عن الهيئة العامة لقصور الثقافة فرع ثقافة شمال سيناء، صدر مؤخرًا ديوان "قصائد فرت من الحرب" للشاعر حسونة فتحي، وهو ديوان فصحى من فئة قصيدة النثر.

وعن الديوان قال الشاعر حسونة فتحي: “الحقيقة بعد إصدار ديواني السابق سنة 2002 توقفت عن الكتابة بقرار شخصي، حيث بدأت تتشكل لديّ رؤى مغايرة عن الكتابة والإبداع والحياة والأحداث، وأنني بحاجة إلى القراءة والمعرفة أكثر من حاجتي للكتابة، وأن القراءة تمثل بالفعل حالة استقرار نفسي وإشباع رغبة لم تشبعها كتاباتي السابقة”.

وأضاف الشاعر: “استمر هذا التوقف عن الكتابة والتوغل في القراء لنحو 12 عامًا، كنت قرأت خلالها ضمن ما قرأت واقع وتحولات القصيدة العربية، واطمأن ضميري أن لا استمرارية ولا بقاء للشعر العربي إلا ببقاء واستمرارية وتطور قصيدة النثر، ومن هنا بدأت تجاربي الكتابية النثرية الأولى برؤى ولغة وفلسفة تخصني وحدي، فكانت القصائد تأتي على فترات متباعدة، وكنت أبادر بنشرها في الصحف والمجلات والمواقع المتخصصة، حتى أنه كان بعض الاصدقاء من مشرفي هذه الصحف والمجلات والمواقع يطلب مني أحياناً قصيدة للنشر فأعتذر أن ليس عندي قصيدة لم تنشر بعد، ثم أوافيه بأول قصيدة أكتبها بعد ذلك. أما الديوان، والذي جاء متأخرًا كما يرى الجميع- فقد اخترت مجموعة من قصائدي تمثل أغلب ما كتبت، ليجيء في ثلاثة أبواب، تحوي ست وثلاثين قصيدة متنوعة”. 

واستكمل: “الباب الأول: من كتاب السيرة، ويحوي عدد سبعة عشر قصيدة، تمثل صفحات من سيرتي عبر مراحل مختلفة، والتي كان لها أثر ظاهر في تجربتي الحياتية. الباب الثاني: ذاكرة آيلة للسقوط ويحوي عشر قصائد، بعضها مكون من مقاطع متعددة، وهي قصائد تتعلق بوقائع وأماكن وتحولات قد لا يذكرها تاريخ أو جغرافيا فكان على الأدب- بكل أشكاله- أن يتبنى تلك المبادرة، حافظًا ما وراء المعنى من كل حدث. الباب الثالث: بلا أية مبررات ويحوي عدد تسع قصائد، أغلبها إهداءات لأشخاص حقيقيين أغلبهم من الشعراء والذين كان لهم أثر واضح في تجربتي الشعرية”.

واختتم الديوان بقصيدة "أثر" وهي من قصائد الديوان..

الانفجار العظيم 

كُلّ ما عليكَ فعلهُ،

أن تَرجع للماضي البعيد

إلى تلك اللحظة المجهولة المبهمة قبل بدء الخلق

تلك اللحظةُ ذاتُها؛

ربما مَرّت بك في الماضي القريب أيها الشاعر

أو هكذا تظنُّ للشِّعرِ

لحظة تكوينه: التَّفَتُّتِ والتَّباعُدِ والانطلاق لذرّاتهِ ومكوّناتهِ الأوَّليةِ؛

لتَصيرَ- على مهلٍ- مَجَرّةً،

أو شَمسًا 

أو جِرمًا من أجرامها: كوكبًا، نيزكًا، مُذنّبًا

أنت فقط؛

من يمكنه أن يحدد النتيجة دون نقدٍ،

أو تفكيكٍ،

أو بنيويةٍ،

أو مناهج ستكتب يومًا قصيدتَكَ الأهمّ 

لا اللغةُ، 

ولا الأسلوبُ

 ولا التَّجرِبةُ ستجعلُكَ تنالُ مطلبَكَ.

 فقط؛ عليك أن تكتب، 

وستصرخ يومًا حين تكتب قصيدةً تمزّقُ روحَكَ وأحشاءكَ

إنه الشعر، وإنها لحظة الانفجار العظيم.

يذكر أن الشاعر حسونة فتحي سبق أن صدر له عدة أعمال بالعامية المصرية، منها: ديوان على خد القمر سنة 99، ديوان سنين من سينين سنة 2000 أوبريت فوانيس سنة 2001، ديوان رسالة إلى سنة 2002. لذا يعد ديوانه الأخير "قصائد فرت من الحرب" هو تجربته الأولى في شعر الفصحى، والذي جاء إصداره متأخرًا نحو عشرين عامًا عن آخر إصداراته.