الكاتب الروائي أحمد الفخراني: أكتب عن العالم كما أراه (حوار)

أحمد الفخراني  واحد من الأصوات الإبداعية المميزة، يشكل الانفتاح على كل اجناس فنون الكتابة الإبداعية ركنًا أساسيًا في مشواره الإبداعي، فقد جمع بين كتابة القصة والرواية وكذلك الشعر في سنوات الجامعة، إلى جانب ذلك كان احترافه للصحافة ليصبح واحد من أبرز محترفيها.

وقدم الفخراني العديد من الأعمال الروائية والتي منها ديكورات بسيطة (شعر) 2007 في كل قلب حكاية (بورتريه) عن دار العين 2009 مملكة من عصير التفاح (مجموعة قصصية) عن دار نهضة مصر 2011 ماندورلا (رواية) عن دار العين 2013، سيرة سيد الباشا، (رواية) دار الياسمين 2017 ، عائلة جـادو نص النصوص (رواية) ـ دار العين 2017     

  • المزج بين الواقع والخيال هو شاغلك الأول والتيمة الرئيسية التي بنيت عليها أعمالك الإبداعية  حدثنا هل ثمة خيال يفوق واقعنا المعاش لكتابته، وكيف يمكن للكاتب أن يترجم الخيال لواقع مكتوب ومعاش؟

لا أظن المسألة تتعلق بمن يفوق الآخر الخيال أم الواقع، ما يهمني في الخيال أنه أداتي لاستخلاص الحقيقة من التيار الكاسح للواقع، إنها طريقة رؤية تخصني أخلص فيها لما أعرفه عن الكتابة أن أحكي عن العالم كما أراه، وأظن مسألة ترجمة الخيال لواقع مكتوب ومعاش يمكن أن تحدث إذا ما استند خيالنا إلى جذور الواقع ومستمد منه.

  • تدور أعمالك بين واقع مدينتي القاهرة والإسكندرية وبالرغم من كون الإسكندرية شهدت المولد والطفولة والنشأة، إلا أنها لم تأخذ نفس المساحة التي أخذتها القاهرة من أعمالك، وكأن ثمة خصومة ما غير ظاهرة.. هل يمكن  طرح سؤال مذا عن سر غياب الإسكندرية في كتاباتك؟

ليس في الأمر خصومة، ربما في مرحلة ما لاحقة من حياتي أستعيد الإسكندرية كمكان، أتوقع أن ما سيحركني في السنوات القادمة هو مخزون الذاكرة، لكن أيضًا أن الإسكندرية حاضرة في كل ما كتبت، لكن ليس بطريقة مباشرة، فما عشناه في طفولتنا ونشأتنا ومراهقتنا حاضر دائمًا، لكني أرى القاهرة كمكان لنضجي واختبار حريتي بمفردي للمرة الأولى، كأني كنت أعيش حياة ثانية، لذا كان لها مساحة أوضح.

  • قدمت أغلب فنون الكتابة الإبداعية بدءا من الشعر مرورا بالقصة ويبدو ان ثمة استقرار على الرواية لتكون أداتك للتعبير عنك   كل ذلك بجوار الكتابة الصحفية.. وهذا يأخذنا إلى سؤال هل ما جري يمكن وصفه بهجر الشعر لحساب  السرد، وهل أغنتك الرواية عن كتابة الشعر أم أن التوقف جاء فقط عن نشره؟

كل الناس تكتب شعرًا في الجامعة، لا يعني ذلك أنهم شعراء، ليس كل من أصدر ديوانا في بدايته من دور نشر مجهولة بعد تخرجه من الجامعة بعام هو شاعر، لقد بدأت في الأساس ككاتب قصة، ونشرت للمرة الأولى عددًا من القصص، أظن أني روائي ولست شاعرًا، بل لم أعرف في الوسط الأدبي كشاعر، لست ممن هجروا الشعر إلى الرواية، من عرفوا كشعراء هم من هجروه، كما أن هذا لا يعيبهم، في النهاية الحدود بين الأنواع الأدبية ليست بتلك الصرامة إلا في عقول الوسط الثقافي التي تسعى على عكس المفترض بتنميط وصك أفكار كتلك، الروائي والقاص هو أمر شائع، الشاعر هو النادر، للأسف أنا أنتمي للفئة الشائعة، وكل ما أتمناه أن أصنف بعد موتي كروائي مهم، هذا كل ما أكرس له حياتي منذ الدقيقة الأولى التي استيقظ فيها إلى أن أنام. أن أمنح ألف ولام التعريف لذلك الفن.

  • ثمة تيمة رئيسية يلحظها المتابع لأعمالك الإبداعية وهي استحضار أسماء واقعية مثل كاي باركر، كارل ماركس، ياهو، جوجل وهذا ما نلحظها في بار ليالينا اللجوء إلى  عنونه فصولها بأسماء الأفلام،  بطبيعة الحال هذا يتم عن قصدية هل يمكن أن تفسر لنا لماذا؟

عندما استحضر أسماء واقعية، فأنا ألعب هنا على خلق نسختي الخاصة منه واحرص على عدم تطابق تلك النسخة مع الواقع أو الراسخ في الأذهان، لخلق حالة من الجدل وإضفاء روح اللعب، يعنيني بشكل ما أيضا هو نزع روح القداسة التاريخية عن تلك الأسماء.

في بار ليالينا اللعبة مختلفة وأكثر بساطة، عناوين الفصول مستوحاة من عناوين أفلام الدرجة الثانية كي يفهم القارئ أن ما يقرأه هو أشبه بالفيلم المكتوب.

  • العنوان عتبة أولى لقراءة النص  ومدخل رئيس لفهم ما يدور حوله  في رواية" بار ليالينا" جاء المتن على عكس ما يشير العنوان من أننا سنكون أمام عمل شخوصه غارقين في السكر، خرج البار من شكله الكلاسيكي ليكون أقرب للوكيشن لطرح أفكار ورؤى وحماقات.. هذا يأخذنا لمعني ومفهوم البار وتاريخه المرتبط في ذهنية القارئ والكاتب حدثنا عن معنى ودلالة العنوان لدى الفخراني؟

لا أتصور البارات كمكان لأناس تتطوح في السكر، هو بالفعل أقرب للوكيشن إذا ما استخدمنا لغة السينما، ويستحضر في الذهن بارات المثقفين كمكان للثرثرة والانفصال عن العالم.

  • هل خشيت من ان تفقد شريحة  معينة من القراء مع تصدير عنوان  بار ليالينا؟

لا، فكرت فقط أن العنوان مناسب للعمل.

  • يذهب البعض إلى  أن "بار ليالينا " كانت معنية بكشف جزء من مشهد الواقع الثقافي في مصر اقصد السلبي منه والمنهزم  والمنحط أحيانًا هل أنت مع هذا الرأي وكيف تراه؟
  • لا أظن أني معني بكشف جزء من مشهد الواقع الثقافي في مصر، لأنه معروف بالضرورة، ونوقش عشرات المرات من قبل في أعمال أدبية وسينمائية، لكنه كان مجاز مناسب عن الخواء والزيف في المجتمع ككل.
  • أعمال الفخراني في مجملها تخاطب شريحة معينة من القراء، هذا ما ينتابني وأن اقرأ بار ليالينا؛ رغم بساطة وجمال السرد إلا أننا ينتابنا تساؤل هل يحتاج قارئ قدر من الاحترافية من القراءة الموسوعية ليفكك تفاصيل ما يرنو إليه الكاتب؟

أظن أن كل أعمالي تحمل قدرًا من التشويق، ولا أخاطب شريحة معينة من القراء، لكني قلت من قبل أن الكاتب كي يخدم القارئ عليه أن يعلم أنه يعمل لدى شيء أهم يدعى الأدب وهو تراث ممتد، لم نخترعه الآن.

  • وماذا عن الصحافة وكيف ترى المشهد الصحفي الثقافي كواحد من أبرز المحترفين الكتابة الصحفية الثقافية؟

الصحافة في أزمة واضحة بسبب الرقابة، لدينا صحفيون ممتازون، لكنهم للأسف إما خارج مصر أو ممنوعين من تصدر المشهد، الصحافة الثقافية تعكس الأزمة، باستثناءات قليلة، هناك تردي واضح في مستواهم.

  • هل  الجوائز  تلعب دور في تسييد جنس الرواية على باقة الاجناس الإبداعية الأخرى ؟

ربما، أظن مثلًا أن جائزة الملتقى للقصة القصيرة أنعشت نشر المجموعات القصصية، أتمنى أن تكون هناك جوائز كبيرة للشعر أيضا، في النهاية الجوائز مجرد إضاءة على جهد وليست حكمًا نهائيًا على مبدع.

 

تاريخ الخبر: 2022-08-14 00:21:29
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

تبسة: اتفاقية للتقليل من تأثيرات منجم الفوسفـات ببئر العاتـر

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 03:24:18
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 53%

قالمة: 45 رخصـة استغـلال واستكشـاف للثـروة المنجميـة

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 03:24:16
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية