انعقد، أمس الأربعاء، بمقر عمالة إقليم الرحامنة، لقاء تشاوري لإعطاء الانطلاقة الرسمية لإعداد برنامج عمل جماعة ابن جرير للفترة الممتدة بين 2022-2027 ، تحت شعار “جماعة الغد، جماعة اقتصاد المعرفة والذكاء الرقمي”.

ويأتي إعطاء الانطلاقة الرسمية للبرنامج تفعيلا لمقتضيات القانون التنظيمي رقم 14-113 المتعلق بالجماعات والمرسوم رقم 301-16-2 المتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج عمل الجماعة وتتبعه وتحيينه وآليات الحوار والتشاور لإعداده. ويهدف هذا اللقاء التشاوري، الذي ترأسته رئيسة جماعة ابن جرير، بهية اليوسفي، بحضور عامل إقليم الرحامنة، عزيز بوينان، إلى وضع الخطوط العريضة لمنهجية العمل المتبعة من أجل إعداد برنامج عمل الجماعة، والتي سترتكز على تشخيص دقيق واستراتيجي للحاجيات الحقيقية للجماعة، فضلا عن إعداد خارطة طريق تتضمن البرامج التنموية التي سيتم إنجازها في تناغم تام مع انتظارات الساكنة.

وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، أكد السيد بوينان أن هذا اللقاء يعد محطة مهمة في مسار إعداد هذا البرنامج من أجل التواصل والتشاور بين الهيئات المنتخبة والإدارة الترابية والمصالح الخارجية بالإقليم.

وأضاف عامل الإقليم أن “إعداد هذا البرنامج يشكل أهمية كبرى باعتبار أنه سيتم اعتماده كخارطة طريق خلال ولاية المجلس، فضلا عن كونه يعد وثيقة مرجعية لبرمجة المشاريع والأنشطة ذات الأولوية بهدف تقديم خدمات القرب للمواطنات والمواطنين، وذلك في تكامل مع المجهودات والاستثمارات العمومية التي تقوم بها باقي القطاعات الوزارية تحقيقا لالتقائية بين البرامج التنموية”.

كما أشار إلى أن الهدف المتوخى من إعداد برنامج العمل للفترة الممتدة بين 2022-2027 هو إرساء مشاريع تستجيب لانتظار الساكنة في ظل المكانة التي أضحت تحتلها مدينة ابن جرير في السياق الجهوي والوطني بل وحتى الدولي، مشددا على أهمية عقد شراكات مع جميع المؤسسات من قطاعات حكومية ومجلس جهة مراكش – آسفي والجهات المانحة للدعم، وذلك من أجل تنزيل هذا البرنامج ومواكبته بطريقة عملية وفعالة.

من جانبها، أكدت السيدة اليوسفي أن إعداد هذا البرنامج، الذي يمثل خطوة مهمة في مسلسل العمل الجماعي، سيكون البوصلة التي ستحدد الأهداف بداية من التشخيص الدقيق للاحتياجات والواقع.

وأشارت إلى أن هذا اللقاء “يتيح الفرصة لتذكر حدثين يثيران اعتزاز جميع ساكنة هذه المدينة، ويتمثلان في تعيين مدينة ابن جرير على رأس الشبكة الأفريقية للمدن الذكية خلال القمة الإفريقية “أفريسيتي” التي عقدت بكيسومو (كينيا)، فضلا عن إدراج مدينة ابن جرير، من طرف الشبكة العالمية لمدن التعلم، ضمن المؤتمر الدولي السابع لتعليم الكبار الذي عقد بمدينة مراكش في شهر يونيو المنصرم”.

وأضافت أن “هذين الحدثين الرئيسيين يتطلبان منا توجيه خياراتنا بطريقة تواكب البعد المعرفي كرافعة للتنمية المندمجة”، مشيرة إلى أن إعداد برنامج عمل جماعة ابن جرير هو وثيقة مرجعية لبرمجة المشاريع والأنشطة ذات الأولوية للجماعة، والتي تهدف إلى تقديم خدمات للقرب لفائدة المواطنين.

وركز ممثل مكتب الدراسات، محمد الغالي، في عرضه، على الأسس التي ارتكز عليها إعداد برنامج عمل جماعة ابن جرير، لاسيما الدستور والخطط والمواثيق الوطنية (المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، والتصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة مراكش – آسفي، والاستراتيجية الوطنية للتنمية الحضرية، والبرامج المندمجة للتنمية الأقاليم والجهات، وغيرها).

وفي هذا السياق، أشار السيد الغالي إلى أن عملية إعداد هذا البرنامج تتوزع على خمس مراحل، تشمل إجراء تشخيص للاحتياجات وتحديد الأولويات، وتحديد وتصنيف الأولويات التنموية، وتحديد المشاريع والأنشطة ذات الأولوية، وإعداد وثيقة مشروع برنامج عمل جماعة ابن جرير مع نظام للتتبع، وأخيرا اعتماد هذا المشروع.

بعد ذلك، أ عطيت الكلمة للحاضرين من أجل تبادل وتقاسم الرؤى والآراء حول برنامج عمل الجماعة وتقديم عدد من التوصيات.

وجرت أشغال هذا اللقاء بحضور، على الخصوص، رئيس المجلس الإقليمي، وأعضاء المجلس الجماعي لابن جرير، ورؤساء المصالح الخارجية، وممثل مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، فضلا عن ممثلين عن المجتمع المدني.