قدم الكاتب والمفكر الراحل جهاد عودة باعتباره الأكاديمي والمحلل السياسي والاستراتيجي  العديد من المؤلفات التي رصدت صعود وتطور ظاهرة الحركات الإسلامية إلى جانب ذلك  شارك بإنتاجه في نقاش وتحليل العديد من القضايا والتي على رأسها ملفات شائكة،  ومنها الصراع الدولي في حوض نهر النيل  في التقرير التالي نرصد أهم وأبرز مؤلفات دكتور جهاد عودة. 

الصراع الدولي في حوض نهر النيل 

 يأتي كتاب "الصراع الدولي في حوض نهر النيل" والصادر عن المكتبة الأكاديمية سلسلة كراسات مصرية، ويقدم الدكتور جهاد عودة، أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة حلوان، عرضاً ثريًا لمفهوم "الأزمة الاستراتيجية"، ويطبقه على أحد أشكالها الحادة والجادة، ويعني بها "الصراع الدولي في حوض نهر النيل"، وهل هنالك ما هو أكثر حدة وجدية من أن تعاني "هبة النيل" من أخطر أنواع الفقر، أي الفقر المائي، ومن أي عامل يؤثر على حصتها منه؟ إن ثراء هذه الكراسة، الصغيرة والعميقة في أن يبدأ من استيعاب مفردات عنوانها: “الأزمة الاستراتيجية - الصراع الدولي”، الذى يتخطى حدود دول المنطقة بشكل أو بآخر- إثارة موضوع اتفاقيات المياه وحصص دول المنبع والصب في حوض النيل.

إسرائيل والعلاقات مع العالم الإسلامي 

يتناول كتاب إسرائيل والعلاقات مع العالم الإسلامي لدكتور جهاد عودة دوافع إسرائيل لإقامة علاقات مع دول العالم الإسلامي ويرصد الكتاب طبيعة تلك العلاقات مع 16 دولة منها الأردن والإمارات والجزائر والسودان وليبيا والمغرب وتونس والجزائر وماليزيا وإيران وغيرها.

إلى جانب ذلك يستعرض العلاقات الإسرائيلية مع دول آسيا الوسطى الإسلامية والتي منها كازاخستان، وأزوبكستان وقيرغستان، أذربيجان، والكويت، وسلطنة عمان.

ويشير “عودة” عبر مقدمته للكتاب إلى أن يرسم صورة معلوماتية عن تطور العلاقات بين إسرائيل ودول العالم الإسلامي، هذا علمًا بأن دول العالم الإسلامي وفقًا لمنظمة المؤتمر الإسلامي تضم إثنين وخمسين دولة، ونجد معظم هذه الدول في قارتي آسيا وإفريقيا، إلا أن هنا دولة وحيدة في أوروبا ألا وهي ألبانيا وهي عضو منظمة المؤتمر الإسلامي.

ويلفت إلى أن دوافع العالم الإسلامي لإقامة علاقات مع إسرائيل نبعت من تفاعل الاحتياجات الأمنية لكل دولة إسلامية مع ظروفها الاقتصادية الاجتماعية الدولية، وهذا الكتاب يقوم باستعراض أحوال  هذه العلاقات في 30 دولة إسلامية. 

المعلومات وصناعة القرار الاستراتيجي 

ويأتي كتابه المعلومات وصناعة القرار الاستراتيجي كواحد من أبرز الكتب التي يقدم فيها عودة رؤيته لدور المعلومات وأهميتها وفعاليتها في اتخاذ القرارات الاستراتيجية ويؤكد الكتاب على أن للمعلوماتية حضورًا في تأسيس سمة هذا العصر المتغير وسط تسيُّد تقنية المعلومات والاتصالات، وتستهدف تحقيق متغيرات سريعة على صعيد بناء المستقبل، وستتأثر قيادات الدولة ومفاصلها المختلفة، وبضمنها مؤسسات صنع واتخاذ القرار بهذه الآلية الجديدة ومتغيراتها اللاحقة، مما يتطلب الأمر في هذه الحالة التدقيق.

ويشير إلى أن العالم شهد عبر التاريخ القديم والمعاصر العديد من الأحداث المهمة التي تتعلق ببناء الدولة وإدارتها وأسلوب مواجهتها للأمور الخطيرة.

وتتطلب تلك الأحداث اتخاذ قرارات استراتيجية مختلفة ومناسبة للتفاعل معها وحلها، لعبت المعلومات دورًا مهمًا وفعالاً في صناعتها واتخاذها.

ويلفت إلى أن المعلومات قدمت إنجازات مهمة للإنسانية على مر العصور، تمثلت في المساعدة على بناء مجتمعات وتأسيس وتطوير منظمات إدارية وسياسية واقتصادية وعسكرية، بما فيها أدوات صنع القرار، وساعدت الإنسان على اكتشاف الزراعة والتحول من المجتمع الرعوي إلى المجتمع (الزراعي، والصناعي، فالمعلوماتي)، من خلال ثوراتها المتوالية (اللغة، والكتابة، والطباعة، والثورة الصناعية، وثورة المعلومات.

عولمة الحركة الإسلامية الراديكالية 

يأتي كتاب عولمة الحركة الإسلامية الراديكالية لدكتور جهاد عودة الصادر عن مكتبة الأسرة عام 2005 كواحد من أبرز الكتب التي تؤرخ لبذور الحركة الإسلامية في مصر.

يتناول عودة ظاهرة تعولم الحركة الإسلامية الراديكالية ويرصد تحول هذه الحركة من نطاقها المحلي إلى النطاق العالمي، لتصبح ظاهرة معولمة وجزءًا من العولمة السياسية والاستراتيجية، ويؤكد أنها لحظة تشكلها لم يكن من ضمن أولوياتها التحرك خارج حدود الدولة، وتكوين "تنظيم دولي" ما، بل كانت أهدافها محددة في قضايا محلية أو داخلية.

ويحلل عودة العوامل التي جعلت هذه الجماعات الراديكالية تطل برأسها خارج الحدود المصرية في دول عديد تنتمي إلى القارات الست ويجملها في عاملين: 

الأول هو لظروف السياسية العالمية ، التي نجمت عن الصراع الدولي بين الاتحاد السوفيتي المنهار والولايات المتحدة الأمريكية، خلال فترة الحرب البارة، والثاني: هو الأسلوب الذي انتهجته مصر في سبيل مواجهة هؤلاء الراديكاليين في داخل مصر، وملاحقتهم خارج البلاد، ليؤكد أن هذين العاملين من أهم أسباب انفتاح الباب على مصراية أمام "تعولم " الإسلاميين الراديكاليين.

ويذهب عودة في هذا الكتاب إلى التأكيد على أن الطفرة الهائلة في وسائط الاتصالات، أسهمت في ربط هؤلاء الإسلاميين في الداخل بمراكز قيادة في الخارج، إضافة إلى التقدم الملموس الذي شهدته الأعمال المصرفية، وأسهم في إتاحة فرص كبيرة لتحويل الأموال وغسيلها  علاوة على عامل مهم، وهو إتاحة شبكة الانترنت لهؤلاء الراديكالين إصدار الصحف والبيانات المتتالية عبر تلك الوسيلة الإعلامية الرخيصة والسهلة في ذات الوقت.