التحديات الراهنة في ظل العولمة


د. عزيزة سليمان علي

التطور والتحسن الذي حدث في المؤشرات السكانية للتنمية الاجتماعية قد ارتبط وتفاعل بالعولمة في مؤشرات التنمية البشرية مثل ارتفاع متوسط العمر عند الولادة، تقلص فى نسبة المواليد وتقلص في وفيات الأطفال. التطور فى مجال الطب الذى حدث فى السنوات الاخيرة ادى الى فرص أكبر في الاكتشاف المبكر للأمراض. فقد لعبت الهندسة الوراثية في إكتشاف الشفرة الوراثية والذي أدى إلى ثورة طبية أصبح لها عظيم الأثر في تحسين صحة الإنسان. ثورة المعلومات أدت إلى وعي صحي كبير بسبب المعلومات الصحية المكثفة.
التقدم التكنولوجى زاد كثيراً فى التشخيص والعلاج . الوعى الصحى ، والتعليم ارتبط كثيراً بثورة الاتصالات والمعلومات . الانشطة البحثية تقدمت كثيراً لما ارتبطت به آثار العولمة . تحسنت الصناعات كثيراً لارتباطها بالتقنيات الحديثة مما أدى الى زيادة فى ظاهرة البطالة وهذا ادى الى اثار سلبية لكبار السن .
انشطة الدولة المختصة فى ظل الخصخصة والعولمة انحسرت كثيراً مما انعكس سلباً على كل الفئات العمرية. فقد تضاءل دور الدولة فى التوظيف واستقلال الايدى العاملة وبرز في ذلك الفقر المدقع . أدت العولمة إلى عدم توازن في توزيع الثروات وتركيزها لصالح الشركات التابعة للدول الصناعية . عدم الاستقرار الاسرى والهجرة خارج البلاد مما أدى الى التغير النمطي للاسرة من نمط الأسرة الممتدة إلى الأسرة النووية فأذن أصبح من الضروري ٍ سد الفجوات التي أحدثتها العولمة وذلك بتطوير المجتمع المدني ومنظماته المختلفة. العولمة تؤثر سلباً على المسنين المعوزين والفقراء لأنها تقوم على مبدأ البقاء للأكثر قدرة على تطوير أفكاره ومهاراته ففى السودان اتجهت الدولة لتقليص دورها فى النمو الاقتصادى واعتمدت على القطاع الخاص وشجعت الاستثمار فى كثير من القطاعات أهمها القطاع الزراعى ، والصناعى . نتيجة لذلك شهدت المؤشرات الاقتصادية إنخفاضاً فى السودان ما بين 1991 – 1996م من 12728 مليون دولار الى 4413 وقد لوحظ بشكل سافر إنخفاض نصيب الفرد من هذا الناتج حيث انخفض من 527.2 دولار فى عام 1991م الى 180.6 في عام 1996م. زيادة أعداد المسنين في العالم النامي نتج من تقدم فى الرعاية الصحية الوقائية منها والعلاجية وذلك أدى إلى ارتفاع في متوسط العمر المأمول عند الولادة . تقلصت نسبة وفيات الأطفال والأمهات و تقلص معدل النمو السكاني.
تأثرت أدوار الدولة كثيرا بالعولمة وتكاد تنحسر أدوارها الاقتصادية وانحسرت بالتالي أعداد المؤسسات الحكومية التي تعنى بالتوظيف واستيعاب القوى العاملة فيها وكل هذا ادى الى نتائج سلبية انعكست على المجتمع بشكل عام وعلى المسنين بشكل خاص فزاد نسبة البطالة بين الفئات العمرية العاملة وبرزت من هنا ظاهرة انخفاض الدخل والفقر المدقع اللذان ادا الى تبديد القيم الإنسانية وقيم التكافل الاجتماعى . برزت طموحات وتطلعات استهلاكية جديدة في مجتمعاتنا نتيجة إلى التطور التكنولوجى العالمى ولكن هذه التطلعات ليس بمقدور المجتمع السودانى باشباعها نسبة لشح الموارد على مستوى الأفراد والدولة وتركز الثروة لصالح الشركات العالمية الكبرى .
كل هذه التغيرات أثرت سلباً على الأسر وبرزت مشكلات اجتماعية واقتصادية عديدة أدت الى تغيير النمط الأسرى من الممتد الى النووى . ومن تلك النتائج السلبية للعولمة جاءت فكرة تعزيز المجتمع المدني لتغطية الفراغ وأصبح المجتمع مواجهاً لمفهوم الأكثر قدرة على التعلم الذاتي واكتساب المهارات لينافس ويعيش . المسنون من هذا المنطلق اصبحوا اكثر الفئات عرضة للعطالة ، الفقر ، المرض والحرمان وبهذا تجئ +سياسات المسنين بمفاهيم حديثة إدماجهم في التنمية التعليم والتدريب الرعاية و الاعتماد على النفس .

 

تاريخ الخبر: 2022-08-23 00:22:50
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

وطنى

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-27 09:21:40
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 58%

صباح الخير يا مصر..

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-27 09:21:41
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية