تاريخ الدار البيضاء والشبكة الأخطبوطية للمصاهرات البيضاوية


  • زينب مركز

المعلومات التي يقدمها كتاب “الدار البيضاء: النشأة والأنساب” غنية ومتعددة المصادر، وكلها تجمع على أن نشأة الدار البيضاء أو “أنفا” أو “مديونة” قديمة، كما أن ساكنتها هم مزيج جاء من مختلف مناطق المغرب ليشكلوا نسيجا اجتماعيا واقتصاديا منذ مئات السنين. منهم من قدم خلال فترات القرون الوسطى ومنهم من جاء بعد ذلك، لكن نجحوا في الانصهار فيما بينهم من خلال التزاوج وعلاقات المصاهرة، وكذا من خلال المهام التي كان يكلفهم بها سلاطين المغرب وقرروا الاستقرار في هذه المدينة التي لا تزال حبلى بالأسرار وفي حاجة إلى مزيد من البحث للكشف عنها كلها.

 

في هذا الملف، نقدم بعضا من الأسرار المتعلقة بالنشأة وشبكة العلاقات الاجتماعية اعتمادا على ما تضمنته دفتا الكتاب الذي تم تقديمه لأول مرة بمناسبة الدورة الـ27 للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالرباط في رواق جامعة الحسن الثاني بحضور كاتبه عبد المجيد الغندور الذي كشف لـ”الأيام” منهجيته في البحث والتدقيق خلال رحلة تأليفه لهذا الكتاب.

 

لا يمكن الحديث عن مدينة الدار البيضاء دون استحضار مستوى التضخم الذي يصل أحيانا إلى درجة التغول الذي تتميز به هذه المدينة التي تعتبر عصب الاقتصاد الوطني وتضم ملايين الساكنة الذين امتدوا أفقيا وعموديا مساهمين في حركية اقتصادية تسري شرايينها في باقي مدن المملكة.

 

الدار البيضاء مدينة حبلى بالأسرار رغم زحف الإسمنت الذي قضى على كثير من معالمها، لكن إحياء ذاكرتها قد يميط اللثام عن بعض من هذه الجوانب، خاصة في منطقة «أنفا» التي كانت قديما تحمل اسم المدينة، أو «مديونة» التي تعد أيضا من أسمائها أيضا، كما يصر على ذلك مؤلف كتاب «الدار البيضاء: النشأة والأنساب» عبدالمجيد الغندور الذي واكب مختلف مراحل تحول المدينة خاصة بعد الاستقلال، وكان بمثابة شاهد على عصر هذا التحول وهو الذي يرزح تحت ثقل السنين الـ75 التي قضاها كلها في المدينة مراقبا ومسجلا لكل الأحداث الاجتماعية، خاصة ما يتعلق بأنساب ساكنتها من كبرى العائلات التي قدمت من مختلف مناطق المغرب.

 

البيضاء ملتقى القبائل

 

لا يمكن الحديث عن عائلات بيضاوية قحة فقط في هذا الكتاب، ولكن عن مزيج من العائلات والقبائل التي اختارت أن تضرب بجذورها في أعماق التراب البيضاوي في انسجام أصيل وتآزر اجتماعي واقتصادي منتج. بل إن هذه العائلات ورغم تعدد أماكن قدومها إلا أنها ضربت المثل في التلاحم خاصة خلال فترة مقاومة الاستعمار، حيث يورد الكاتب خارطة تكوينية للأنساب والأرحام البيضاوية التي يقول أنها تتشكل من عائلات تنتمي إلى: مديونة، وأولاد بن عمر، وأولاد احريز وزيان، وسوس، وزمور، ودكالة، وعبدة، والرحامنة، والرباط، وأولاد جرار، ومكناس، وفاس، والشمال، وبني ملال، وغيرها، من المناطق.

 

الكتاب يختلف عن كل ما كتب عن المدينة من قبل، لأنه اختار السبر في أغوار الكثير من رجالات وعائلات الدار البيضاء التي تم إخراجها من الطابع المتعارف عليه اليوم والذي لا يعدو أن يكون اسما لعنوان بريدي أو لشارع أو سلعة أو حق ملكية، ليتم تجميع عدد من أشهر العائلات والأسر وإنزالها في مواقعها المجالية وأدوارها التاريخية، والتعريف بالروابط الاجتماعية والروحية والإنسانية التي كانت تجمع بينها، وذلك من أجل خدمة صلة الرحم بين البيضاويين، علما أنه لم يتم إغفال قدوم العرب الأوائل للمنطقة، خاصة قبيلة بني هلال التي اختارت الاستقرار في بلاد تامسنا، قبل أن تبدأ في التوسع نحو مناطق أخرى، وأصبح اسمها طاغيا على باقي القبائل العربية الأخرى بالنظر إلى قوتها وشراستها مثل قبائل: بنو معقل، وجهينة، ولخم، وجذام، بحكم أن «سلاطين المغرب كانوا يبذلون جهدا لاستجلاب القبائل العربية» كما يقول إيف لاكوست.

 

تأسيس المجال والنشاط الاقتصادي

 

يؤسس الكتاب لمقاربة موضوعية للمجال الترابي للمدينة التي يتشكل عصبها من قبيلة مديونة وقاعدتها «أنفا» فيما تمتد إلى ما كان يعرف بتامسنا، معتمدا في ذلك عدة مراجع، وفرضيات كما هو الحال مع ابن الوزان المعروف باسم «ليون الإفريقي» الذي قال: «إن تأسيس مدينة أنفا يعود إلى الروم في الفترة التي ترجع إلى «موريطانيا الطانجيطان»، فيما يرى المؤرخ الإسباني «لويس مارمول»، وهو من معاصري الحسن الوزان»، أن «أنفا أسسها الفينيقيون». لكن لما تحدث في كتابه «إفريقيا» عن الجذور الفينيقية لمدينة أنفا، عزف وتراجع عن رأيه ذلك، وأخذ برأي الحسن الوزان الذي يرجع تأسيسها إلى أصول رومانية كما تقدم، علما أن رجل الدولة أبو القاسم الزياني الذي عاش ما بين 1734 و1833، يطرح فرضية ثالثة بخصوص تأسيس المدينة ويقول إن «أنفا شيدت من طرف البربر الزناتيين».

 

النشاط الاقتصادي بالدار البيضاء ليس وليد الصدفة، وإنما يرجع إلى قرون خلت، وهو ما يكشف عنه المؤرخ عبدالله بن عبدالعزيز أيضا، الذي يقول، حسب ما أورده الكتاب أن أنفا كانت عاصمة المغرب الاقتصادية منذ ألف عام، «فبعد ثورة البربر، بطنجة عام 122 -739م، وظهور البورغواطيين، ظلت أنفا تحت هيمنتهم. ولما انتشرت نحلة (مذهب) طريف وولده صالح البورغواطي، سيطروا على المنطقة. وبعد ذلك، تحولت أنفا الى عاصمة اقتصادية على الشاطئ الأطلسي، ازدهر نشاطها إبان القرنين المواليين حيث بدأ انطلاقها كمركز اقتصادي فعال ومتميز، جعل منها عاصمة اقتصادية على الساحل الأطلسي بجانب سهول تامسنا الخصبة والغنية بالمنتجات الفلاحية، ومينائها الاستراتيجي الذي مهد لها الطريق، فأصبحت قطبا تجاريا رائدا في المنطقة».

