رشا عوض
هناك تطبيع مع تكرار كارثة انهيار المنازل والمدارس ، ومع مشهد السيول وهي تجرف المنازل المشيدة في مجرى السيل! والطرق القومية التي يقطعها الخريف لعيوب هندسية وإهمال او انعدام نظم التصريف!
أقصى استجابة حكومية في مختلف العهود السياسية، هي ظهور رأس النظام السياسي يخوض بساقيه الشريفتين في مياه الأمطار، لا بأس طبعا من المشاركة الوجدانية للمواطنين، ولكن المشكلة هي ان المسؤولين يظنون وبعض الظن إثم ان واجبهم قد انتهى بانتهاء مراسم الخوض في موية المطرة! وأنهم نالوا وسام الإنجاز لمجرد ان ملابسهم احتلت بمياه الأمطار واحذيتهم تلطخت بالطين !
عزيزي رأس النظام ، اجلس في مكتبك الوثير وشغل التكييف، وضع أمامك كوبا من النسكافيه او القهوة التركية، وقم بإعداد تصور كامل قابل للتطبيق عن حماية السودانيين من كوارث الخريف التي تسببها أخطاء من صنع البشر مثل أخطاء تصميم الطرق وتخطيط المدن والقرى، وإدارة الخزانات ونظم التصريف، وضعف أنظمة الانذار المبكر، وانعدام الاستعداد لدرء الكوارث واغاثة المنكوبين، بشرط أن يكون هذا التصور مخدوما بالبيانات الكمية والوصفية التي تحصلت عليها يا رأس الدولة من جهات الاختصاص في حكومتك، لو نجحت في ذلك فلا حاجة لنا برؤية منظرك وانت مشمر بنطلونك ولا جلابيتك وخايض في موية المطرة!وحلال عليك الاحتفاظ بكامل اناقتك بشرط أن تجعل المدن والقرى والشوارع في هذا الوطن أنيقة ايضا، وطبعا المقصود باناقة المدن والقرى هو ” أناقة السترة” التي تحفظ ماء وجه الوطن والمواطن من المشهد الفضائحي المتكرر كل عام.
لقد سئمنا من مشاهد ” الخريف السياسي” ،وهرمنا في انتظار بروز منهج جديد ينقل العمل السياسي من فنون المسرح الاستعراضي إلى فنون خدمة الشعب بجودة التخطيط والتنفيذ لحل مشاكله حلولا ناجعة ومستدامة.
