رفعت وكالة الطاقة الدولية تقديرها لنمو الطلب على النفط في 2022 بمقدار 380 ألف برميل في اليوم ليصل الى نحو 2.1 مليون برميل، مستشهدة بارتفاع استخدام النفط في توليد الطاقة والتحول من الغاز إلى النفط في الصناعة بسبب الأزمة الأوكرانية وارتفاع أسعار الغاز.

تعكس المراجعة الكبيرة بشكل غير عادي في أحدث تقرير شهري لوكالة الطاقة الدولية - بعد خفض تقديرات النمو في الشهر السابق - زيادات «غير عادية» من أوروبا والشرق الأوسط، ولا سيما العراق والمملكة العربية السعودية، مع نمو الطلب في الربع الرابع فقط 40 ألف برميل في اليوم على أساس سنوي.

إدارة معلومات الطاقة الأمريكية خفضت تقديراتها للطلب بسبب الاقتصاد الأكثر هدوء

وتتناقض الزيادة في تقديرات النمو لوكالة الطاقة الدولية لعام 2022 مع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في 9 أغسطس، التي خفضت تقديراتها للطلب لعامي 2022 و2023 بسبب الاقتصاد الأكثر هدوءً حتى الآن، مع أنّ تقدير النمو الخاص بوكالة الطاقة الدولية لعام 2022 يتطابق مع تقدير وكالة الطاقة الدولية الجديد البالغ 2.1 مليون برميل.

في غضون ذلك، خفضت أوبك تقديراتها لنمو الطلب في 2022 في 11 أغسطس إلى 3.1 مليون برميل في اليوم من 3.4 مليون برميل في اليوم، مستشهدة بالقيود المتجددة المحتملة لجائحة كورونا و«عدم اليقين الجيوسياسي».

نمو الطلب عند 2.1 مليون برميل في اليوم

بالنسبة لعام 2023، أبقت وكالة الطاقة الدولية على تقديرها لنمو الطلب دون تغيير عند 2.1 مليون برميل في اليوم، مع تحديد طلب 2023 الآن عند 101.8 مليون برميل في اليوم، ارتفاعًا من 101.3 مليون برميل في اليوم سابقًا.

كما رفعت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها للطلب على خام أوبك بلس لكل ربع عام 2022، مع مراجعة تصاعدية للعام بأكمله بمقدار 700 ألف برميل في اليوم، وخفض تقديراتها لعام 2023.

وقالت وكالة الطاقة الدولية: «التزم أعضاء الاتحاد الأوروبي بخفض طلبهم على الغاز بنسبة 15% من أغسطس 2022 إلى مارس 2023، ونقدر أن هذا سيزيد من استهلاك النفط بنحو 300 ألف برميل في اليوم للأرباع الستة المقبلة».

وأضافت الوكالة: «يمكن للمستهلكين الصناعيين، وخاصة المصافي استبدال قدر كبير من استخدام الغاز بالنفط، ونقدر أن مثل هذا التحويل سيعزز الطلب على زيت الوقود بمقدار 150 ألف برميل في اليوم والطلب على زيت الغاز بمقدار 140 ألف برميل في اليوم».

على صعيد العرض، قالت وكالة الطاقة الدولية إنَّ إنتاج النفط العالمي وصل إلى أعلى مستوى له بعد الجائحة عند 100.5 مليون برميل في اليوم في يوليو على خلفية عودة الإنتاج من الصيانة في كندا وكازاخستان وبحر الشمال، مع تقدير أن الإنتاج سيرتفع بمقدار مليون برميل يوميا بنهاية العام، ووصفت أحدث زيادة متفق عليها في الإنتاج من قبل دول أوبك + بأنها رمزية، وحذرت من أن الزيادات الكبيرة في أوبك + قد تكون «غير مرجحة في الأشهر المقبلة».

فيما يتعلق بروسيا، رفعت وكالة الطاقة الدولية تقديرها للإنتاج للنصف الثاني من العام بمقدار 500 ألف برميل في اليوم وسط علامات على أن تأثير العقوبات كان محدودًا أكثر مما كان متوقعًا، إذ يتمّ إعادة توجيه التدفقات إلى البلدان التي لا تفرض عقوبات، وسلطت الضوء على توقعات بفرض عقوبات أكثر عمقا في وقت لاحق من العام، مع فرض حظر من الاتحاد الأوروبي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في ديسمبر المقبل، ولكن أيضا نقاش بين السياسيين بشأن التحركات المحتملة لتخفيف العقوبات.

وقالت وكالة الطاقة الدولية إن صادرات النفط الروسية «إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا تراجعت بنحو 2.2 مليون برميل في اليوم منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، وتمّ تحويل ثلثيها إلى أسواق أخرى، والمشترون الآسيويون تدخلوا للاستفادة من واردات النفط الخام بكميات أكبر»، مقدرة أنَّ إنتاج النفط الروسي في يوليو كان يقل 310 آلاف برميل في اليوم عن المستويات قبل غزو أوكرانيا.

وفيما يتعلق بمخزونات النفط، قالت وكالة الطاقة الدولية إنَّ المخزونات الملحوظة على مستوى العالم تراجعت بمقدار 5 ملايين برميل هامشي في يونيو، مع زيادة مخزونات الصناعة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 6.2 مليون برميل إلى 2.68 مليار برميل، لكن بقيت 292.1 مليون برميل أقل من متوسط ​​الخمس سنوات.