الشاعرة مروة نبيل: نقاوم عقولًا احتفظت ببقايا الحالة الوحشية القديمة للإنسانية

قالت الشاعرة والمترجمة مروة نبيل إن مشهد طعن "سلمان رشدي" يعيد إلى الأذهان المشهد نفسه الذي تعرض إليه أديبنا العالمي "نجيب محفوظ"؛ ليس فقط في التشابه بين "سلمان" و"محفوظ" كأديبين أثّرا فكريا في ثقافة القرن الواحد والعشرين، ولا في آداة الجريمة المستخدمة، ولا في الغل الأعمي، والرغبة الجامحة في الإيذاء؛ بل في منهجية الحدث بأكملها: رواية لم يقرأها القاتل؛ أو قرأها ولم يفهمها؛ أو قرأها مُرشِده وتحسس ما فيها من خطرعلى كيانات استعباد العباد واستغلالهم؛ وعلى سلطة "روحية" تمارس عليهم؛ تلك اللسلطة التي تعد أشرس أنواع السلطات.

وأوضحت “نبيل” في تصريحات خاصة لــ “الدستور”: ليس مهما في هذا المحل أن نسأل عن ملابسات ووقائع الجريمة، ولا عن زمانها، ومكانها، على الرغم من أهمية هذه الأسئلة وما تثيره من شكوك، بل المُهم تأمل الحال الراهن، حيث لم نعد نقاوم فكر"جماعة" أو عدة جماعات؛ بل نواجه عُنفوان طبيعة توقف نموها الطبيعي، وعقول احتفظت ببقايا الحالة الوحشية القديمة للإنسانية؛ وصارت مسوخا لا يُجدي معها عقل أو دين. ونفوذ مجهول المصدر يمارس استبدادا وتلاعبا بهذه العقول.

ــ صرنا في عصر المثقف فيه مهدد

ولفتت صاحبة ديوان "ارتدي قميصا سماويا": النتيجة أننا في عصر صار فيه المثقف مُهدًّدا؛ مسحوقا بين المطرقة والسندان؛ "مُجتمع" اختار التغييب وسيلة للهروب من واقع العلم وجاذبيته من ناحية؛ و"تاريخ" كتبت أحداثه وصارت مطروحة في السوق من ناحية أخرى؛ وتلك الأحداث التاريخية لا تمر أبدا على صاحب عقل قويم؛ لكن المثقف مضطر دوما أن يتجاهلها؛ وإذا ناقشها أو انتقدها فيصبح ذا دم مهدور. إنه "الإرهاب" في أبشع صوره؛ جاهلية وظلامية بحق؛ عبث وتهاون بعقول الناس ومستقبلهم، والمثقف لا يقاوم إلا بخطاب لم يتجدد، أو بفكر بلا خطاب.

واختتمت الشاعرة مروة نبيل مشددة على: أيًّا كان ما كتبه "رشدي"، أو كتبه "محفوظ"؛ فإنه لن يكون تمثيلا لقطرة في بحر المغالطات والتناقضات التي دونت في تاريخ الأديان؛ تلك التي يضطر المثقف العربي إلى تجاهلها قصرا، وفي الوقت الذي يتحرر فيه العالم، ويبحث عن ينابيع أخرى للكتابة بعيدا عن اللاهوت والأخلاق؛ وتكتب روايات إنسانية مستقبلية بحتة لا يوجد بها تاريخ أو إله؛ تنفذ أحكام إعدام عشوائية؛ في أصحاب مشاريع أدبية سابقة؛ أولئك الذين احتفظوا في رؤيتهم للعالم بالدين كركيزة؛ إذ لم تكن رواية رشدي "آيات شيطانية"، أو رواية محفوظ "أولاد حاراتنا" في جوهريهما تدعيان إلى الإلحاد؛ بل تدعيان إلى سير الدين والعلم جنبا إلى جنب؛ وبسلام، فيما يسميه البعض بعلمنة الدين؛ وهو أمر سيظل يرفضه كل علماني شديد التحرر، وكل متدين لا يرى إلا الجانب المرعب من الدين.

تاريخ الخبر: 2022-08-14 03:21:48
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:13
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:15
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية