وصل رئيس المجلس العسكري الحاكم في تشاد محمد إدريس ديبي إيتنو مساء الجمعة إلى الدوحة تمهيداً لتوقيع مرتقب الاثنين لاتّفاق سلام مع جماعات معارضة، وفق ما أفاد دبلوماسيّون.

وكانت المحادثات بين الحكومة التشادية والجماعات المسلحة بدأت في 13 مارس/آذار 2022، بعدما أُرجِئت مراراً. وهي ترمي إلى وضع حدّ لاضطرابات تُعانيها منذ عقود البلاد البالغ عدد سكّانها 16 مليون نسمة والتي شهدت انقلابات عدّة.

ونُصّب ديبي رئيساً للمجلس العسكري في أبريل/نيسان 2021 غداة إعلان مقتل والده على الجبهة في مواجهات مع متمرّدين، بعدما حكم تشاد بقبضة حديد لأكثر من 30 عاماً.

وقد وضع جدولاً زمنياً مدّته 18 شهراً لتنظيم انتخابات وطنيّة، لكنّ محادثات الدوحة تعرقلت مرّةً تلو أخرى، بينما لم تعقد المعارضة محادثات مباشرة بعد مع ممثّلين للحكومة.

واشترطت مجموعات معارضة كي تنخرط في المحادثات أن يمتنع ديبي عن الترشّح للانتخابات، لكنّ الحكومة تُصرّ على أنّه لا تُمكن مناقشة هذا المطلب إلا في حوار وطني.

وبموجب الاتّفاق الذي يُفترض توقيعه الاثنين سيلتزم المجلس العسكري والجماعات المعارضة وقفاً شاملاً لإطلاق النار ومنح ضمانات أمنيّة لقادة المتمرّدين.

لكنّ مصادر دبلوماسيّة أشارت إلى أنّ عراقيل اللحظات الأخيرة قد تؤدّي إلى إرجاء التوقيع.

وقال مصدر دبلوماسي مطّلع على المحادثات: "ظهرت مؤخّراً عراقيل يتعيّن تخطّيها قبل توقيع اتّفاق السلام".

وأوضح دبلوماسي آخر أنّ "قسماً من الحكومة التشاديّة لا يؤيّد بالكامل المفاوضات، ويسعى للحؤول دون توقيع الاتّفاق بصيغته الحاليّة".

وقال إنّ "وفد الحكومة التشاديّة بقيادة وزير الخارجيّة طلب في اللحظات الأخيرة تعديل نص الاتّفاق بعدما وافق عليه جميع الفرقاء. هذا الأمر يمكن أن يؤخّر التوقيع".

ولم تُعلن "جبهة التغيير والوفاق" في تشاد (فاكت) التي تقف وراء الهجوم الذي انطلق من ليبيا وقُتل فيه إدريس ديبي ما إذا كانت تعتزم توقيع الاتّفاق.

وتُعدّ تشاد بين أفقر دول العالم وتُفيد الحكومة بأنّ المحادثات تهدف إلى طيّ صفحة عقود من الاضطرابات وعدم الاستقرار في البلاد.

TRT عربي - وكالات