلوك أو فعل له نتيجة.

و أرشدت “لويس” الوالدين أن يعلموا أطفالهم أن يتحملوا نتيجة أفعالهم، وأن يدربوهم على مهارة الاختيار، مؤكدة أن هذه الوسيلة هي الأفضل على الإطلاق في التعامل مع الطفل العنيد على وجه خاص.

كما أشارت إلى أن الأم عليها عند إصرار الطفل على فعل خطأ ما، أن تنبه أن ما يقوم به قد يحرمه من ميزة معينة، فإذا لم يذاكر سيكون المقابل أنه سيحرم من التنزه في الوقت المتفق عليه، بالإضافة إلى توعيته بأن ذلك يجعله يحصل على درجات متدنية في الامتحانات.

كما شددت لويس على ضرورة إلتزام الأهالي بموقفهم وعدم التنازل عن الحرمان من الميزة المتفق عليها، مع شرح الأمر للطفل في هدوء تام.

مشكلة مؤرقة

وعن أهم المشاكل التي يعاني منها الأهالي مع أطفالهم في الوقت الحالي طبقًا لأسئلة الكثيرين من خلال مبادرة “عرفت أربي” أو من خلال المحاضرات، قالت “لويس”، إنها إسراف الأطفال في استخدام الوسائل التكنولوجية مثل “الموبايل”، وعدم قدرة الأهالي على التصدي لهم، سواء بغرض مشاهدة بعض المحتويات غير المناسبة لأعمارهم أو استخدام بعض التطبيقات الحديثة بشكل مفرط وعشوائي، أو لعب بعض الألعاب الإلكترونية لساعات طويلة، وشرحت “لويس” أن الحل يكمن في تنظيم الوقت لكل شئ، مع إيجاد بدائل للطفل تبني شخصيته عوضًا عن استسهال الأهالي لوجود “الموبايل” لإلهاء الطفل، وتساءلت شيرين ما الداعي لوجود “موبايل” مع طفل يبلغ من العمر خمس أو ست سنوات؟ ويكون ثمنه يعادل آلاف الجنيهات.
وعن الإجابة المثلى على الطفل عند امتناع ذويه عن شراء “موبايل” له، قالت إنها ستكون نفس الإجابة التي يجيبها الأهل في حالة مقارنة الطفل نفسه بآخر يرتدي حذاء باهظ الثمن، وأوضحت أن الإجابة غالبًا ستكون: “أن لكل بيت قواعده بما يتناسب مع قدراته وإمكانياته”، واستبعدت “لويس” أن ذلك قد يشعر الطفل بالنقص، بل بالعكس قد تشعره الاستجابة لشراء مثل هذه الأشياء أن احتياجاته مادية فقط.

الراية البيضاء وتعديل السلوك

وعن تعديل سلوك الأطفال مهما كانت أعمارهم أو الانحرافات السلوكية التي وصلوا إليها قالت “لويس”: طوال ما نحن على قيد الحياة ونعي مشاكل أبنائنا فلدينا إمكانية التغيير، ولا يوجد شيء يجعلنا نرفع الراية البيضاء ونقول أن الأمر أصبح مستحيلًا.
وعن مشكلة عدم قبول الأطفال والمراهقين لنصائح الأهل بدعوى أنهم يعرفون كل شيء، شرحت “لويس” أن استخدام النصائح في التربية قد يكون غير مجدي بشكلا كبير، فحتى الشخص البالغ عندما يقول له أحد أنه يريد أن ينصحه، في الغالب لا يستمع له، لأن ذلك يشعره أنه يفهم أكثر منه.
وأكدت “لويس”، ضرورة وجود علاقة بين الأهل والطفل وأن يأخذوا رأيه في كل الأمور، فكل منا له علاقة طيبة بأصدقائه، فهو يحبهم وهم يحبونه، ويذهب إليهم ويأخذ رأيهم، ويفرغ ما يضايقه لديهم، فمن الصعب أن يكون الأشخاص على علاقة طيبة بأصدقائه، ولا يقبل منهم كلام.

تاريخ الخبر: 2022-08-02 12:21:55
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 53%

آخر الأخبار حول العالم

36 رياضيا في فريق اللاجئين بأولمبياد باريس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 21:26:19
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

36 رياضيا في فريق اللاجئين بأولمبياد باريس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 21:26:14
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية