«حنا مينه» قبطان الرواية العربية الذي بدأ بالكتابة على أكياس القمح

حنا مينه، قبطان الرواية العربية، والذي رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم من العام 2018، كتب وصيته قبل مماته، بألا يذاع خبر رحيله في أية وسيلة إعلامية، سواء كانت مقروءة أو مرئية أو حتي مسموعة، لا لشيئ سوي أنه ــ وبحسب تعبيره ــ كنت بسيطًا في حياتي، وأرغب أن أكون بسيطًا في مماتي، وليس لي أهل، لأن أهلي، جميعًا، لم يعرفوا من أنا في حياتي، وهذا أفضل، لذلك ليس من الإنصاف في شيء، أن يتحسروا علي عندما يعرفونني، بعد مغادرة هذه الفانية".

 

ومن أشهر مؤلفات حنا مينه روايات: ألياطر، الشراع والعاصفة، المصابيح الزرق، نهاية رجل شجاع، المستنقع، الأبنوسة البيضاء، حكاية بحار، الشمس في يوم غائم وغيرها.

 

منذ بداية ثمانينيات القرن المنصرم، وواظب الروائي السوري، ابن مدينة اللاذقية حنا مينه، علي نشر رواية كل عام تقريبا و حيث نشر الأجزاء الثلاثة من “حكاية بحار” أعوام: 81، 82، و83. وفي سنة 1984 نشر روايته “الربيع  والهريف” ،"مأساة ديمتريو" سنة 1985. ورواية “القطاف” 1986، و"حمامة زرقاء في السحب" سنة 1988، وأخيرا وفي نهاية عام 1989 نشر روايته “نهاية رجل شجاع”. 

 

ويشير الناقد فاروق عبد القادر، إلي أن حنا مينه في هذه الأعمال الروائية جميعا ــ بدرجة تزيد أو تنقص ــ ورغم تغير أماكن الأحداث أحيانا، نجد ملامح ذات عالمه الروائي القديم، وذات البني الأساسية، وذات الشخصية الرئيسية التي لا تتغير ملامحها السلوكية والنفسية، فهي لا تستطيع أن تحيا خارج إطار ذلك التكرار القهري للأبد.

 

ــ البطل الروائي النموذجي عند حنا مينه

وحول بطل روايات حنا مينه والذي يتكرر في معظم أعماله الروائية، يلفت “عبد القادر” إلي أنه: بطل رواية “نهاية رجل شجاع” عجز عن اجتراح فعل بطولة من ذلك النوع، أقصي استطاعته أن شارك في عملية سرقة من إحدي السفن الصغيرة الراسية في الميناء، وهو يوهم نفسه أنه لا يسرق .. “إنني أغتصب، وأعلم أنني أغتصب ما هو حقي، هذا الذي حرمني منه المجتمع” وبعد أن أتم عملية السرقة وانسلوا في الظلام عاد “رائق المزاج”. تلك كانت حدود بطولته، لكن صاحبه وخالقه يغرق تلك الأفعال الصغيرة في مستنقع مائع من الإكبار والتمجيد، محاولا أن يمدد أطراف بطله كي يلائم إطار البطولة الجاهزة لديه.    

   

ــ البحر مصدر إلهام حنا مينه

وصف الروائي السوري حنا مينه البحر بأنه مصدر إلهامه، وحوله دارت معظم إبداعاته الروائية. أكل الفقر من جنبات حنا مينه فعمل حلاقا وبحارا. وعندما بدأ الكتابة، بدأها بالكتابة علي أكياس القمح والبقالة. 

وفي إحدي قصصه المعنونة بــ “الكتابة علي الأكياس”، يصور لنا حنا مينه كيف حوله الفقر وسوء التغذية لطفل نحيل هزيل البنية وهو ما جعله لا ينجح في العمل كـ “حمال” عندما قرر أن يعمل لمساعدة أسرته، وهو ما أشعره بطبيعة الحال بالأسي الشديد.

 

وحين برزت الحاجة إلي الكتابة، اختاره رب عمله. ويحكي حنا مينه أنه بعد أن كبر التقي مع صديقه برب عمله هذا في دمشق، حينها كان حنا مينه قد أصبح مشهورا جدا، فقال الصديق لرب عمل “مينه”: حنا مينه كاتب معروف الآن، فأجابه الأخير: “نعم، أعلم ذلك فقد بدأ الكتابة عندي على الأكياس.”

 

معظم ما يذكره حنا مينه عن أيام طفولته المبكرة وصباه، أنه عاشها في الفقر والجوع، وفيما بعد البطالة. ومما قاله في هذا الصدد: أنه يحسد الكلب لأن له مأوي.

 

 تكمن قوة حنا مينه في توظيف الفقر الذي عاشه في جميع أعماله الروائية، لذا فقد جعل من رواياته مساحة للتعبير عن الصراع الطبقي، وعن البحث المضني والدائم عن العدالة الاجتماعية.  

تاريخ الخبر: 2022-08-21 09:21:45
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

العالم يسجل ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة خلال أبريل

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 00:24:57
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 52%

أخنوش..الحكومة استطاعت تنفيذ جل التزاماتها قبل منتصف الولاية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 00:24:54
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية