قال خبراء فلسطينيون إن إسرائيل قد تذهب إلى شنّ حملة اعتقالات واغتيالات بحقّ قيادات حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

لكنهم أوضحوا في أحاديث منفصلة مع الأناضول، أن الضفة كانت وستظلّ تشكّل "مصدر قلق دائم" لإسرائيل، إذ تنظر إليها على أنها "شأن داخلي وجزء من أراضيها في ظلّ تنامي التطرف اليميني الإسرائيلي".

وعلى مدى ثلاثة أيام اندلعت مواجهة عسكرية بين الجيش الإسرائيلي وحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، انتهت بالتوصل إلى وقف إطلاق نار بوساطة مصرية مساء الأحد، وأسفرت عن استشهاد 44 فلسطينياً وإصابة 360 آخرين.

مواجهة أخرى متوقعة

وقال أيمن يوسف، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية في جنين (خاصة)، إن موجة أخرى من المواجهة بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي قد تندلع، بخاصة في الضفة الغربية.

ورجع يوسف ذلك إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الموقَّع بين الطرفين "هشّ، وغير واضح".

وتوقّع الخبير الفلسطيني أن تُقدِم إسرائيل على تنفيذ سلسلة عمليات تستهدف نشطاء الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، عبر حملة اعتقالات واغتيالات.

"الضفة "قلق دائم"

بدروه، اعتبر عماد عوّاد، مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي (خاص)، أن "الضفة الغربية هي مصدر القلق الدائم لإسرائيل، وكل ما يحدث في قطاع غزة يتأثر بالضفة ويؤثر فيها".

وقال للأناضول: "من المتوقع أن نشهد في الضفة حالة من عودة الغليان في ظلّ استمرار إسرائيل في تنفيذ سلسلة عمليات متواصلة، وفي ظل ما تعيشه الضفة من أسوأ ما يكون سياسياً واجتماعياً واقتصادياً".

وأضاف أن "الجيل الجديد لديه توجّه مؤمن بالمقاومة ويتبناها خياراً استراتيجياً، وهذا يعني أن عنصر التوتر متوفر وأن المواجهة قد تندلع في أي وقت".

واستبعد عوّاد أن يكون للجولة الأخيرة من التصعيد في غزة، أي تأثير في الانتخابات الإسرائيلية.

تنامي شعبية الجهاد

من جانبه، يرى أحمد رفيق عوض مدير مركز القدس للدراسات التابع لجامعة القدس، أن شعبية حركة الجهاد الإسلامي "تنامت" بعد الحرب الأخيرة، خصوصاً في الضفة الغربية.

وأضاف للأناضول: "بعيداً عن حسابات الربح والخسارة، استطاعت حركة الجهاد أن تثبت قدرتها على مواجهة إسرائيل، ولو كانت منفردة".

وأشار إلى أن هذه الجولة رفعت رصيد الحركة وسط الجمهور الفلسطيني، بخاصة في الضفة الغربية".

وتوقّع عوض أن تنفّذ الحركة "سلسلة عمليات في الضفة والداخل (إسرائيل)، حيث تنامى شعور الغضب لدى عناصر الحركة بالضفة بعد العملية الإسرائيلية الأخيرة في غزة".

TRT عربي - وكالات