منطقة شق الثعبان إحدى قلاع تصنيع وتصدير الرخام فى العالم والشرق الأوسط، تقع بطرة المعادى شرق طريق الاوتوستراد بمدينة القاهرة وبعمق ٥ كيلو مترات حتى حدود محمية وادى دجلة شرقاً وتتكون من ٣ مناطق كوتسيكا وبدر الليثى وشق الثعبان على مساحة ١٦٠٨ أفدنة بمساحة تقديرية ٦٫٥ مليون متر مربع بطول واجهة على الاتوستراد ١٫٨ كيلو متر وتشتمل على ١٨٥٨ مصنعا وورشة لتصنيع وتصدير الرخام، ويعمل بمنطقة شق الثعبان ما يقرب من ٤٥ ألف عامل من العمالة المباشرة ويقترب من مثل هذا العدد عمالة غير مباشرة.
وعلى مدار عقود عانت من الإهمال والتهميش وغياب التطوير، ورغم ذلك استطاعت أن تصدر الرخام المصرى للعديد من دول العالم. تأسست مصانع الرخام والجرانيت فى المنطقة فى أوائل الثمانينات إلا انها نشأت عشوائية بلا مرافق أو خدمات أو طرق ممهدة وبلا تراخيص صناعية، وتنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية بدأت محافظة القاهرة فى تطوير المنطقة وتفعيل الإجراءات لحل مشكلاتها، ودعم صناعة الرخام والجرانيت لاستقرار أحوال العمالة، وتوفير عائد جيد للدولة.
بدأ منذ سنوات تطوير هذه المنطقة بتقنين أوضاع المصانع والعاملين بها وتوفير التأهيل والتدريب والتأمين للعاملين بها، وذلك لنقل المنطقة من الاقتصاد العشوائى إلى الاقتصاد المنظم، بهدف تحويلها إلى مدينة صناعية عالمية متخصصة فى مجال الرخام والجرانيت وتوفير جميع الخدمات والدعم لأصحاب الورش والمصانع والمعارض، ويعد المشروع خطوة لتصحيح المسار والاستفادة من مقدرات الدولة التى كانت تهدر بتصديرها كمادة خام، ولكن تصنيع هذه المواد وتصديرها للخارج سيكون له أثر فى إنعاش خزينة الدولة بموارد مادية جديدة تسهم فى تطوير الحياة المجتمعية للمواطنين فى جميع النواحى.
تبلغ القيمة التقديرية للاستثمارات والتكاليف المتعلقة بخطة التطوير نحو ٣٫٦ مليار جنيه، يتم تنفيذها على ثلاث مراحل تشمل تطوير وتحديث وتوفير الخدمات التجارية واللوجستية للمنطقة، وتتضمن استكمال توصيل وتدعيم شبكات المرافق، وإعادة رفع كفاءة الطرق الداخلية والخارجية لها، هذا إلى جانب تطوير ورفع كفاءة المبانى الخدمية بها.
مدينة عالمية
«أخبار اليوم» قامت بجولة فى منطقة «شق الثعبان» لمعرفة آراء العاملين وأصحاب المصانع، وذلك بعد أن وجه الرئيس بتطويرها بشكل شامل، وتحويلها إلى منطقة متكاملة تحت مسمى «مدينة الرخام والجرانيت»، بحيث تكون صديقة للبيئة وتتعامل مع المخلفات الصلبة بشكل آمن وعلمى، وذلك فى إطار جهود الدولة لتطوير الصناعات المحلية وكذلك الحد من التلوث البيئى، مع إيلاء الاهتمام اللازم برفع كفاءة البنية الأساسية بالمنطقة لتطوير مختلف الخدمات بها من مياه وصرف صحى وتغذية كهربائية، وتطوير شبكة المحاور الرئيسية المحيطة بها وطرقها الفرعية.
خدمات لوجيستية
وأثناء الجولة شاهدنا استكمال مخطط تطوير ورفع كفاءة مدخل شق الثعبان والطريق المؤدى لمصنع التدوير الجارى التجهيز لافتتاحه، بالإضافة لعمل لاند سكيب وصيانة للإنارة، وحملات النظافة ورفع المخلفات والتراكمات وكسر الرخام والجرانيت المتراكم بالطرق والشوارع الداخلية، وإنشاء طريق شق الثعبان الأوسطى بمسافه ٧ كيلو مترات الواصل بين شق الثعبان وطريق العين السخنة، بالاضافة إلى تذليل كل العقبات لتوفير الخدمات ولإدخال المرافق «صرف ومياه وكهرباء وغيرها من المرافق»، وذلك لخدمة المنطقة بالكامل، كما شاهدنا قطعة الأرض المحددة على مدخل شق الثعبان لإنشاء منطقة خدمات لوجستية مقترح ان تتضمن معارض وبنوكا ومطاعم، كما يتم الإعداد لتعديل واجهات المصانع بما يتناسب مع مخطط التطوير وتجهيز الطرق الداخلية لرفع كفاءتها ليتناسب ويتزامن مع الانتهاء من الطريق الأوسطى.
وأثناء الجولة قال ابراهيم شعلان أحد أصحاب المصانع فى المنطقة، ان المنطقة مازالت تعانى من عدم توافر الخدمات والطرق غير ممهدة، وطالب استكمال أعمال توصيل المرافق وإحلال وتجديد شبكات الصرف الصحى والمياه والكهرباء، مع سرعة الانتهاء من توصيل شبكات الاتصالات والإنترنت للمبانى الإدارية ومبانى الخدمات من المطافى وقسم الشرطة والإسعاف لسرعة البدء فى تقديم خدماتها، واستكمال إنشاء شبكة طرق داخلية وخارجية تربط المنطقة بالطريق الدائرى الإقليمى وطريق الأوتوستراد، كما طالب بسرعة إنشاء مدرسة ومعهد فنى متخصص لتخريج عمالة فنية مدربة، وأضاف انه بعد الانتهاء من كل هذه المشروعات سوف تلفظ منطقة شق الثعبان عشوائيتها التى بدأت منذ نحو ٣٠ عاماً، كما طالب بسرعة إنهاء الملفات الخاصة بالتقنين وتذليل أى عقبات تواجهها.
إقرأ أيضًا
دعم الاقتصاد المصرى
ويقول شهاب السيد أحد أصحاب ورش الرخام إن المنطقة مهملة منذ سنوات وتفتقد كل مقومات الصناعة، وتوجه بالشكر للرئيس بعد أن أصدر توجيهاته بسرعة تطوير المنطقة، وأضاف أن تطوير هذه المناطق العشوائية إلى منطقة مخططة كاملة الخدمات والمرافق يؤدى إلى حماية البيئة من التلوث وإنشاء مدينة من والجرانيت على أسس علمية لتصنيع الرخام والجرانيت بدل تصديره كرخام خام، مؤكداً أن هذا يحقق قيمة مضافة للاقتصاد المصرى، حيث إن تصديره كمنتج يكون بربح أعلى كثيرا من أن يتم تصديره كمادة خام.
فرص عمل
واكد هانى عبدالله أحد العاملين أن التطوير سيتيح فرص عمالة جديدة سواء فى المنطقة او داخل المصانع، حيث إن المنطقة ستصبح مدينة كاملة للرخام و فتحتاج للعمالة، مما تساعد على تقليل نسبة البطالة بـالمجتمع.
ومن جانبه أشار محمد حسان صاحب مصنع إلى أن مشروع التطوير سيكون له العديد من الفوائد أهمها حماية للبيئة ودعم الاقتصاد وتقليل نسبة البطالة وتقديم منتجات عالية الجودة بأسس علمية وأيضا ضخ رؤوس أموال فى السوق المصرى، وجذب الاستثمارات المصرية والعربية والأجنبية، وهنا يكون الكل مستفيد، سواء المنتج والمصدر والبائع والعامل والأسواق، من خلال حركة البيع والشراء، وأكد أن كل تلك العوامل تعود بالنفع على المجتمع المصرى بالكامل، وكلما زاد الانتاج كلما قل الاستيراد وقل الضغط على العملات الأجنبية.
وقال عماد السيد أحد أصحاب المصانع إن تطوير منطقة شق الثعبان وتزوديها بجميع الخدمات والمرافق لتصبح مدينة صناعية متكاملة للرخام والجرانيت يأتى ضمن استراتيجية الدولة فى توطين الصناعة محليًا، لخفض فاتورة الاستيراد، وأضاف أن الصناعة الوطنية تحظى بدعم كبير من الدولة عبر المبادرات التمويلية لقطاع الصناعة، بجانب مبادرات دعم المنتج المحلى، وجميعها تسهم فى زيادة مبيعات المنتجات المصرية، إضافة إلى زيادة معدلات نمو الأنشطة الصناعية المختلفة.
تذليل العقبات
وفى نفس السياق أكد صاحب إحدى ورش تصنيع الرخام أن الرئيس السيسى دائما حريص على تطوير المنطقة وذلك لتوطين صناعة الرخام فى مصر، مما يسهم فى توفير المزيد من فرص العمل، وضخ المزيد من الاستثمارات فى السوق المصرى، موجها الشكر للرئيس، مطالباً بسرعة البدء فى التطوير، مشيراً إلى أن منطقة «شق الثعبان»، خلال السنوات الأخيرة كان لها دور مهم فى صناعة الرخام والجرانيت، وقال ان مصر وصلت لدرجة عالية من التكنولوجيا الحديثة، فى صناعة الرخام، مؤكدا أن الدولة تسعى لتوفير جميع مواد الإنتاج، للنهوض بتلك الصناعة، وتابع أن منطقة «شق الثعبان»، بعد تطويرها سيتم ربطها بالطرق الرئيسية، كما أنه سيتم العمل على رفع جميع المخلفات، وعمل توسعات للمصانع لتصبح مصر أكبر دولة فى العالم فى تصنيع الرخام والجرانيت.
اتحاد الصناعات: زيادة للدخل القومى وتوفير فرص عمل
قال المهندس أحمد عبدالحميد رئيس غرفة صناعة مواد البناء باتحاد الصناعات إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بتطوير منطقة شق الثعبان قرار استراتيجى لما تمثله المنطقة من دور مهم وحيوى فى صناعة الرخام بمصر، بالإضافة إلى تلبية طلبات العديد من الدول حول العالم من الرخام والجرانيت لجودة الإنتاج والتصنيع، مضيفا أن توجيه الرئيس السيسى بتطوير المنطقة يسرع من عملية التنفيذ ولا يدع مجالا للتأخير كما حدث فى العقود الماضية.
وقال ان محافظة القاهرة وعلى مدار أكثر من ٢٠ عاماً تتحدث عن التطوير دون تنفيذ، وخلال ٤ أعوام السابقة قامت المحافظة بتقنية أوضاع أكثر من ٤٠٠ مصنع وسدد اصحابها كل المستحقات المالية، واضاف ان الرئيس السيسى وجه بالتقنين والتطوير دون الغلق، مؤكدا ان القرار مهم جدا لأن المنطقة تعانى من قانون المحاجر الجديد وقلة المرافق، وفى حالة تطويرها سوف يحدث طفرة غير مسبوقه فى زيادة المبيعات ونسب التشغيل ونسب العمالة والتطوير هو السبيل الوحيد للحصول على أعلى معدلات الإنتاج.
تسليم أكثر من ٤٠٠ عقد تقنين
تتجه الحكومة حاليا إلى الإسراع فى عملية تقنين أوضاع المصانع والورش داخل منطقة شق الثعبان حفاظا على حقوق الدولة، وذلك بفحص طلبات تقنين الأوضاع، وتم تسليم أكثر من ٤٠٠ عقد نهائى موثق للمستثمرين ولأصحاب المصانع والورش حتى يتم العمل والإنتاج فى إطار قانونى حفاظا على حق الدولة والمستثمر والعامل، كما أنه بإتمام اجراءات التقنين وتسليم العقود النهائية أصبحت هذه المصانع والورش داخل منظومة الاقتصاد الرسمى للدولة، ويبين ذلك ان المستثمرين حريصون على تقنين أوضاعهم، واستكمال إجراءاتهم القانونية نابع من إحساسهم بالمسئولية تجاه الإجراءات التى تتخذها الدولة لتطوير المنطقة.
