كانت الساعة تشير إلى التاسعة مساءً، عندما تعالى صوت صراخ وعويل من أحد المنازل بمنطقة جزيرة محمد في الوراق، ويهرول الأهالي نحو منزل "مهران البطل" ييصطدموا بجثة باردة تعود لشاب أربعيني ممددة على أرضية المنزل، وزوجته بجواره تردد: "أمه وأخوه خلصوا عليه".

خلافات لا تنتهي نشبت بين "أحمد" المجني عليه ووالدته وشقيقه الأصغر "محمد"، إلا أنها كان سريعا ما تهدأ ويعود الشقيقان لحياتهما الطبيعية بعد انتهاء الخلافات، ولكن الشاب الأربعيني وقع ضحية للأم التي تجردت من كافة معاني الإنسانية وحاولت حرمان فلذات أكبادها من ميراث والدهما، حتى أصبحت تخبرهما: "آخر ربع جنيه في جيبي هصرفه على نفسي ومش هتطولوا منه حاجة".

مشاجرة بسبب الميراث 

كانت الأسرة تتوقع أن يسير الشقيقان على نفس خطى قابيل وهابيل، فأصبحوا منتظرين أن يقتل أحدهما الآخر بسبب والدتهما، حتى أتى اليوم المشؤوم فنشبت مشاجرة بين "أحمد" وشقيقه الأصغر "محمد" بسبب خلاف على ميراثهما في المنزل وقطعة أرض تركها لهما والدهما، ليجلس الأربعيني على مقعد خشبي في مخزن يملكه وبجواره نجله الأصغر وبمواجهته شقيقه الأصغر ووالدته الذان أمطراه بعبارات السباب بعد رفضه استيلاء والدته على حصته في الميراث نشبت المشاجرة وراح ضحيتها الشاب الأربعيني.

طعنه بمفك حديدي وضرب بالعصا 

"سيب عمك وستك ملكش دعوة بمشاكلنا مع بعض"، عبارات قالها الأربعيني لطفله الذي حاول الدفاع عنه من العم الذي تجرد من إنسانيته وطعن والده بـ"مفك حديدي"، وحمل عصا خشبية وهوى بها على رأسه، إلا أن الكابوس لم ينته هنا، ففوجئ الشاب بوالدته تحمل سيخًا حديديا وتطعنه في جسده، غير مبالية بنجلها الذي حاول الاستغاثة بها لكنه لم يعلم أنها تحاول التخلص منه، ليخرج من المخزن وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة وعيناه تودعان أهالي منطقة جزيرة محمد، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة على مرأى ومسمع من زوجته وأولاده الأربعة، كما ذكرت زوجته في حديثها لـ"الدستور".

واختتمت الزوجه حديثها بمطالبة رجال الأمن بالقصاص العادل من المتهمين وتوقيع أقصى عقوبة عليهم. 

تفاصيل الواقعة

كان البداية بتلقي  قسم شرطة الوراق إشارة من مستشفى معهد ناصر تفيد باستقبال "أحمد.ف" في العقد الرابع من عمره مصابا بالرأس، ولفظ أنفاسه الأخيرة خلال محاولات إسعافه، ومقيم بشارع النهضة من عبدالمنعم رياض بدائرة القسم، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية لمحل البلاغ.

وتبين نشوب مشاجرة بين المجني عليه ووالدته بسبب ميراث شقيقه المتوفي تعدت خلالها الأم على ابنها بضربة عصا بمساعدة أشقائه، ليلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصابته التي لحقت به، ونقلت الجثة إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة، فيما تمكنت القوات من القبض على الأم المتهمة واقتيادها إلى ديوان القسم.

وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.