 

وهذا نفس ما أكده العالم الجغرافي الشريف الإدريسي عندما قال: «كان لها مرسى مهم على الساحل الأطلسي للمغرب الأقصى»، كما أشار لأهميتها الاقتصادية لسان الدين بن الخطيب وتطور نشاطها الاقتصادي ونمائها في وصفه لأنفا مختصرا في العبارة التالية، فقال: «…ومجلب السلع، تهدي اليها السفن شارعة، وتبتدرها سارعة».

 

خلال العهد المريني، ازدهرت أنفا اقتصاديا وثقافيا ودينيا، كما تم تغيير اسم «تامسنا» إلى الشاوية، ليتم بعد ذلك اتخاذ أنفا كـ»قاعدة مهمة وقوية لدولتهم على الشاطئ الأطلسي، بعدما كانت عبارة عن مدينة صغيرة مفتوحة للتجارة البحرية والمبادلات مع الخارج خصوصا مع دولتي إسبانيا والبرتغال. وكان سكانها بحارة وقراصنة يهاجمون السفن خصوصا البرتغالية. وجعلوها مركزا لنشاطهم، واستغلوها كما استغلوا مدينة فضالة».

 

تفاصيل احتلال فرنسا للبيضاء

 

استمرت الأدوار التي كان يلعبها الميناء البحري، حيث «كان ذا أهمية في تعزيز تنميتها بفضل قربه من منطقة تامسنا الغنية. وتم توسيعه، فأصبح مؤهلا لاستقبال عشرات البواخر في اليوم، وباستطاعته تفريغ وتحميل السفن بالبضائع، ليتم الاعتماد عليه في تصدير المنتوجات الفلاحية، مما أسهم في تطوير المعاملات التي جعلت من الدار البيضاء قطبا اقتصاديا وتجاريا حيويا رائدا في البلاد وهي العوامل نفسها التي استفادت منها أنفا قديما، فأصبحت مدينة اقتصادية بالدرجة الأولى في العصر الوسيط». لكن هذا النشاط سرعان ما تعرض للخراب بعد الاضطرابات التي عرفتها المدينة إبان الاحتلال الفرنسي في عهد المولى عبد العزيز، على إثر الأحداث الدامية الناجمة عن القرض المالي الذي تم التعاقد عليه سنة 1904 بين الدولة المغربية وفرنسا، وتداعيات مؤتمر الجزيرة الخضراء (1906)، حيث أصبح الموظفون الفرنسيون يراقبون موارد ديوانة الدار البيضاء لعدم تسديد الديون المترتبة عن هذا القرض. وكانوا في الوقت نفسه يسهرون على الأشغال التي كانت تقوم بها شركة فرنسية لإصلاح الميناء، مما أزعج قبائل الشاوية وجعلها تصطدم، سنة 1907، بالعمال الأوربيين، ما استدعى تدخل باخرة حربية فرنسية لتحل الفوضى محل الأمن والاستقرار، خاصة بعد محاولة المولى عبدالعزيز تنزيل اتفاقية مؤتمر الجزيرة الخضراء وثورة القبائل وأصحاب المصالح من رجال المخزن بالديوانة، ليبلغ التوتر ذروته يوم 30 يوليوز 1907 عندما «أقدمت جماعة من أعيان البلاد على إشعار الأهالي بمقاطعة الجالية الفرنسية بالدار البيضاء مطالبة بخروجها من المدينة، والوقف الفوري للأشغال التي تقوم بها الشركة الفرنسية بالمرسى.

 

ولما كان باشا المدينة السيد أبو بكر بن بوزيد ينتظر قرار السلطان، اتجه جموع من الناس إلى المرسى، وسعت لتوقيف الأشغال. وأسفر الاصطدام عن مقتل تسعة عمال أجانب (فرنسيون وإيطاليون وإسبان) وتم طرد المراقبين الفرنسيين من الديوانة. انتهزت الحكومة الفرنسية الفرصة، بعد حادث اصطدام 30 يوليوز 1907 لتنفيذ المخطط الرامي إلى استغلال كل واقعة، واتخاذها ذريعة، للضغط بالقوة على السلطان المولى عبد العزيز كي يقبل جميع الشروط التي تهدف إلى بسط الحماية على المغرب»، يقول مؤلف الكتاب، الذي يواصل سرد هذه المرحلة من تاريخ المدينة، مضيفا: «في يوم 5 غشت، على الساعة الخامسة صباحا، اتجهت القوارب، من البارجة صوب باب المرسى، ونزل 66 جنديا فرنسيا، فقتلوا غدرا من وجدوه أمامهم من المغاربة تنفيذا لأوامر قيادتهم، وقتلوا كذلك 35 جنديا كانوا في حراسة الطريق إلى القنصليات. ولما وصلوا إلى القنصلية الفرنسية رفعوا علم الإشارة للقصف، فنفذت فرنسا قرارها بالفعل وقصفت المدينة، صباح يوم 5 غشت بواسطة الطرادة (كاليلي)، و(ودوشاليه) وغيرها من الطرادات. وأسفر القصف عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين، وبالخصوص السكان القاطنين بالأزقة المواجهة للميناء، وأطلق البيضاويون اسم (الوكلة أو الكسرة) على الهجوم الفرنسي.

 

السقالة .. رمز للسيادة والدفاع عن الوطن

 

تجسد منشأة «السقالة» التي تقع خلف سور المدينة القديمة بالدار البيضاء والمشرفة مباشرة على الميناء الترفيهي والمحيط الأطلسي رمزا تاريخيا للسيادة المغريبية والدفاع عن حوزة البلاد والوطن. يتميز بناؤها المعماري كباقي السقالات بالمغرب، بمزيج من الهندسة المعمارية الأندلسية، والبرتغالية، والمغربية، كما تعد من أبرز المعالم التراثية بالدار البيضاء.

 

في موقع السقالة، تعرضت الدار البيضاء، ما بين 1468 و1470، لهجوم برتغالي كاسح عانى السكان المحليون من جرائه في فترة ما يسمى بالجهاد البحري. وتم بنفس الموقع المواجه للبحر بناء قلعة وحصون لموجهة الأطماع الاستعمارية والتكالب على ثروات المغرب. حيث سارعت الدول الأجنبية إلى إرسال قناصلها بالقرب من منشأة السقالة.

 

بعد الهجوم الفرنسي، سنة 1907، على مدينة الدار البيضاء، والمعارك القتالية التي عرفتها المدينة القديمة، بموقع السقالة، حيث احتمى بها المقاومون (دون استعمال المدافع الموجودة بها)، أحكم الجيش الفرنسي سيطرته على الدار البيضاء التي ظلت منطقة عمليات عسكرية إلى ما بعد توقيع عقد الحماية سنة 1912. ورغم الطبيعة العسكرية الظاهرة لحصن السقالة، لم يأذن الجنرال ليوطي بتدميرالموقع لسبب واحد: هو أن حصن السقالة ملك للدولة المغربية المجسدة في المخزن الذي هو طرف في عقد الحماية.

