“الاختيار والانتصار” حزب جديد يستعد للخروج من رحم الاتحاد الاشتراكي


يبدو أن تداعيات المؤتمر الوطني الأخير لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المنعقد في نهاية شهر يناير الماضي لم تمح بعد، خاصة في ظل تكريسه لهيمنة إدريس لشكر على كافة مفاصل الحزب وتفصيله للهياكل على مقاسه من أجل الاستمرار في قيادة هذا الحزب لولاية جديدة ضدا على القوانين التي قام بتغييرها قبل المؤتمر لتحقيق طموحاته من أجل الاستمرار في القيادة.

عبدالمجيد مومر الزيراوي، مؤسس “تيار ولاد الشعب” داخل حزب الاتحاد الاشتراكي يسير على خطى من سبقوه داخل هذا الحزب ويستعد لإعلان انشقاقه عن حزب الوردة التي سبق له أن اتهمه بكونه حاد عن الطريق الذي وضعه له مؤسسوه، خاصة من خلال كتاباته الصحفية ومداخلاته، كما أنه كان أحد الذين وضعوا ترشيحهم من أجل منافسة إدريس لشكر خلال المؤتمر الأخير على زعامة الاتحاد الاشتراكي قبل أن يتراجع كما تراجع الآخرون بسبب تفصيل تنظيمات المؤتمر التي ستنتخب الكاتب الأول للاتحاد لتكون على مقاس لشكر.

وبإعلانه الاستعداد لتأسيس حزب جديد خارج من رحم الاتحاد، يسير عبدالمجيد مومر الزيراوي على خطى كل من عبدالمحيد بوزبع ونونير الأموي ومحمد الساسي الذين أعلنوا خروجهم من الاتحاد بعد المؤتمر السادس للحزب الذي عق عام 2001، وتأسيس المؤتمر الوطني الاتحادي الذي ذاب في فيدرالية اليسار، وتلاهم في ذلك بعدها بسنوات قليلة عبدالكريم ابن عتيق الذي أسس الحزب العمالي وخاص به تجربة انتخابات 2007 وفشل في تحقيق مبتغاه ليعود بعدها ابن عتيق إلى أحضان البيت الاتحادي قبل أن يتم استوزاره في حكومة العثماني.

هذه المرة ومتزعما للتيار الذي يسميه “ولاد الشعب” يريد الزيراوي ومن معه الانطلاق نحو تجربة سياسية جديدة اختار لها مؤسسوها اسم “حزب الاختيار والانتصار”، حيث تم إعداد أرضيته التأسيسية التي تم إعدادها تحت عنوان “طريق الازدهار” والتي يريد من خلالها فتح نقاش مع المؤسسين لهذا الحزب حول قضايا متعددة حيث نقرأ في هذه الأرضية: “يتأسس العمل الإيديولوجي لمشروع حزب الاختيار والانتصار على مفهوم الاستعاضة التقنية كما هي تعبير حي وحر عن تطوير مستمر لآليات  التفكير من داخل بناء الثقافات المحلية، وأن مفهومها الجديد دافعنا نحو التنبيه  إلى أن الإسقاط السياسوي غير المعقلن لصراع إيديولوجيات حزبية قاصرة (الحداثة المغشوشة والتدين الحاكمي) .. لم يصل -هذا الإسقاط الاعوج- تماما إلى استحضار المصلحة الثقافية الوطنية العليا، مما أدى إلى ضمور العديد من التخصصات المعرفية والروافد الفكرية السياسية، فتسببت جاهلية الصراع العقيم في اقصاء الأفكار الوطنية المنسية… الأفكار التي تتوفر فيها معايير الفطنة والتمرس والخبرة والتجرد مع القدرة على التناغم مع نبض المجتمع وانتظاراته المستعجلة”.

لا تعرف الدواعي والأسباب التي أدت إلى إعلان هذا الانشقاق الجديد، ليبقلى السؤال حول ما إذا كان سينجح في إيجاد موطئ قدم له داخل المجال السياسي أم سيكون مصيره مثل من سبقوه حاصة وأن التاريخ السياسي المغربي يؤكد دائما على أن الأحزاب المنشقة عن أحزاب لها امتداد وحضور غالبا ما تفشل في تأكيد حضورها وتكون معرضة للتلاشي، ولو كانت تتخذ من “ولاد الشعب” شعارا لها، وما جبهة القوى الديمقراطية المنشقة عن حزب التقدم والاشتراكية إلا خير مثال، كما أن الأحزاب التي سبق أن انشقت عن الحركة الشعبية (الحركة الوطنية الشعبية بقيادة المحجوبي أحرضان  والاتحاد الديمقراطي بقيادة بوعزة إيكن) سرعان ما عادت إلى أحضان الحركة الام باستثناء الحركة الديمقراطية الاجتماعية لمؤسسها محمود عرشان الذي انتشى عند تأسيس حزبه بفوزه بفريق برلماني بمجلس النواب في انتخابات 1997 قبل أن يذوب ويصبح مجرد تكملة عدد، وهو نفس مصير حزب الوحدة والديمقراطية لمؤسسة أحمد فطري الذي خرج من رحم حزب الاستقلال ولم ينجح رغم مرور ما يقارب عقدين على تأسيسه في تسجيل أي حضور يذكر على الساحة السياسية.

تاريخ الخبر: 2022-08-07 12:18:48
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 66%
الأهمية: 77%

آخر الأخبار حول العالم

بطائرات مسيرة.. استهداف قاعدة جوية إسرائيلية في إيلات

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 06:22:16
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

5 نصائح للوقاية من التسمم الغذائي السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-06 06:23:47
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 61%

بعد 3 سنوات من الحكم العسكري.. تشاد تجري انتخابات رئاسية الي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 06:22:07
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 64%

أمطار ورياح مثيرة للأتربة على عدد من المناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-06 06:23:48
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 61%

"لافروف": لا أحد بالغرب جاد في التفاوض لإنهاء الحرب الأوكرا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 06:22:22
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية