دعا مجمع الفقه الإسلامي في السودان، السلطة العسكرية الحاكمة، في تصريح نادر بحكم عدم الاختصاص، إلى الشروع والبدء في عمل وقائي لكل المهددات الضارة المحتملة الناتجة عن بناء سد النهضة الإثيوبي.
الخرطوم:التغيير
وشدد على ضرورة العمل على أن تلتزم إثيوبيا بجبر أي ضرر يقع على السودان من انهيار السد أو بسبب خلل فني أو إداري في تشغيله أو طبيعي، مع توفير ضامن لالتزام إثيوبيا.
وأشار مجمع الفقه في بيان اليوم الأربعاء، صدر تحت توقيع رئيسه عبج الرحيم آدم محمد، إلى ضرورة العمل على توعية المجتمع السوداني بحجم المخاطر والأضرار التي يجلبها بناء سد النهضة. بالإضافة للعمل على أن يكون مشروع درء المضار من اختصاص الدولة لا يتغير ولا يهمل ولا يتراخى فيه بتغير الحكومات.
وجاء تصريح مجمع الفقه غير المسبوق، في خضم توتر بين دولتي المصب السودان ومصر ودولة المنبع إثيوبيا التي تعتزم بدء الملء الثالث لسد النهضة.
وقال مجمع الفقه، إنه استمع لعدد من المختصين والخبراء في مجالات الهندسة والمياه وعلوم الأرض والبيئة والفيزياء والقانون ومن خلال الاستماع أبدى الخبراء عدداً من المحاذير حول سد النهضة.
وأوضح البيان، أن سد النقص في الطاقة لا يحتاج إلى سد بهذه الضخامة، مما يدلل على أن هناك هدفاً آخر خفياً قد يلحق الضر بالإنسان السوداني.
انهيار السد
وحذر البيان، من أن إمكانية انهيار السد قائمة، لأن هنالك سدوداً في العالم سبق وأن انهارت بعد تشييدها بأعمار متفاوتة. لافتاً أيضاً إلى احتمالية تعرض السد لخلل في منظومة البرامج الإلكترونية التي تشغله عن طريق الخطأ أو بعمل تخريبي أو عن قصد.
ونوه البيان، إلى أن موقع السد الحالي قد لا يلبي الاشتراطات والمحاذير الجيولوجية من حيث تضاريس الأرض وبُعده الآمن عن مناطق الزلازل ومن الانزلاقات الأرضية وغيرها مما يجعل فرضية انهياره قائمة ولو بعد عقود أو قرون من الزمان.
ورأى البيان، أن حجم الماء الضخم خلف الخزان سيؤثر بثقله الهائل على التكوين الجيولوجي ما يُنذر بتشققات أرضية تحت قاعدة السد وفي محيطه، وهذه المساحة المائية الواسعة خلفه قد تؤثر كذلك على التغيير المناخي في المنطقة وما يتبع هذا من أضرار على إنسان السودان.
ولفت إلى أن طاقة الاندفاع الكبيرة للمياه تؤثر على جلب الطمي وتراكمه على سدي الروصيرص وسنار مما قد يعيق تشغيلهما، مضيفاً “قد يتسبب السد في حدوث فيضانات يصعب التحكم فيها ويؤدي إلى أضرار اقتصادية وأضرار على الكيانات السكانية على ضفتي النهر”.
من ضمن المخاطر التي أشار لها البيان، إمكانية قيام جهة خارجية معادية (ربما بغير إرادة إثيوبيا) بعمل تخريبي بفتح أبواب السد أو بتفجير عال الطاقة من أسفله، مما يؤدي إلى خطر كارثي ودمار ماحق وطوفان عارم على السودان.
