بيت العائلة والحوار الوطني
بيت العائلة والحوار الوطني
منذ أن تشرفت بانضمامي لبيت العائلة المصرية شاركت في العديد من الملتقيات والندوات وكذلك الاجتماعات التي تقتصر علي اللجان المتخصصة به والتي كان يديرها ويشرف عليها كل من نيافة الأنبا إرميا الأمين العام المساعد وفضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبوزيد الأمير المنسق العام لبيت العائلة.
والحقيقة فقد كانت فكرتي قبل انضمامي لهذا الكيان المحترم ـ الذي يترأسه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الكرازة المرقسية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ـ كانت قاصرة علي أنه يتدخل فيما يتعلق بالمشاكل الطائفية أو جلسات الصلح العرفية فقط بيد أن هذه الفكرة تلاشت تماما منذ اليوم الأول لانضمامي له بل وازداد يقيني أن أبعاد وأهداف تلك المنظومة الرائعة أكبر من ذلك بكثير خاصة عندما تم ترشيحي لرئاسة أحد أهم لجانه وهي لجنة الرصد والمقترحات وهي تلك اللجنة التي ترصد الممارسات أو الظواهر السلبية في المجتمع المصري وملابسات وقوعها والنتائج المترتبة عليها ووضع المقترحات المناسبة لعلاجها والتنسيق مع الجهات ذات الصلة في الدولة في هذا الشأن.
وأذكر في هذا الإطارعلي سبيل المثال لا الحصر أن إحدي تلك اللقاءات كانت تناقش ظاهرة التلوث البيئي والانبعاثات الحرارية وتأثيرها السلبي علي المناخ في مصر.. وذلك في حضور العديد من المتخصصين في مجال البيئة وعلوم الفضاء وممثلي بعض الوزارات في لقاء موسع بجامعة سوهاج بالتنسيق مع جامعة الأزهر وتحت رعاية فضيلة شيخ الأزهر والسيد وزير التعليم العالي وصدرت عنه العديد من التوصيات خاصة فيما يتعلق بنشر ثقافة الوعي البيئي علي مستوي الجمهورية.. وفي ذات التوقيت كان هناك اجتماع موسع آخر للجنة الشباب تم عقده في محافظة القليوبية ضم قيادات تلك اللجنة والعديد من المتخصصين في برامج التوعية ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال.. وقد حضر السادة محافظو سوهاج والقليوبية كلا اللقاءين حيث أكدا أهمية الدور الذي يقوم به بيت العائلة في نشر الثقافة المطلوبة بين أبناء الشعب المصري وشبابه خلال هذه المرحلة الحاسمة في تاريخ الوطن.
كما شاركت منذ عدة أيام في لقاء ضم العديد من قيادات الطوائف المسيحية في مصر لوضع محتوي تدريبي لشرح الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في مصر والتي أطلقها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي في 11 سبتمبر 2021 حيث تضمنت تلك الاستراتيجية بندين يتضمنان توجيها بتفعيل دور بيت العائلة المصرية بحسبانه أحد دعائم الدولة في الحفاظ علي وحدة النسيج الوطني للدولة المصرية من خلال نشر ثقافة التعاون السلمي والبعد عن كافة أشكال العنف والتعصب والتطرف بين الشباب.. وقد انبثق عن هذا اللقاء تشكيل لجنة تنفيذية للتدريب علي ما جاء في استراتيجية حقوق الإنسان تفعيلا للبند السابع الوارد فيها.. وقد شرفت باختياري ضمن تلك اللجنة التي تضم كوكبة من رجال الدين والمثقفين والمفكرين الذين تفخر بهم الدولة وسوف تقوم هذه اللجنة بعقد دورات توعوية حول حقوق الإنسان علي مستوي المحافظات المصرية.
ولعل من أبرز الموضوعات وأكثرها حساسية التي يتم مناقشتها في الاجتماعات المختلفة في بيت العائلة المصرية المواطنة وحقوق الإنسان ودور الهيئات الدينية في نشر ثقافة الوسطية والاعتدال والتسامح والتآخي بين أفراد الوطن وكذلك دور الأسرة والقوي الناعمة في تنمية الوعي بين أبناء الوطن الواحد وجميعها تندرج تحت بند المحور الاجتماعي الذي أشار إليه السيد المستشار محمود فوزي الأمين العام للحوار الوطني في الجلسة الافتتاحية للمجلس التنفيذي لهذا الحوار. والحقيقة أن هناك العديد من الأفكار والمقترحات التي تم مناقشتها في اللجان المختلفة لبيت العائلة جديرة بأن تعرض وتناقش في جلسات الحوار الوطني لأنها تمس أطيافا وطوائف دينية مختلفة أزعم أنه يصعب أن تجد متخصصين مثل هؤلاء الذين يناقشونها في اللجان المختلفة لبيت العائلة المصرية.
ومن هذا المنطلق فإنني أطالب بضرورة مشاركة بيت العائلة المصرية في جلسات الحوار الوطني مؤكدا أن هناك العديد من الأفكار والرؤي التي يتبناها هذا الكيان الوطني المخلص والذي يضم كوكبة من رجال الدين الإسلامي والمسيحي والعديد من الشخصيات العامة والثقافية والسياسية سوف تساهم إلي حد كبير في إرساء قيم العدالة والمساواة والتآخي والترابط بين أبناء الشعب المصري الواحد.
وتحيا مصر..