قال مصرفيون ومحللون إن الليرة التركية اقتربت من أدنى مستوياتها على الإطلاق أمس، بعدما خفض البنك المركزي التركي سعر الفائدة بشكل مفاجئ مستغلا تدفقا غير متوقع للأموال الأجنبية في الآونة الأخيرة ليواصل تجربته الاقتصادية غير التقليدية.
وبحلول الساعة 11:02 بتوقيت جرينتش، استقرت الليرة عند 18.105 مقابل الدولار، وهو أضعف قليلا من المستوى القياسي عند إغلاق أمس الأول عندما أدى خفض سعر الفائدة إلى هبوط العملة بأكثر من 1 في المائة إلى 18.15، وهو أضعف مستوياتها منذ 20 ديسمبر.
وخفض البنك المركزي التركي سعر الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس إلى 13 في المائة، قائلا إنه بحاجة إلى مواصلة دفع النمو الاقتصادي رغم ارتفاع التضخم إلى ما يقرب من 80 في المائة واتجاه عالمي بين البنوك المركزية الأخرى لتشديد السياسات.
ولم تكن هناك أي إشارة على تحسن الأوضاع، وتوقع محللون استمرار انخفاض قيمة الليرة وارتفاع التضخم فترة أطول.
وأظهرت البيانات أن البنك المركزي أبقى سعر الفائدة عند 14 في المائة منذ ديسمبر، بعدما أدت التخفيضات السابقة إلى أزمة عملة وزاد صافي الاحتياطيات الأجنبية المستنزفة بشدة لما يقرب من ثلاثة أمثاله منذ أوائل يوليو إلى 15.7 مليار دولار.
وقال بعض المحللين إن هذا التأجيل مهد الطريق للبنك لاتخاذ أحدث خطواته في مسار السياسة غير التقليدية.
وارتفعت الصادرات بدورها، مدعومة بأسعار الإقراض المنخفضة المستهدفة. وإضافة إلى التدفقات الأجنبية، يسير موسم السياحة في تركيا بخطى توشك على بلوغ أرقام ما قبل الجائحة.
ويقول متعاملون أيضا إنه تم التوصل إلى اتفاق تمويل مع روسيا، لكن لم يصدر تعليق من السلطات.
ووصف محللون من جي.بي مورجان خفض سعر الفائدة بأنه "استغلال للفرصة المتاحة ومدفوع بزيادة صافي وإجمالي احتياطيات العملات الأجنبية ... وذلك على الأرجح بسبب مزيج من عائدات السياحة التي عوضت العجز في المعاملات الجارية.. والودائع بالدولار من روساتوم الروسية من أجل مشروع محطة للطاقة النووية".
في سياق متصل، تراجع اليورو والجنيه الاسترليني لأدنى مستوى في شهر أمام الدولار مع قلق المستثمرين من مزيد تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي بعد أن كرر مسؤولون في الفيدرالي الأمريكي القول إن هناك حاجة إلى رفع أسعار الفائدة.
وارتفع مؤشر الدولار 0.2 في المائة إلى 107.69 بعد أن لامس في وقت سابق 107.74 وهو أعلى مستوى منذ 18 يوليو.
واستقر اليورو عند 1.0084 دولار بعد أن لامس أقل مستوى له منذ 15 يوليو. وتراجع الإسترليني 0.4 في المائة لأدنى مستوى في شهر مسجلا 1.1882 دولار. واليورو في طريقه لتراجع 1.7 في المائة منذ الجمعة الماضية، ما سيجعله أسوأ أسبوع منذ الثامن من يوليو. أما الجنيه الإسترليني مسجلا أسوأ أداء أسبوعي في أكثر من عام مع توقعات بأن يصل تراجعه الأسبوعي إلى 2 في المائة.
وارتفع الدولار أمام الين الياباني إلى 136.76 وهو أعلى مستوى منذ 27 يوليو.
وتراجع اليوان الصيني لأقل مستوى في ثلاثة أشهر إلى 6.8150 للدولار في المعاملات المحلية، بعد أن قلل البنك المركزي الصيني كثيرا نقطة المنتصف الاسترشادية ومع توقع المتعاملين لتراجع أكبر بسبب التباطؤ الاقتصادي.
وبالنسبة للعملات المشفرة، تراجعت بتكوين 7 في المائة مسجلة 21793 دولارا وانخفضت إيثر 5.8 في المائة إلى 1737 دولارا.