مونيكا شولز: الترجمة تجربة عجيبة تمكننا من التواصل رغم كل الاختلافات اللغوية

ما هو لغز اللغة؟ وكيف يميز الإنسان عن بقية المخلوقات؟ وما دور الترجمة، أي النقل بين لغة ولغة، في معرفة الآخر وقبول الاختلاف؟ هذه بعض الأسئلة التي سعى أربعة من أبرز المفكرين الإيطاليين للإجابة عليها في الندوة "اختراع اللغة، الإنسان وسره"، والتي عُقدت  في مدينة ريميني الإيطالية أثناء الدورة الـ43 لمتلقى ريميني للصداقة بين الشعوب.

 

وجاء هذه الندوة تحت شعار الملتقى "الشغف بالإنسان". أدارت الندوة الدكتورة مونيكا شولز زابا، أستاذة علم اللغة في جامعة فرايبورغ، وشارك فيها ستيفانو أردويني، أستاذ علم اللغة في جامعة روما، وأندريا مورو، أستاذ علو اللغويات العصبية في جامعة بافيا، والشاعر الإيطالي دافيدي روندوني.


ــ فعل اللغة أكثر ما يميز الإنسان

افتتحت الندوة الدكتورة شولز بعبارة للقديس توما التي يقول فيها إن العين لا ترى نفسها، فهي تدرك ذاتها من خلال أفعالها، ونفس الشيء يحدث للإنسان، فالإنسان يدرك ذاته من خلال أفعاله ومعاملاته مع غيره، ومن أكثر الأفعال التي تميز الإنسان عن باقي المخلوقات، فعل اللغة.


إذاً البحث في سر اللغة مثل البحث في سر الإنسان. لذلك سر اللغة من الموضوعات التي دائمًا تتردد على منصات ملتقى ريميني، لأنه ميزة الإنسان. وندوة هذا العام تناولت موضوع سر اللغة من ثلاث وجهات نظر: علم اللغويات العصبية والترجمة والشعر.


وبالنسبة للترجمة، قالت الدكتورة شولز: إننا نراها دائمًا كعملة ذات وجهين: من ناحية هي الإرادة لتجاوز سطحية الكلمات، ومن ناحية أخرى هي الخوف من الخيانة. وبالتالي فالترجمة مفارقة كبيرة مثلها مثل اللغة، فاللغة صفة مشتركة بين كل البشر، ولكن للبشر لغات كثيرة ومختلفة، وهذا يجعل التواصل بين البشر شبه مستحيلاً، والترجمة تجربة عجيبة تمكننا من التواصل رغم كل الاختلافات اللغوية.

 

ويشرح أردويني سر اللغة بوساطة أفكار “هومبلدت”، الذي قال إن الطريقة المثلى لفهم ماهية اللغة هي رؤية كل لغة مثل شظية من اللغة الكونية. ويضيف لذلك عبارة لفالتر بنيامن أن اللغات معًا مثل منشور متعدد الوجوه، يظهر كل وجه منه العالم من منظور مختلف أو بلون مختلف. إذًا يتوجب علينا الترجمة، لأن الترجمة تحقق رغبتنا في صنع العلاقة مع الآخر. والترجمة موجودة لأن هناك اختلاف بين اللغات وفي ذلك الاختلاف يجد الإنشان إمكانية ليكمل ذاته.

 

وأضاف أندريا مورو: أن هناك أفكار مشتركة بين اللغات والثقافات حتى إذا اختلفت المفردات التي تعبر عنها. والدليل على ذلك أننا جميعًا نشعر بالواقع بنفس الطريقة، لأن الشعور بالواقع مشترك بين كل اللغات وكل الثقافات، حتى لو اختلفت اللغات وطرق التعبير عنها. وكل التجارب والأبحاث اللغوية تؤكد على أن كل الأفكار الممكنة نستطيع أن نعبر عنها في كل اللغات. ومعنى هذا أنه ليست هناك لغة أحسن من لغة أخرى.

 

وختم الشاعر الإيطالي الأمسية قائلاً إن اللغة بمثابة سحر يتجدد ويدهشنا دائمًا بطرق جديدة، والكلمات طاقة لأنها تجري وراء الأشياء دون أن تلحق بها، تعبر عنها دون أن تمسك بها، دون أن تحضرها أن تخلقها، تشير إلى الأشياء دون أن تُحدثها، وهنا يكمن سر اللغة وجمالها. 

تاريخ الخبر: 2022-08-25 09:21:32
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

هيئة الشورى تعقد اجتماعها الثاني السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 21:24:01
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 53%

استطلاع صادم.. 41 % من الأمريكيين يتوقعون حربا أهلية ثانية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 21:23:58
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

80 شركة سعودية تستعرض منتجاتها في قطر السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 21:24:00
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 60%

هيوستن تستعد للأسوأ بسبب فيضانات تكساس السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 21:23:59
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 68%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية