بدأت خطة روسيا في تجميع سيطرتها على غازها الطبيعي في كبح الإمداد للعملاء في آسيا، وهو تطور له تداعيات على المشترين في جميع أنحاء العالم.
يأتي ذلك، بعد أن ألغت شركة سخالين للطاقة - المشغل الجديد الذي أسسته موسكو لإحكام السيطرة على ملكية منشأة الغاز الطبيعي المسال في الشرق الأقصى لروسيا - شحنة لعميل آسيوي واحد على الأقل بسبب مشاكل في الدفع بالإضافة إلى التأخير في توقيع العقود المنقحة، وفقاً لما نقلته "بلومبرغ" عن تجار على معرفة بالأمر، واطلعت عليه "العربية.نت". ويعد هذا هو أول مثال ملموس على تأثير تحرك موسكو لتأميم سخالين على الشحنات المرسلة إلى المنطقة.
ونقلت موسكو ملكية المصنع إلى شركة سخالين للطاقة ومقرها روسيا من كيان يقع في برمودا في 19 أغسطس، وطُلب من العملاء توقيع عقود جديدة لصفقات توريد الغاز وإرسال المدفوعات إلى البنوك في موسكو اعتباراً من ذلك التاريخ. وقال متعاملون إن قلة من المشترين وقعوا العقود المعدلة، مما قد يهدد تدفق الغاز إلى الأسواق بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية.
يأتي ذلك، فيما يهدد أي تعطل لشحنات الغاز الطبيعي بتفاقم أزمة الإمدادات التي تجتاح آسيا وأوروبا، والأخيرة تكافح مع ارتفاع فواتير الكهرباء وارتفاع التضخم.
وقد تتسبب عمليات التسليم الفائتة في انقطاع التيار الكهربائي هذا الشتاء في اليابان، وهي أكبر مشترٍ لغاز سخالين وتحصل عادةً على حوالي 9% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي المسال من المشروع.
وقال محلل الطاقة في كريدي سويس غروب، ساول كافونيتش: "بدون سخالين، سيؤدي ذلك إلى تكثيف التدافع على الغاز بين آسيا وأوروبا مع اقتراب فصل الشتاء الذي قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال إلى مستويات غير مسبوقة".
وارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي الهولندي، المعيار القياسي لأوروبا، بنسبة 2.6% اعتباراً من الساعة 7:21 صباحاً. وفي لندن، إلى ما يقرب من 80 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وقد تؤدي المنافسة المتزايدة بين شرق آسيا وألمانيا للإبقاء على الأضواء واستمرار الصناعة إلى زيادة الأسعار عن 100 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وفقاً لما ذكره كافونيك.
مصنع رئيسي للغاز الطبيعي المسال
كان الرئيس فلاديمير بوتين يشدد قبضته على أصول الطاقة الروسية، كما حد من التدفقات إلى أوروبا فيما يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه استخدام للموارد الطبيعية كسلاح. وارتفعت أسعار الغاز من آسيا إلى أوروبا مع اندفاع العملاء المتعطشين للطاقة لضمان الإمداد قبل موسم التدفئة الشتوي الرئيسي.
وعلى الرغم من بقاء معظم تفاصيل عقود مبيعات سخالين -2 المعدلة كما هي، مثل السعر والحجم، إلا أن العملاء يراجعون مستشاريهم القانونيين ويفحصون التفاصيل قبل توقيع التزام مع الكيان الجديد أو الدفع للبنوك المختلفة، بحسب متداولين.
طلبت شركة سخالين للطاقة في وقت سابق من هذا الشهر من العملاء توقيع اتفاقيات شراء الغاز الطبيعي المسال مع تعديلات على اسمها وعنوانها، بينما طلبت أيضاً سداد المدفوعات عبر غازبروم بنك.
