تشهد أوروبا أسوأ موجة جفاف لها منذ ما لا يقل عن 500 عام، مع الظروف الحارة والجافة التي تغذي حرائق الغابات، وتقلل من غلة المحاصيل وتقلل من توليد الكهرباء، وفقاً لتحليل أولي من مركز الأبحاث المشتركة التابع للاتحاد الأوروبي.
وقال تقرير المرصد الأوروبي للجفاف إن 47% من أوروبا تحت ظروف تحذيرية، مع وجود عجز واضح في رطوبة التربة، و17% من القارة في حالة تأهب، حيث يتأثر الغطاء النباتي.
وتسببت درجات الحرارة التي حطمت الرقم القياسي في أوروبا هذا الصيف في تعطيل وسائل النقل وتشريد الآلاف من الأشخاص وتسببت في مئات الوفيات المرتبطة بالحرارة. كما أدت الحرارة إلى تفاقم حرائق الغابات، التي أصبحت أكثر تدميراً في السنوات الأخيرة، وفقاً لما ذكرته "CNBC"، واطلعت عليه "العربية.نت".
وقالت المفوضة الأوروبية للابتكار ماريا غابرييل في بيان: "أدى مزيج الجفاف الشديد وموجات الحر إلى ضغوط غير مسبوقة على مستويات المياه في الاتحاد الأوروبي بأكمله". "نلاحظ حالياً أن موسم حرائق الغابات أعلى بشكل كبير من المتوسط وتأثيراً مهماً على إنتاج المحاصيل".
وقال التقرير إن منطقة غرب أوروبا والبحر المتوسط ستشهد على الأرجح ظروفاً أكثر دفئاً وجفافاً من المعتاد حتى نوفمبر.
لقد أدى تغير المناخ إلى زيادة حدة درجات الحرارة والجفاف وانتشارها. كما أن درجات الحرارة المنخفضة ليلا والتي توفر عادة راحة من الأيام الحارة تختفي مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
وأدى الإجهاد المائي والحراري إلى خفض غلة المحاصيل في أوروبا عام 2022، مع توقع أن تبلغ التوقعات الخاصة بحبوب الذرة وفول الصويا وعباد الشمس 16% و15% و12% أقل من متوسط السنوات الخمس السابقة على التوالي.
كما أثر نقص هطول الأمطار على تصريف الأنهار على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا. وأثر انخفاض حجم المياه على قطاع الطاقة لتوليد الطاقة الكهرومائية وأنظمة التبريد لمحطات الطاقة الأخرى.
وقال التقرير إن مخاطر الجفاف تتزايد بشكل ملحوظ في 14 دولة أوروبية، وهي بالتحديد: بلجيكا وفرنسا وألمانيا والمجر وإيطاليا ولوكسمبورغ ومولدوفا وهولندا وشمال صربيا والبرتغال ورومانيا وإسبانيا وأوكرانيا والمملكة المتحدة.