 

قبيلة مديونة .. العصب الأساسي للنسيج الاجتماعي للبيضاء

 

يؤكد مؤلف الكتاب على أن منطقة مديونة ليست جزءا من المدينة ولكن المدينة جزء من الامتداد الترابي لهذه القبيلة التي استوطنت منذ القدم تامسنا، وسيطرت على جزء مهم منها منذ القرن الثامن الميلادي، رغم أن أغلبها كانت تحت حكم البورغواطيين.

 

يؤكد المؤلف أن قبيلة مديونة كانت على دين اليهودية ثم المسيحية، وعند مجيئ الإسلام أعلنت إسلامها، مضيفا أن القبيلة اختارت الانضمام الى كونفدرالية جديدة بحكم جوارها مع مجموعة من القبائل المستقرة بالمنطقة نفسها، خاصة قبائل زناتة الأمازيغية، وأولاد بورزك، كما أبانت عن مقاومة عنيفة ضد الفرنسيين. وقاومت التغلغل الفرنسي ولم تستسلم الا بعد استسلام زناتة، وأولاد زيان.

 

مديونة التي لا يعرف منها اليوم في الدار البيضاء سوى الطريق الذي يعرف باسم «طريق مديونة»، هي امتداد لعدة أحياء شهيرة بالمدينة ذكر المؤلف أنها تتشكل من أراضي الحي الحسني ومطار أنفا، والألفة، والرحمة، وعين الذئاب، وأنفا العليا، وسيدي عبد الرحمان وسيدي الخدير، وهي أراض تابعة لفخذة أولاد مسعود من القبيلة، فيما أحياء بوركون، والمعرض الدولي، ودرب « كوبا»، وحي «لوبيلا»، وموقع مسجد الحسن الثاني، والأحياء المجاورة له كلها شيدت على أراضي فخذة الهجاجمة، فيما تم تشييد أحياء تدارت وكاليفورنيا وشارع مكة، ومنطقة مرجان، وحي الليمون، وماندرونا، وسيدي معروف على أراضي فخدة أولاد حدو، أما شارع بن تاشفين، وعين البرجة، والمجازر القديمة، ومحكمة الاستئناف، بشارع الجيش الملكي ومحطة القطار «المسافرين»، ومقبرة سباتة، ومقبرتي الشهداء، والغفران، وعرسة ابن مسيك، وسيدي عثمان، وحي مولاي رشيد، وحي مبروكة، وحي السالمية، وسيدي مومن، فكلها أقيمت فوق أراضي فخذة الهراويين، فيما شيدت منطقة حي المعاريف والأحياء المجاورة لها، إلى حدود شارع غاندي، على أراضي فخذة المعاريف، علما أن ما يعرف حاليا بمدينة مديونة التي تبعد 15 كيلومترا عن الدار البيضاء تم تشييدها على أراضي فخذة أولاد المجاطية.

 

من أهم رجالات المخزن بقبيلة مديونة، ذكر المؤلف القائد السيد أحمد بن الفقيه السيد العربي بن عباس الهراوي المديوني، وكان عاملا للمدينة، وينحدر من فرقة الهراويين، ومن خلال احتكاكه الدائم بالوزراء والدبلوماسيين الأجانب اكتسب كل الخصال التي يفترض أن تتوفر في شخصية مخزنية.

 

أما بخصوص العائلات المديونية الكبرى فيرجعها كلها إلى هذا القائد التي ولد بنتا تسمى «العلجة» وأربعة أولاد وهم: الحاج احماد، والقائد أحمد، ومحمد وقاسم. ويذكر المؤلف أن العلجة تزوجت من محمد برشيد العلالي الحريزي، فولدت منه بنتين، وأبناء من بينهم الباشا عبد السلام برشيد الذي عينه السلطان المولى الحسن الأول على رأس البعثة التي أرسلها إلى ألمانيا لتعزيز العلاقة مع هذا البلد، سنة 1889، زمن الامبراطور كيوم 2، ليتزوج هذا الأخير السيدة شميسة التي ولدت له الباشا محمد برشيد الذي توفي إثر أحداث الصخيرات عام 1971.

 

ولإبراز مدى تشبيك العلاقات العائلية بين البيضاوين، يذكر الكاتب أن الباشا محمد برشيد الحريزي أنجب ابنة واحدة هي السيدة العلجة (الصغيرة) وثلاثة أبناء وهم : السيد الحاج محمد، والسيد عبد السلام، والخليفة السيد الحاج أحمد الذي تزوج بالمرحومة فاطنة نجلة السيد العربي بن امسيك، كما أن العلجة بنت الباشا الحاج محمد برشيد كانت، قد تزوجها، في وقت لاحق، السيد الحاج محمد بن عبد الرحمان الزموري، وبعد أن انفصلت عنه، تزوجها أحمد بن موسى الدقوني صهر العربي بن امسيك من أخته المرحومة الغزال.

 

يواصل المؤلف سرد الشبكة الاجتماعية للعائلات المديونية المنصهرة في نسيج المدينة والمتزاوجة مع وافدين من مناطق وقبائل أخرى، من بينهم: الحاج احماد الذي تزوج السيدة الخياطية نجلة الحاج علي بن إبراهيم العبوبي المديوني، فولدت منه، الفقيه العلامة السيد المكي بن الحاج احماد، والسيد الميلودي بن الحاج عبد الله، الذي تزوج بفاطنة بنت السيد الغندور بن العسري، والخليفة السيد عبد الكريم بن بوعزة بن امسيك الذي تزوج السيدة فاطنة المراحية المزابية، والسيد أحمد بن السيد عبد الكريم بن امسيك الذي تزوج بالسيدة الغزال نجلة السيد موسى الدقوني، والسيد الحطاب بن الجيلالي الذي تزوج السيدة فضيلة بنت السيد موسى الدقوني، والحاج أحمد عكاشة: الذي تزوج، بالسيدة الزوهرة الهجامية، فلم تعقب، وتبنت خالة هذه الأخيرة السيدة الهجامية السيد الحسين بن بوشعيب بن قاسم عكاشة. ثم، بعد ذلك، تزوج الحاج أحمد عكاشة المرحومة السيدة الحاجة فطومة بنت غلف (بوكليب)، والحاج عبد الله بن جدية الذي تزوج، الحاجة خدوج من أصل رباطي، وغيرهم.

 

مواسم الفروسية

 

من مواسم الفروسية المهمة بقبيلة مديونة، هناك موسم سيدي عبد الرحمان، وموسم سيدي أحمد بن لحسن، وموسم سيدي أحمد الغندور. وجرت العادة قديما أنه، في ختام هذه المواسم تلتقي كل القبائل المجاورة، كأولاد حريز، وأولاد زيان، وزناتة، والمذاكرة، وغيرها، بقبيلة مديونة، وتحديدا بموضع «رمل الهلال» بفخدة أولاد عبد الدليم ببوسكورة. وذلك لحضور موسم سباق الخيل المسمى «الترابيع». وهو لقاء سنوي يتبارى فيه الفرسان المشاركون للفوز بالرتبة الأولى. ويتم التباري في جو من المحبة والإخاء وحسن الجوار.

 

المساجد والزوايا والعلماء والأضرحة .. رصيد روحي للبيضاويين

 

تضم الدار البيضاء مجموعة من المزارات الروحية والزوايا والمساجد، والتي تشكل عنوان لما يتمتع به البيضاويون من اهتمام بالجوانب الروحية، والتي أفرد لها المؤلف جانبا من كتابه.

 

فبخصوص المساجد، تم ذكر كل من المسجد الكبير أو «الجامع الكبير» الواقع بدار المخزن، والذي شيده سيدي محمد بن عبد الله في أواخر القرن 18. وأقيمت به أول صلاة جمعة رسمية بحضور السلطان نفسه. وتوجد به مجموعة من الأحباس، ويعتبر من الأماكن المقدسة «الحرم».

 

ومن المساجد التي ذكرها المؤلف لأهميتها، هناك «جامع السوق» الذي شيد فوق بقعة بموقع لمقهى مريكسة، في ملك زوجة عناية بن مبارك الضراوي التي أوقفتها على الأحباس، ومسجد «ولد الحمراء» الذي انتهت الأشغال منه في عهد السلطان مولاي الحسن الأول، و»جامع الشلوح» الذي تم بناؤه من طرف السيد محمد الصنهاجي السوسي.

 

يستحضر المؤلف أيضا البعد الصوفي للمدينة من خلال عدد من الزوايا والطرق الصوفية التي عرفتها ولا تزال، ذاكرا من بينها كلا من: الدرقاوية، والحراقية، والقادرية، والكتانية، والناصرية، والتيجانية، فيما لم يغفل ذكر أهم المزارات والأضرحة التي تضمها المدينة، ومن بينها:

< ضريح سيدي بليوط (أو أبو الليوث): وهو ولي مشهور بمدينة الدار البيضاء، أصله من ركراكة، يوجد قبره خارج الأسوار، وله شهرة واسعة اليوم. كان شبه مجهول في منتصف القرن الماضي. حيث كان ضريحه عبارة عن بيت صغير. ولم تبن القبة الحالية إلا حوالي سنة 1881. وكان سيدي بليوط إبان حياته يحب الخلوة في إحدى الغابات التي يوجد بها اليوم قبره قرب إحدى العيون المسماة بعين مازي.

< ضريح سيدي علال القيرواني: من أولياء القرن الرابع عشر الميلادي وقدم من القيروان. يقع ضريحه بالساحة التي تحمل اسمه وتقام به الصلوات الخمس اليومية. وقد حبست عليه عدة أحباس. ويعتبر مكانا مقدسا، كما توجد به مدرسة قرآنية للصغار.

< سيدي فاتح: يقع بزنقة الخدامة، ولا يضم ضريحه أحباسا ولا «حرما».

< للا تاجة: توجد بجوار ضريح هذه «الولية» الصالحة القنصلية الألمانية بالمدينة القديمة، ولا يضم أحباسا ولا «حرما» ولا مدرسة. ويفتح أحيانا بالليل ويظل مغلقا بالنهار.

< سيدي مبارك مول الخروبة: يوجد وسط زنقة الحمام، ولا يضم أحباسا.

< سيدي مبارك الدرويش: يوجد قرب زنقة الفران، ولم يتم تحبيس أي شيء عليه.

< سيدي بوسمارة: يوجد بالزنقة التي تحمل الاسم نفسه. ولا يضم أحباسا ولا «حرما» ولا مدرسة.

إلى جانب ذلك، يضع المؤلف تصنيفا لعدد من العلماء الذين أطروا الساحة الدينية والثقافية بالدار البيضاء، نذكر من بينهم كل من:

< السيد المكي بن الحاج احماد بن السيد العربي بن عباس الهراوي المديوني، وكان خطيبا، بجامع دار المخزن، بعد سنة 1912.

< الفقيه العلامة الحاج بوشعيب بن الخليفة السيد محمد بن قاسم المديوني، خريج جامع القرويين بفاس، وكان يخطب ويدرس بجامع درب غلف.

< الفقيه العلامة الحاج عبد الله السالمي. وكان قد تولى القضاء. وكانت له دراية باللغات الحية.

< الفقيه العلامة السي الحبيب بن الغندور، خريج جامع القرويين.

< الفقيه الجليل صاحب الألفية سيدي محمد بن ملوك.

< الفقيه العلامة سيدي القائد بن بوشعيب. وكان يعقد مجالسه، بجامع بن جلون بدرب السلطان.

 

طقوس وتقاليد الزفاف البيضاوي

 

تم إفراد فصل خاص لطقوس الزفاف البيضاوي وما يرافقه من تقاليد، حيث قال المؤلف أن الاستعداد للزفاف يبدأ أسابيع قبل اليوم المحدد، حيث «تقوم العائلتان بتهييئ الملابس والحلويات البيضاوية الأصيلة، ويتم إبلاغ المغنيين والمغنيات والمناداة عليهم لإحياء حفلات الزفاف. ومن ضمنهم على سبيل المثال «الماريشال» قيبو، وبوشعيب البيضاوي، وبوشعيب زنيكة. أما بالنسبة للأجواق فكان هناك في الأربعينات جوق «الميتم» لعزف طرب الآلة والملحون، برئاسة السيد «أحمد زنيبر». كما كان «الغياط» يتسلم عربونا لمواكبة أيام الزفاف بكامله، وكانت فرقة غياط «البلاد» تسمى، آنذاك، مجموعة «ولد خويلتي».

 

تتصدر الخطبة حفل الزفاف، حيث تقوم العائلتان بتحديد اليوم الذي ستجتمع فيه لوضع اللمسات الأخيرة في ترتيب العرس، كالمهر، والدهاز، إلى غير ذلك، وبعد أن يتم تحديد المهر والحديث في كل التفاصيل، يفتتح الزفاف بإحياء ليلة دينية يحضرها فقهاء وطلبة المدينة. فيتلى القرآن العظيم، ويمدح الحضور المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم بـ «البردة والهمزية» تبركا وتقربا بالدعاء ليتحقق الرجاء من الله، ثم تليها ليلة الحناء التي تعد من العادات التقليدية المميزة لمراسيم الزفاف، حيث تجتمع نساء العائلتين والأحباب في المساء، وتزين «النكافة» العروس بالحناء في جو من الطرب والموسيقى. وفي الأخير، تحتجز العروس، وتطلب تحريرها من الحاضرين بنقود تكون من نصيب «النكافة» وهو ما يسمي بـ»الغرامة». ويسبق مراسم الحناء، يوم الحمام، الذي يتم حجزه للعائلتين لهذا الغرض. فينظف بأنواع العطور، وتقصده العائلتان، وصديقات العروس، وأقارب العريس من النساء.

 

وكان من العادات البيضاوية الأصيلة أن تقام ليلة الحناء، كذلك، بالنسبة للعريس، فيجتمع أصدقاؤه وأحباب العروس، فيقوم المنادي (البراح) بافتتاح «الغرامة»، ويصيح بأعلى صوته: هذه «غرامة» قدرها كذا وكذا من المال من صديقك فلان الفلاني يا مولاي السلطان، الله يبارك فعمر سيدي، مشيرا إلى أن الفرق بين حناء العروس، وحناء العريس، هو أن نقود الغرامة بالنسبة للعروس، تأخذها «النكافة»، ونقود «الغرامة» التي تقدم للعريس تبقى هدية له من أصحابه.

 

ويستمر المؤلف في سرد تفاصيل الزفاف البيضاوي، الذي يتواصل بما أسماه «يوم الشوار»، الذي يسبق ليلة الزفاف ويسميه البيضاويون «البثاث» (الفراش) وفيه يتم تأثيث بيت العروس، لكن قبل ذلك يقوم أب العروس بالدعوة إلى مأدبة يحضرها أقاربه وعدلان يقومان بمعاينة «البثات» وكل ما تحمله العروس إلى بيت الزوجية، من أواني، وزرابي وفراش. فيشهدانه بوثيقة عدلية، ويسمى هذا بيوم «عدان الشوار». والمقصود منه هو إذا حدث طلاق بينهما يخاف أب العروس من أن ينكر الزوج يوما فراش وأمتعة ابنته.

 

موكب العمارية أيضا من طقوس العرس البيضاوي، ويكون في ليلة الزفاف، عبارة عن هودج ينصب فوق حصان، فتركبه العروس، عند باب بيتها، وسط زغاريد النساء. ثم ينطلق الموكب يقوده الرجال فقط، ليجوب الأزقة مرفوقا بأهازيج غياط البلاد، وتسمى «العمارية»، في الدار البيضاء بـ»الكبة» (ثلاث نقاط فوق الكاف). ويسميها بيضاويون آخرون من أصل شمالي بـ»التربوكة».

 

وتكشف مراسيم دار إسلان التي تصاحب حفلات الزفاف، نوعية تقاليد العرس البيضاوي الأصيل. وهي عادة تكمن أهميتها في تمديد أيام العرس لأسبوع أو أسبوعين، على قدر الإمكان، بعد ليلة الزفاف، بمنزل آخر لأحد الأصدقاء أو الأحباب. ويكون معيار اختياره هو قربه من دار العرس. ويسمى بـ«دار إسلان». وهو خاص بأصحاب العريس الشبان الذين يجدون فيه شيئا من الحرية نظرا للاحترام والوقار الذي كان يحكم العلاقات بين الأبناء والآباء؛ حيث لا يدخله إلا أصدقاء العريس وأصحابه، كي يشاركوا صديقهم نشوة الفرح، والاحتفال بمراسيم العرس، ويقضوا أحلى اللحظات بعيدا عن أنظار الوالدين، وبحضور فرق من المغنيات، علما أن مصاريف دار «إسلان»، وتكاليفها تكون بحسب الإمكان، إما أن يكون الأب ميسورا فيتحملها، وإما يساهم أصحابه في نفقاتها.

 

خلال اليوم السابع من الزفاف الذي يسمى بـ»يوم الحزام» يحضر الأقارب من العائلتين، فيؤتى بالسمك، فتقوم العروس بغسله، وتنظيفه، ثم تزيل قشوره، وهذه عادة تسمى، هي الأخرى بـ(شريت الحوت) ولا زالت سائدة إلى يومنا هذا.

 

مأكولات انفرد بها المطبخ البيضاوي

 

تميزت مدينة الدار البيضاء بفن طهي الطعام كباقي المدن المغربية، وبإزاء الأطعمة التي تطبخ بجل المدن المغربية، انفردت بطبخ أنواع من المأكولات تؤكد جانبا آخر من تحضرها، لم يتطرق لها المتخصصون في فن الطبخ، ولا الباحثون ومنها:

< القَمَامة: هي أكلة مركبة من البصل وضلع الغنم.

< القورمة: هي الأكلة نفسها، ولكن يتم تغيير التوابل للحصول على لذة مغايرة.

< الظولمة: هو طحين بلحم الغنم تكسوه رؤوس القنارية (الخرشوف)، محشوة باللحم المفروم، ومربوطة بخيط رقيق تتم إزالته عن بعد.

< العاجي: هو طبق من لحم الغنم مقلي إلى حد الاحمرار، ومغطى بفطيرة مرقوقة بالبيض.

< الرفيع: هو الطبق نفسه، وسمى بالرفيع، لأنه مركب من الدجاج المحمر.

< المقفول: وهو طحين من لحم الغنم، يطبخ بحلقات من البصل الأبيض، ويوضع عليه غطاء لا يفتح قفله حتى نهاية الطبخ.

< الشوى قدر: هو، أيضا، يطبخ، بالبصل مع لحم الغنم، بتوابل من الزعفران والسمن.

< بيبي محمر: وهو محشي بالجوز، والزبيب، واللوز. وأضيف إلى هذا الطبق حديثا حبات فوقه من الكستناء (القصطال).

< المربي (الكوفتير): وكان يعرف عند البيضاويين باسم «اللعوق» وكان يؤتي بالبلوط، فيطحن، بعد سلقه، ويصنع منه المربى.

< المعسل: كان البيضاويون يعسلون بعض الفواكه، ويرقدون الخضر، ومنها ما يسمونه «المرقد حريزي».

 

دروب الدار البيضاء

 

> درب غلف: هو حي يرتبط اليوم بالدار البيضاء، كوجهة للباحثين عن الإلكترونيات وبرامج القرصنة، لكن الدرب يضرب عميقا في ذاكرة الدار البيضاء. في الكتاب، يعود بنا المؤلف إلى هذا الدرب وأصوله وكيفية نشأته، حيث يقول: «درب غلف يضم العرصة التي توجد بداخل السور بزنقة (الزموري). وهي لا زالت قائمة إلى اليوم. كما أن جميع الأراضي المحيطة بضاحية الدرب، بما فيها «الجوطية» القديمة، على جانب شارع «استندال»، يعود رسم ملكية عقارها الأصلي إلى السيد بوعزة بن الخياطي الأحمادي الهراوي المديوني البيضاوي، المدعو «غلف» الذي توفي سنة 1905م. وتشمل بالإضافة إلى الحي الذي يحمل اسمه، حي النخيل الذي كان يعد من ممتلكاته، وشارع عبد المومن وجزء من زنقة الأمير مولاي عبد الله. كما لها امتداد آخر من الجهة الشرقية إلى حدود شارع غاندي (حي الريفيرا) مرورا بحي البطحاء. ويعرف البيضاويون حي النخيل ببلاد «بوكليب» (ثلاث نقط فوق الكاف) وهو لقب لأحد ورثة السي بوعزة «غلف».

> لوازيس: من المعلوم، أن جزءا كبيرا من أرض الوازيس، كانت تعود ملكيته إلى السيد الطيب الرويسي، بني فوق بقعة منها المسجد الذي يحمل اسمه. وهي منطقة مجاورة لضريح الولي الصالح سيدي محمد المدعو «مول الصبيان».

> درب بن جدية: وهو درب بشارع المقاومة، كان في ملك المرحوم السيد بن جدية، وقد عم اسم درب بنجدية على جل المناطق المحيطة به.

> حديقة ياسمينة: كانت من بين أملاك السيد الطيب الكنداوي (ثلاث نقط فوق الكاف).

> زنقة الأمير مولاي عبد الله: وبها بقعة أرضية، كانت تعود ملكية عقارها إلى السيد الحبيب بن الغندور، مسجلة بتاريخ (1266) وهي عبارة عن جنان يقع على جانب الضفة اليمنى لوادي بوسكورة، وكانت زنقة الأمير مولاي عبد الله، تسمى بزنقة المجاورين للجنان المذكور، ومن بينهم: السيد بوعزة بن الخياطي الأحمادي المدعو «غلف»، والسيد الشافعي، والسيد محمد الدكالي، والسيد اليعقوبي الفاسي.

> سيدي عثمان: بعض القطع من أراضي سيدي عثمان تعود ملكيتها إلى الحاج أحمد بن الحسين عكاشة، ومن ضمنها (الكريار) وناحيته.

> ابن مسيك: سميت هذه المنطقة قديما بـ»عرسة بن ابن امسيك» وهي أراض شاسعة في ملك السيد بوعزة بن امسيك الهراوي المديوني البيضاوي. وبجانبها يوجد موقع أرض ودار الحاج إدريس بن الحاج التهامي الحداوي الطالبي.

> درب بوشنتوف: وهو بمنطقة درب السلطان، حيث نجد بقعة الحاج بليوط. وقد خضعت، هي الأخرى، لتصميم التهيئة. وأصبحت تسمى بدرب بوشنتوف.

 

أشهر العائلات البيضاوية

 

يقدم الكتاب مجموعة من الأعلام الذين يرجع إليهم نسب أشهر العائلات البيضاوية وأماكن قدومها التي التصقت بها، حيث أصبحت الدار البيضاء ملتقى هذه العائلات التي تزاوجت فيما بينها، وفي ما يلي نقدم بعضا منها كأمثلة، علما أن الكتاب يتضمن المئات من هذه الأعلام.

< بوشعيب بن الفاطمي الحداوي الذي كشفت دراسة الأنساب البيضاوية عن وجود علاقة بين أسرته وأسرة الحاج محمد بن علي الزرقطوني، ذلك أن الشهيد محمد الزرقطوني، وابنيه: عبد الكريم، وشوقي، وإخوته: عبد الرزاق، والمصطفى، والحاجة خدوج، والسيدة نفيسة، والسيد أحمد، تربطهم علاقة رحم وطيدة بعائلة الحاج بوشعيب بن الفاطمي الحداوي من جهة جدتهم، من أبيهم، للا فاطنة الحداوية.

< الجيلالي بن إبراهيم بن إسماعيل براد: تزوج فاطنة بنت محمد بن العربي المسعودي المديوني البيضاوي، فولدت منه: محمد براد الذي تزوج، بدوره، فاطنة بنت أحمد بن قاسم الهراوي البيضاوي، ولما توفيت فاطنة بنت أحمد بن قاسم، تزوج محمد براد بالسيدة أم الخير بنت الشيخ الحسين عكاشة.

< امحمد الدكالي الذي تزوج الحاجة غديفة، فولدت منه: الحاجة حليمة. وقد تزوجها الحاج إسماعيل (درب الكباس)، فولدت منه: الحاج محمد وشقيقه الحاج امحمد الذي تزوج صفية نجلة الحاج احمد القبالي. وأمها هي آمنة بنت قاسم الشرقاوي، وللحاج احمد القبالي بنت أخرى تدعى خديجة، تزوجها السيد أحمد الترجاني. وللحاجة غديفة أخت من الأم، وهي المرحومة الحاجة زهرة بنت الكنوني.

< الحاج بوشعيب بن الحاج علي حمان الرحماني (درب بن حمان – المدينة القديمة) الذي تزوج الحاجة فاطنة بنت المقدم بوعزة الريكط (صاحب دار بوعزة) المديوني.

< الحاج بليوط بن محمد بن المصطفى بوشنتوف: وينتمي إلى عائلة شمالية تنحدر من القطب المولى عبد السلام بن مشيش، وبعد زواج الحاج بليوط بحبيبة بنت الحاج الوعدودي التي ولدت منه الحاج محمد، تزوج، هذا الأخير، الحاجة الزوهرة بنت أحمد الملياني المعروف بالبيضاوي. وبعد زواج الحاج بليوط بحبيبة، تزوج للا فاطمة بنت أحمد الفكاك، فولدت منه: خالد بوشنتوف الذي تزوج الأميرة الجليلة للا أسماء نجلة الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه، فولدت منه: مولاي اليزيد وللا نهيلة.

< بوعزة بن الخياطي الهراوي المديوني المدعو «غلف» وهو مالك ما أصبح يعرف اليوم بدرب غلف، لكن هناك أشخاصا آخرين ينتمون إلى الحاج المكي الحريزي الحبشي المدعو هو أيضا «غلف»، حيث أنه بعد وفاة الحاج بوعزة، وابنه الطيبي، تزوج الحاج المكي الحريزي الحبشي البيضاوي فاطنة شقيقة الطيبي بن بوعزة «غلف»، فأصبح ينادي عليه بالحاج المكي «غلف». وكان يزاول حرفة التجارة في الجلود. وكان لقبه «الجلايدي» وهكذا، حصل الرحم بين «غلف» الهراوي المديوني و»غلف» الحريزي الحبشي، علما أن كلا منهما يعتبر جدا لأبناء وأحفاد عائلة «غلف».

 

إدريس قصوري: الكتاب محاولة لفهم شبكة العلاقات الاجتماعية بين الأسر البيضاوية

 

«تكمن أهمية كتاب (الدار البيضاء: النشأة والأنساب) في إيلائه بالغ الأهمية لصلة الرحم وربط إعادة إحيائها والتذكير بها مما يعمق الهوية المغربية ولا سيما أنه يتناول البيضاء كعاصمة كبرى اقتصادية، واندماج الناس فيها من كل مناطق المغرب. ومنذ أن كانت قبلة لمجموعة من العائلات من مختلف المناطق والتي انصهرت فيها لتشكل بيئة كبيرة، وهذا كله يصب في إطار الحفاظ على الهوية المغربية».

 

بهذه الكلمات بدأ الدكتور إدريس قصوري، الأستاذ بجامعة الحسن الثاني والمشرف على تأليف الكتاب وتتبع تنسيقه تصريحه لـ»الأيام» بخصوص هذا المؤلف، مضيفا أن الهدف منه هو تعريف الناس بجغرافية الدار البيضاء والعائلات التي كانت في كل منطقة، مشيرا إلى أن الدار البيضاء هي مديونة وليست مديونة جزء منها، وياحبذا لو كانت كل المدن تذهب في هذا الاتجاه وتحيي أواصر العلاقات الاجتماعية، خاصة في ظل التباعد الذي يلاحظ اليوم بين العائلات، علما أن الكتاب يتناول أهم العائلات الكبرى بالتفاصيل من حيث الأب والزوجات والأبناء والأحفاد.

 

من جانب آخر، قال قصوري إن الكتاب يتحدث عن الدار البيضاء من الداخل ويعيدها إلى جد واحد هو المولى سليمان، ويظهر ذلك من خلال اندماج مجموعة من الأسر التي جاءت إلى الدار البيضاء، وساهمت في ازدهارها سواء من طنجة أو فاس أو سوس كما ساهمت في الاقتصاد والتجارة والفلاحة، كما يعرف بمجموعة من الرموز المغربية وبأسرها وأزواجها وأحفادها، مستشهدا في ذلك بكون أول وكيل عام للملك في المغرب كان من الدار البيضاء. وكذلك بالنسبة للتراث مثل العرس الذي يعطينا مختلف حيثياته وطقوسه من البداية حتى النهاية والذي أهمله ناس الدار البيضاء وأصبح مفقودا.

 

كما يطرح الكتاب وجهة نظر كاتبه حول التطور الذي عرفته المدينة وكيف ساهمت في محاربة المستعمر، فضلا عن شرحه لمجموعة من الأسماء التي فيها مغالطات مثل درب غلف ومن هو «غلف» الحقيقي ومن أين أتى، معتبرا بأن الكتاب مفيد للجماعات ورجال السلطة والباحثين في مجال الاقتصاد، والمجالس المنتخبة، وغيرهم، لأنه يقدم لهم طبقا غنيا سيساعدهم على فهم شبكة العلاقات الاجتماعية بين الأسر التي تكون النسيج البيضاوي، رغم قدومهم من مناطق مختلفة، وكذا أماكن توافدهم والمناصب الكبرى التي تقلدوها بالمدينة، والتي شملت مسؤوليات داخل دار المخزن سواء كقياد أو باشاوات، خاصة بالنسبة للعائلات الكبرى التي كانت لديها مناصب إدارية معروفة، أو بالنسبة للأعيان الذين لديهم ممتلكات، مضيفا أنه سيتم العمل على جزء ثان من الكتاب سيتم من خلاله وضع تصنيفات لعائلات أخرى فضلا عن تصحيح بعض الأخطاء التي قد يتم التوصل بها من طرف بعض العائلات التي تم ذكرها في الجزء الأول إذا ما كان هناك ما يستحق تصحيحه.

 

من جانب آخر، شدد الأستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء على أن الكتاب نجح في إحداث نوع من الربط ما بين العائلات والمجال الترابي، وذلك من خلال سماح المعلومات الواردة فيه بمعرفة أماكن تواجد كل عائلة، كما قدم توصيفا لمجموعة من المعالم مثل السقالة وقصبة مديونة وخريجيها من الضباط الذين خدموا فرنسا وهي اليوم مهملة رغم أنها قصر تاريخي ويجب العناية بها وإحيائها وإعادة وظيفتها العسكرية، متسائلا عن سبب هذا الإهمال الذي يطالها كما يطال عددا من المعالم الأخرى، كما هو حال فندق أنفا المتواجد بشارع محمد الخامس والذي تم داخله تقرير مصير العالم بعد الاجتماع الذي جمع عام 1943 كلا من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ورئيس فرنسا الحرة وقتها شارل ديغول، وبحضور محمد الخامس، حيث أن هذا المكان لوحده بإمكانه أن يتحول إلى نقطة جذب سياحي من مختلف مناطق العالم بالنظر لقيمته التاريخية، وهو ما يسعى إليه كتاب «الدار البيضاء: النسأة والأنساب» من خلال المعلومات التي يوردها لإعطاء دفعة من أجل الاهتمام بالأماكن وعلاقتها بالناس.

 

عبد المجيد الغندور لـ”الأيام”: تحريت الدقة في وضع شجرة الأنساب وأتحدى أن يتم الطعن في صحتها

 

يرى عبدالمجيد الغندور مؤلف كتاب “الدار البيضاء: النشأة والأنساب” أن المعلومات التي ضمنها دفتي كتابه تحرى فيها الدقة ويتحدى أن يتم الطعن فيها لأنه وضعها بناء على ما كانت تختزنه ذاكرته في حديث المجالس وتتبع شجرة كبريات العائلات وقام بتنقيحها رفقة الأصدقاء، وهو البيضاوي القح. ويشير الغندور في حواره مع “الأيام” أنه يشعر بأنه يقدم طبقا غنيا بمثابة أمانة كانت على عاتقه للأجيال متمنيا أن تسهم المعلومات التي يطرحها في إعادة لحمة الترابط الأسري بين العائلات البيضاوية..

 

بداية كيف جاءت فكرة تأليف كتاب حول الأنساب البيضاوية، وما هي المنهجية التي اتبعتها لجمع هذا الكم الكبير من المعلومات التي تم تضمينها فيه؟

 

بدأت فكرة تأليف كتاب «الدار البيضاء: النشأة والأنساب»، عندما لاحظ شيخي سيدي محمد الكبير البعقيلي السوسي التجاني، اهتمامي بالأنساب البيضاوية، وقال لي بأنه يجب أن يعرف الجيل الصاعد هذه الأنساب وطلب مني الكتابة عنها حتى لا تضيع، علما أنني ومنذ صغري وعندما كنت أجالس والدي كانت لدي ملكة حفظ حديث المجالس كما كانت لدي ميول ثقافية تدفعني دائما إلى البحث والتخزين في الذاكرة ووجدت أنني أصبحت أعرف عددا من العائلات وتشابك علاقاتها من حيث المصاهرة والنسب، لذلك كنت أدون هذه الأنساب وأقوم بتجميعها، علما أنني لست مؤرخا ولست كاتبا ولكنني استعنت بذاكرتي عندما قررت الكتابة وكنت أدون ما تختزنه، وأعتمد على الأصدقاء في تصحيح بعض الأنساب حتى يكون الكتاب في متناول الجميع ويصلون أرحامهم وهذا هو هدفي الأول والأخير، علما أنه ستكون هناك أجزاء أخرى لتكملة ما تم التغافل عنه في هذا الجزء.

 

لماذا اخترت العمل على فكرة الأنساب، وما هي القيمة التي تقدمها للقارئ من خلال هذا الكتاب؟

 

أنا أيضا جزء من هذا الكتاب، بحكم أن لدي ستة أجداد من جهة الأم ومثلهم من جهة الأب، وكلهم تولوا الحكم بالدار البيضاء منذ عهد السلطان مولاي الحسن، وبالتالي فضخامة الأنساب التي يتضمنها الكتاب وصعوبة تحقيقها تكمن في غياب المراجع التي يمكن الاسترشاد بها، وكان علي أن أبدا باستقراء الأرحام منذ عهد مولاي سليمان من خلال سيدي العربي بن العباس الذي هو جدي السادس من ناحية الأم، وكان قاضيا في زمان مولاي سليمان ومولاي عبدالرحمان على مديونة، خاصة وأنه لا يمكنني أن أتوجه إلى الأساتذة والجامعيين دون مصدر لتأكيد هذه المعلومات وهذا الجد له مجموعة من الأولاد مثل العربي وأحمد بن العربي الذي كان حاكما على مديونة لمدة 49 عاما وكانت لديه ابنة اسمها العلجة التي تزوجها محمد برشيد الذي ولدت له للا أمينة وفضيلة وعبدالسلام برشيد الذي كان أبوه سفيرا في ألمانيا.

 

أما من ناحية النسب من جهة والدي، فإنه لما كان السي أحمد بلعربي قاضيا على مديونة كان جدي الفقيه القاضي السي الحبيب الغندور، الذي عين بظهير مولوي لمولاي عبدالعزيز قاضيا على أحواز الدار البيضاء وكانت هناك مراسلات وجدتها بينهما، ومن الناحية الثقافية وجدت أن القاضي طلب رخصة من القايد لشراء أرض كان يجب عليه الحصول على إذن ووجدت هذا الجواب في رسالة مؤرخة عام 1330 هجرية يقول له فيها «الولد الأعز الأمثل العلامة…» في سياق الثناء الذي كانت توليه المراسلات فيما بين أفراد المخزن إلى القضاء وهي كلها كانت عاملا مساعدا لي.

 

عملت أيضا على تبيان علاقة بيضاويين مع بعض الشخصيات والأسماء التي لا يعرفونها مثل «غلف» البيضاوي المتوفى عام 1905 والذي يشكل اسمه درب غلف لكن عمل معه الحاح المكي الذي هو حريزي، ولما توفي غلف تزوج الحاجة فاطنة وولدت له علي الذي تزوج زهرة بنت امسيك حيث تشكلت الأنساب بين غلف وابن مسيك اللذين تحمل بعض الأحياء أسماءهما، وأنا من خلال وضعي لشجرة الأنساب هذه أرفع التحدي ولا أعتقد أن أحدا سيطعن في نسب شجرته التي أوردتها في الكتاب لأنني تحريت الدقة في كل العائلات التي أوردتها.

 

هل العائلات التي أوردتها هي التي تشكل نسيج البيضاء اليوم، أم فقط تلك التي كانت في دواليب السلطة؟

 

لا، أنا أوردت كل العائلات التي تشكل النسيج الاجتماعي وتشكل عائلات كبرى، مثل العائلات المديونية ثم العائلات التي استقدمها سيدي محمد بن عبدالله لترميم الدار البيضاء، مثل العائلات السوسية كعائلة بناصر واجضاهيم والكاوي وبوزع والعائلات الحيحية وغيرها، لكن أصبحوا كلهم بيضاوة لا ينازعهم أحد في انتمائهم، ثم العائلات الدكالية مثل بوعلام وغيرهم، وأيضا الرباطية ومن الشمال مثل بوشنتوف ومن فاس مثل عائلة بنكيران التي قدمت عام 1880 وغيرهم، وأولاد سيدي بليوط المعروفين بأولاد العلام وهذا هو النسيج الرئيسي لعائلات المدينة.

 

أشرت في كتابك إلى بعض الزوايا والأضرحة باعتبارها وعاء روحيا لساكنة البيضاء، فأين تكمن أهميتها؟

 

يجب التفريق بين الأولياء والعارفين بالله، والشيوخ. فالولي صاحب كرامات إلهية لكن لم يكن له إذن في التربية، وأنا أعتبر الولي مثل الوزير بدون حقيبة، لكن متى يصبح الولي له الولاية ويصبح عارفا بالله يصبح مربيا مثل عبدالقادر الجيلاني الذي رأي مناما يدعوه إلى الخروج للناس ودعوتهم، وبهذا الإذن يصبح شيخا، وكمثال أيضا مولاي عبدالله الشريف بوزان جد دار الضمانة رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام يدعوه لتربية الناس وكذلك سيدي أحمد بن ناصر بزاوية تامكروت الذي كان لديه هذا الإذن للتربية، وكذلك أيضا مولاي عبدالسلام بن مشيش، علما أن الزوايا تعتبر ممالك ربانية ولا مجال فيها للصدف لأنها تدعو للتربية وهذا ما جعلنا نخصص لها فصلا في الكتاب.

 

أيضا كان لا بد من ذكر بعض أولياء المدينة القديمة مثل سيدي بوخروبة وسيدي بليوط وكلهم داخل السور، أما من هم خارج المنطقة فيجب ذكر كثيرين مثل سيدي البرنوصي وسيدي مومن وسيدي عبدالرحمن وسيدي معروف وغيرهم.

 

لماذا اكتفيت في ذكرك للعادات والتقاليد البيضاوية بذكر العرس وبعض الأطعمة فقط؟

 

العرس البيضاوي والتفاصيل التي ذكرتها غير معروفة ولم يتسن لنا حضورها، لكنها كانت حاضرة في تقاليد آبائنا وأجدادنا منذ أجيال غير أن الأكابر منا سنا حضروها، وأعرف العائلات الأولى التي استعملت العمارية في الدار البيضاء وكيفية الطواف وكذلك دار إيسلان التي تجمع أصدقاء العريس ويتم التكلف بها من طرف أب العريس أو العروسة.

 

أما في ما يخص الطبخ، فقد حرصنا على استحضار بعض الأكلات التي كانت معروفة منذ عام 1800 وأنواعها لكي يعرف الناس اليوم طبيعة المطبخ البيضاوي في تلك الفترة وكيفية إعدادها وأسمائها مثل العاجي والرفيع وقمامة والقرمة والظلمة وغيرها.

 

أشرت إلى أن الدار البيضاء اليوم كلها جزء من مديونة وليست مديونة جزءا من البيضاء، فكيف وصلت إلى هذا الاستنتاج؟

 

الدار البيضاء هي أنفا وأنفا مدينة بورغواطية تاريخيا، وهي التي داخل سور المدينة القديمة، أما خارج السور فهي المدينة التي بناها الفرنسيون وهذه المدينة بمجرد أن تخرج منها تجد نفسك في مديونة من الهراويين والمعاريف وليسفاسفة وبوركون ولهجاجمة، وهي كلها سكنى قبائل كانت تشارك في موسم سيدي عبدالرحمن بالتبوريدة، ومديونة هي الخلفية التاريخية لمدينة الدار البيضاء التي عرفت بأنفا ولكن هي الوحيدة الفريدة من نوعها بحيث أن سكانها كلهم بيضاويون على اختلاف مشاربهم، من سوس وفاس ودكالة وتطوان وطنجة وغيرها، أي أن الدار البيضاء هي تجميع لكل السكان المغاربة الذين قدموا من كل المناطق وأسسوا على مدار قرون لأنساب البيضاويين لتتشكل هوية متعددة الأطراف ومن كل المشارب حيث أن الكل يصب في المدينة سواء من حيث الانتماء أو المصاهرة.

 

ما هي ردود الفعل التي تترقبونها بعد نشر الكتاب؟

 

> الحمد لله، العديد من الأسر تنتظر بشوق توزيع الكتاب بعد تقديمه في معرض الرباط. وهذا كتاب يجمع ولا يفرق وهو مختلف عن كل الكتب التي صدرت عن الدار البيضاء، وأتمنى أن أكون قد قمت بواجبي كواحد من سكان هذه المدينة اتجاهها، كما أتمنى أن يفيد هذا المؤلف الباحثين من الأجيال الصاعدة.

تاريخ الخبر: 2022-08-08 12:18:52
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 67%
الأهمية: 72%

آخر الأخبار حول العالم

وفاة مدرب الأرجنتين السابق لويس مينوتي بطل مونديال 1978

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:26:04
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 51%

عملية الإخلاء من رفح تشمل نحو 100 ألف شخص وحماس تصفها بـ"تطور خطير"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:26:14
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

وفاة مدرب الأرجنتين السابق لويس مينوتي بطل مونديال 1978

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:26:00
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

عملية الإخلاء من رفح تشمل نحو 100 ألف شخص وحماس تصفها بـ"تطور خطير"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:26:18
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية