في حادثة هي الأولى من نوعها يتعرض لها رئيس أمريكي سابق، قال الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترمب في بيان نشره، الاثنين، "منزلي الجميل في بالم بيتش بفلوريدا الآن تحت الحصار، وقد احتلّته مجموعة كبيرة من عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي. المداهمة جرت بلا سابق إعلام".

وبينما ادّعى ترمب أن عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي كسروا خزانته الشخصية وصادروا ما فيها، نقلت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية عن مصادر مطّلعة، أن عملية المداهمة جرت بإذن قضائي وبموافقة مدير "إف بي آي" ووزير العدل، بحثاً عن وثائق سرية حكومية مفقودة رفض ترمب تسليمها بعد خروجه من البيت الأبيض.

وحسب رويترز التي نقلت عن مصدر مطلع، فإن مداهمة الـ"إف بي آي" لمنزل ترمب في مارالاغو في فلوريدا يبدو أنها مرتبطة بنقل ترمب سجلات سرية من البيت الأبيض بعيد مغادرته منصبه. خصوصاً وأن هناك قانوناً فدرالياً يلزم بالحفاظ على السجلات والمذكرات والرسائل بالمهام الرسمية للرئيس.

وثائق ترمب السرية

بينما امتنعت وزارة العدل عن التعليق على المداهمة، قال العديد من وسائل الإعلام الأمريكية إن المداهمة مرتبطة بإجراءات التحقيق التي أخطرت فيها إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية الأمريكية الكونغرس في فبراير/شباط الماضي بأنها استعادت حوالي 15 صندوقاً من وثائق البيت الأبيض من منزل ترمب في فلوريدا، بعضها يحتوي على مواد سرية، وأن الأمر ليس له علاقة بالتحقيق الذي تجريه لجنة الكونغرس حول اقتحام مبنى الكابيتول في يناير/كانون الثاني 2021.

من جهته، أكد نجل الرئيس السابق إريك ترمب لشبكة فوكس نيوز إن التفتيش يتعلق بصناديق وثائق أحضرها ترمب معه من البيت الأبيض، وإن والده يتعاون مع السجلات الوطنية في هذا الشأن منذ شهور. وفي وقت سابق قال ترمب إنه وافق على إعادة بعض السجلات إلى إدارة المحفوظات، واصفاً إياها بأنها "عملية عادية وروتينية".

فإلى جانب التحقيقات المتعلقة باقتحام الكونغرس وتلك الأخرى المتعلقة بأعمال ترمب التجارية الخاصة، اعتبر النقاد عملية التفتيش غير المسبوقة لمنزل رئيس سابق بمثابة تصعيد كبير ضد ترمب ضمن سلسلة هجمات في ظل إدارة خلفه جو بايدن ترمي إلى منع ترشحه في انتخابات 2024.

هل يتعرض ترمب لـ "انقلاب استباقي"؟

في الوقت الذي وصف فيه ترمب المداهمة الأخيرة بأنها "سوء سلوك من جانب الادعاء العام، واستخدام لنظام العدالة كسلاح، وهجوم يشنه الديمقراطيون من اليسار المتطرف الذين يحاولون بشكل يائس أن لا أترشح للرئاسة في عام 2024"، قال المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" بوك سيكستون، إن مداهمة مقر الرئيس السابق دونالد ترمب تبدو كأنها "انقلاب استباقي".

في معرض حديثه عن مداهمة مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي"​​​​​​​ مقر إقامة ترمب في ولاية فلوريدا وتفتيشه، قال سيكستون "يبدو الأمر كأنه انقلاب استباقي، لقد سمعنا الكثير عن التمرد والانقلاب، إلا أن هذا الأمر يهدف إلى منع دونالد ترمب من الترشح للانتخابات مرة أخرى".

وتابع سيكستون واصفاً ما جرى بأنه "أمر شائن، واستخدام مكتب التحقيقات الفدرالي بهذه الطريقة يثير تساؤلات لدى العديد من الأمريكيين حول إمكانية الثقة مجدداً بمكتب التحقيقات الفدرالي، أو وزارة العدل". وتابع قائلاً: "أنا لا أشعر بالضيق أو القلق بسهولة بشأن السياسة في بلدنا، إلا أن هذا حدّ تم اختراقه، وشيء لم نشهده من قبل".

هل يعلن ترشحه قريباً؟

خلال مؤتمر العمل السياسي المحافظ في تكساس يوم السبت، ألقى الرئيس السابق دونالد ترمب نكتة أخرى بأنه سيعلن قريباً أنه يترشح للرئاسة في عام 2024، قائلاً: "سنجعل أمريكا فخورة مرة أخرى. سوف نجعل أمريكا آمنة مرة أخرى. وسوف نجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى". وأضاف: "ترشحت مرتين، وفزت مرتين وقد نضطر إلى القيام بذلك مرة أخرى".

وحسب تقرير نشره موقع NBC News، فإنه على الرغم من مداهمة مكتب التحقيقات الفدرالي لمنزل ترمب وزيادة المعارضة داخل الحزب الجمهوري لترشحه، فإن ترمب يعتقد أن تقديم لائحة اتهام يمكن أن يساعد سياسياً ويعزز شعار حملته الدعائية التي تروج له كمظلوم.

ورداً على مداهمة مقر ترمب، تعهد زعيم الأقلية الجمهورية بمجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي بإجراء تحقيق عميق في ما جرى بشأن المداهمة حين تكون الأغلبية لحزبه بالمجلس. فيما اتهمت رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري الحزب الديمقراطي بانتهاك القانون "واستغلال السلطة واستخدام البيروقراطية سلاحاً ضد الجمهوريين".

TRT عربي