مع استعداد أوكرانيا للاحتفال بعيد استقلالها عن الحكم السوفيتي في عام 1991 ومرور ستة أشهر على بدء الهجوم الروسي، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أي هجوم روسي في هذا الموعد أو قريباً منه سيتبعه رد قوي.

وقال زيلينسكي، إن أوكرانيا ستستعيد سيطرتها على منطقة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014 تمهيداً لغزو هذا العام.

وعلى الرغم من نبرة التحدي في حديثه، فإن القلق يساور المسؤولين الأوكرانيين وحلفاءهم الغربيين من أن روسيا تستعد لمهاجمة العاصمة كييف مرة أخرى.

وقالت الولايات المتحدة إنها تعتقد أن روسيا ستستهدف البنية التحتية المدنية والحكومية في الأيام القليلة المقبلة. وقالت السفارة الأمريكية إن على المواطنين الأمريكيين مغادرة أوكرانيا "الآن" بوسائلهم الخاصة متى كان ذلك آمناً.

وقال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية نفذت في ساحات القتال ضربات بالمدفعية والصواريخ في منطقة زابوريجيا في جنوب شرق أوكرانيا إذ دارت معارك بالقرب من أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا. وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بشن الضربات في المحطة.

وفي غضون ذلك، كان قادة عشرات الدول والمنظمات الدولية يشاركون بمؤتمر منصة القرم، معظمهم عن طريق الفيديو، تضامناً مع أوكرانيا في ذكرى مرور ستة أشهر على بدء الهجوم الروسي.

وبينما كان يرتدي زيه العسكري المعتاد، قال زيلينسكي في افتتاح المؤتمر "من أجل التغلب على الإرهاب.. من الضروري الانتصار في القتال ضد العدوان الروسي".

وأضاف "من الضروري تحرير القرم من الاحتلال.. سيكون هذا إحياء للقانون والنظام العالمي".

وفي وقت سابق، حذر زيلينسكي من أن موسكو قد تحاول "القيام بشيء بشع بشكل خاص" في الفترة التي تسبق يوم الاستقلال، يوم الأربعاء.

ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس البولندي أندريه دودا، الذي زار كييف، عن احتمال توجيه ضربة صاروخية روسية إلى العاصمة الأوكرانية، قال زيلينسكي إن التهديد بشن هجمات يأتي يومياً رغم أن عدد الهجمات ربما يزداد.

وأضاف أن رد أوكرانيا سيكون هو نفس رد أي مدينة تتعرض لهجوم من روسيا.

وقال زيلينسكي "سيجدون رداً قوياً.. أريد أن أقول إنه في كل يوم تزداد (قوة) هذا الرد وسيكون أقوى".

وجاءت المخاوف من تكثيف الهجمات الروسية في أعقاب مقتل داريا دوغينا، وهي ابنة المفكر اليميني الروسي ألكسندر دوغين، في انفجار سيارة كانت تستقلها بالقرب من موسكو يوم السبت.


ونادراً ما تعرضت كييف للقصف بالصواريخ الروسية منذ صد أوكرانيا هجوماً برياً للسيطرة على العاصمة في مارس/آذار.

وساد الهدوء الأجواء في كييف الثلاثاء، حيث لا يزال كثير من الناس بالشوارع، لكن يمكن ملاحظة مؤشرات على تزايد التهديدات. وقال مستشار لزيلينسكي لهيئة الإذاعة البريطانية BBC إن العديد من المدنيين يحاولون مغادرة كييف خوفاً من هجوم روسي مفاجئ.

وطلبت السلطات الأوكرانية من المواطنين العمل من منازلهم حيثما أمكن من الثلاثاء إلى الخميس، وحثت أيضاً على أخذ التحذيرات من الغارات الجوية على محمل الجد والبحث عن ملجأ عند انطلاق صفارات الإنذار.

وحظرت إدارة مدينة كييف التجمعات العامة الكبيرة حتى يوم الخميس، خشية أن يصبح أي حشد من المحتفلين هدفاً لضربة صاروخية روسية.

جمود

أرسلت روسيا قواتها عبر الحدود فيما وصفته بأنه "عملية عسكرية خاصة" قائلة إنها تريد نزع سلاح جارتها وحماية المجتمعات الناطقة بالروسية. وتتهم أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون موسكو بشن حرب عدوانية غير مبررة.

وبعد ستة أشهر من الغزو الروسي، الذي تسبب في سقوط آلاف القتلى، وأجبر أكثر من ثلث سكان أوكرانيا البالغ عددهم 41 مليون نسمة على ترك منازلهم ودمر مدناً بأكملها، أصاب الجمود الصراع إلى حد بعيد.

وتسيطر القوات الروسية على مساحات واسعة من الجنوب، بما في ذلك على طول سواحل البحر الأسود وبحر آزوف، وأجزاء من منطقة دونباس الشرقية. وتبدو احتمالات السلام شبه معدومة.

وقال أوليه سينهوبوف حاكم منطقة خاركيف، إن القصف الروسي أصاب مدينة خاركيف في شمال شرق البلاد- وهي ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا- قرب فجر اليوم الثلاثاء.

وأضاف أن منزلاً أُصيب لكن لم يُصب أحد.

وفي الجنوب، قالت القيادة العسكرية الجنوبية لأوكرانيا إن القوات الروسية شنت هجمات على طول الخطوط الأمامية بالمناطق التي تحتلها، وشمل ذلك ضربات صاروخية على بلدة مارهانيتس قبالة محطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها روسيا، على الجانب الآخر من نهر دنيبرو. وأضافت أن مدنيين اثنين أُصيبا ولحقت أضرار بعدد من المنازل وأنابيب الغاز والمياه.

وذكرت أن الصواريخ والمدفعية الأوكرانية دمرت مستودعاً للذخيرة ومركز قيادة لفوج هجوم جوي روسي في تشيرنوبايفكا في منطقة خيرسون التي تحتلها روسيا جنوب غربي زابوريجيا.

وأثارت نيران المدفعية والصواريخ بالقرب من محطة الطاقة النووية دعوات دولية إلى جعل المنطقة منزوعة السلاح.

TRT عربي - وكالات