«في ذكراها».. لطيفة الزيات الروائية المناضلة
«في ذكراها».. لطيفة الزيات الروائية المناضلة
99 عاما مرت على ميلاد الروائية والناقدة لطيفة الزيات (8 أغسطس 1923 - 11 سبتمبر 1996)، فهي ابنة محافظة دمياط، التي تلقت تعليمها بالمدارس المصرية، وحصلت على درجة الليسانس في اللغة الإنجليزية وآدابها بجامعة القاهرة عام 1946، وبدأت عملها الجامعي في عام 1952 بكلية البنات بجامعة عين شمس، إلى أن وصلت إلى درجة أستاذ في النقد الإنجليزي عام 1972، كما حصلت على الدكتوراه في الأدب من كلية الآداب أيضا عام 1957، وتولت رئاسة قسم النقد بمعهد الفنون المسرحية، وعملت مديرا لأكاديمية الفنون.
ومثلما اهتمت لطيفة الزيات بالعمل الثقافي، كان لها اهتمام بالعمل السياسي العام، فانتخبت - وهي طالبة - عام 1946 أمينا عاما للجنة الوطنية للطلبة والعمال التي قادت حركة الشعب المصري ضد الاحتلال الإنجليزي، وفي عام 1979 شاركت في تأسيس لجنة الدفاع عن الثقافة القومية وتولت رئاستها، وهي لجنة انبثقت لمناقشة موقف المثقفين من إتفاقية كامب ديفيد التي قامت بدور مهم في وقف التطبيع الثقافي مع إسرائيل مما عرضها للاعتقال عام 1981م في عهد الرئيس أنور السادات فكتبت سيرة ذاتية بعنوان "حملة تفتيش" تتحدث فيها عن ظروف اعتقالها.
وتابعت الإنتاج الأدبي في مصر بالنقد والتحليل والتقييم، فكان الإبداع لديها وصل ووصال، تنشغل فيه كل حواسها الإنسانية مكتملة ومجتمعة العقلي منها والوجداني والحسي، وأولت اهتماما خاصا لشؤون المرأة وقضاياها، وحصلت على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1996، كما تعتبر إحدى رائدات العمل النسائي في مصر.
وتتسم أعمال لطيفة الزيات القصصية والروائية بمعرفة حميمة بالحياة، بالتكوين النفسي للنماذج الإنسانية، وبالتناقضات الاجتماعية التي تتحرك في إطارها وتتفاعل معها، وفي تلك الأعمال تعيد الكاتبة إنتاج الواقع الاجتماعي وتدخل معه في حوار وتعلن موقفها إزاءه، فضلًا عن عدد من المؤلفات النقدية و المؤلفات الأكاديمية والترجمات، فقد صدر للطيفة الزيات ستة مؤلفات إبداعية: "الباب المفتوح - رواية - 1960"، "الشيخوخة وقصص أخرى - مجموعة قصصية - 1986"، "سيرة ذاتية 1992"، "بيع وشراء - مسرحية - 1994"، "صاحب البيت - رواية - 1994"، "الرجل الذي عرف تهمته - رواية قصيرة - 1995".
