وسط توتر العلاقات بين البلدين، أجرى مستشار الأمن القومي الياباني لمدة سبع ساعات، محادثات مع كبير دبلوماسيي الحزب الشيوعي الصيني حول تايوان وأوكرانيا، حسبما أفاد مسؤول في الحكومة اليابانية الخميس.
وقال المسؤول لوكالة فرانس برس إنّ تاكيو أكيبا، الذي قبل دعوة من الصين، توجّه إلى مدينة تيانجن الواقعة في جنوب شرق بكين، حيث التقى يانغ جيشي الأربعاء.
جاءت هذه المناقشات قبل الذكرى الخمسين لتطبيع العلاقات بين اليابان والصين في 29 أيلول/سبتمبر.
المناورات الصينية
وناقش أكيبا ويانغ الأربعاء مسائل جيوسياسية تتعلّق خصوصاً بالمناورات الصينية حول تايوان والعملية الروسية في أوكرانيا ومسألة كوريا الشمالية.
كما نقل أكيبا إلى يانغ خلال هذه المحادثات التي تضمّنت مأدبة عشاء "موقف اليابان" بشأن تايوان، مشيراً إلى أهمية "السلام والاستقرار" في مضيق تايوان.
وقال مسؤول في الأمن القومي الياباني إنّ أكيبا ردد ما قاله رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في "إدانته" لاستعراض القوة الأخير من قبل بكين.
تايوان
بدورها، قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن يانغ ذكّر أكيبا بأنّ تايوان "جزء لا يتجزّأ من الأراضي الصينية".
وأشارت الوكالة إلى أن يانغ حثّ طوكيو على تكوين "صورة صحيحة عن الصين" والعمل مع بكين "لتعزيز علاقات ثنائية أكثر نضجاً واستقراراً وصحة وقوة"، مشدّداً على ضرورة السعي "للقضاء على التدخّلات الداخلية والخارجي".
كذلك، ناقش أكيبا ويانغ النزاعات الثنائية حول الجزر الصغيرة التي تديرها اليابان والتي تؤكد بكين أحقيتها بها في بحر الصين الشرقي، وفقاً للمصدر ذاته الذي طلب عدم الكشف عن هويته.
وجدّد أكيبا الأربعاء تأكيد موقف اليابان بشأن هذه الجزر الصغيرة، معرباً عن قلقه من قوة الصين البحرية المتزايدة.
واتفق الجانبان على "بذل جهود مشتركة لتجسيد الطبيعة البنّاءة والمستقرّة" لعلاقاتهما الثنائية.
احتجاج.. واستفزاز
وكانت اليابان قد احتّجت لدى الصين في بداية تموز/يوليو بعدما قامت فرقاطة صينية بالاقتراب من هذه الجزر التي تسمّى سينكاكو من قبل طوكيو ودياويو من قبل بكين.
من جهتها، وصفت الصين زيارة وزيرين يابانيين الاثنين إلى ضريح ياسوكوني في طوكيو والتي تخلّد ذكرى المسؤولين اليابانيين المُدانين بارتكاب جرائم حرب إبان الحرب العالمية الثانية، بـ"الاستفزاز الخطير".
يذكر أن العلاقات بين أكبر قوّتين اقتصاديتين في آسيا تشهد توتّرات في بعض الأحيان، بسبب الخلافات حول ماضي اليابان العسكري والنزاعات الإقليمية التي لا تزال قائمة.
كما أن طوكيو احتجت في الرابع من آب/اغسطس لدى بكين، بعد سقوط خمسة صواريخ بالستية صينية في المنطقة الاقتصادية اليابانية الخالصة خلال تدريبات عسكرية تبِعت زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان، التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها.
