طغمة العسكر تعجز عن التواصل وتُبادل الإحسان بمحاولات الإساءة


الدار/ افتتاحية

هكذا هم الزعماء العظام يمدّون يد السلام والمودة والمصالحة إلى الآخرين ثم يُقابل إحسانهم بمحاولات الإساءة وإلحاق الأذى. وهذا ما ينطبق تماما على التسامي الذي يعبّر عنه جلالة الملك محمد السادس باستمرار تجاه الشعب الجزائري الشقيق عندما دعا في خطاب العرش الأخير إلى حماية كرامة الجزائريين بينما تمتد الأيادي الآثمة الناكرة لأواصر الود وروابط الأخوة محاولة النيل من الملك الشجاع بترويج ادعاءات ونشر إشاعات مضللة عن حالته الصحية. الملك محمد السادس يتمتع بصحة جيدة ويقود بلاده بثبات نحو المزيد من البناء والتشييد والاستقرار والديمقراطية، بينما يهتز نظام شنقريحة وتبون تحت ضربات الدبلوماسية المغربية في مختلف ميادين المواجهة.

ولعلّ هذه المحاولة الجديدة للإساءة إلى العاهل المغربي، الذي يقف وراءه شعب كامل يبايعه ويؤيده، دليل جديد على إفلاس هذا النظام الذي لم يعد قادرا على الرد على المبادرات السياسية بنظيرتها وعلى الرسائل الدبلوماسية بمثيلتها. إنه نظام فاشل بكل المقاييس حتى على مستوى التواصل سواء مع الأعداء أو حتى مع الأصدقاء. نتذكر جميعا كيف انتهت محاولات إغراء العسكر للمملكة الإسبانية بصدمة مزلزلة على الرغم من كل ما بذله هذا النظام من أجل التزلّف لمدريد ودفعها دفعا نحو التراجع عن تطبيع علاقاتها مع المغرب. هذه الصدمات التي يتلقاها النظام الجزائري من الأشقاء العرب ومن الجيران الأوربيين بل وحتى من أنظمة إفريقية بعيدة عن محيطه الإقليمي تؤكد أن البضاعة السياسية لهذه الطغمة العسكرية قد نفذت ولم يعد بإمكانها شيء غير محاولات التضليل والتزييف والتشويه المفبرك.

لن نتردد في أن نردد المثل العربي الدارج عن ذلك الجاحد الذي يعض اليد التي تمدّ إليه بالخير. وهذا حال المغرب وملوكه منذ زمن مع الأنظمة التي حكمت الجزائر منذ الاستقلال. لقد بذل المغاربة شعبا وملكا في الخمسينيات الغالي والنفيس لدعم الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، ورفض الملك المغفور له محمد الخامس أن يفاوض الفرنسيين من أجل ترسيم الحدود الشرقية، وطلب تأجيل ذلك حتى يستقل “الإخوة الجزائريون” ويتم الاتفاق معهم. وبمجرد ما تحقق الاستقلال كان المغرب أول أهداف هذه العقلية الجاحدة التي تسود في الجزائر، عندما حاول كابرانات جبهة التحرير آنذاك الاعتداء على المغرب ليرّدوا الإحسان بالإساءة ويفتحوا سجلا من العداء الذي طال إلى يومنا هذا.

نحن نتحدث إذن عن ثقافة سياسية راسخة في هذا النظام العسكري المتبلّد الذي يعتقد أن إصرار المغرب على مد جسور التواصل الإنساني مع الشعب الجزائري نوع من الضعف أو الحاجة أو التبعية. إن إلحاح جلالة الملك محمد السادس على استمرار العلاقات بين الشعبين المغربي والجزائري وعلى عودة العلاقات بين البلدين إلى مستويات طبيعية نابع أساسا من إحساسه الدائم بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه باعتباره وريثا للدولة العلوية الشريفة التي كانت دائما ضامنا للوحدة المغاربية وامتداد إمارتها على مختلف أصقاع شمال وغرب إفريقيا، وإيمانه أيضا باعتباره ملكا يؤمن بالحداثة والعصرنة أن مستقبل المنطقة يدور بالأساس حول التكتل المغاربي في مواجهة التكتلات الإقليمية الأخرى التي تهيمن على المنطقة.

ولأن نظام شنقريحة يفتقد للحس السياسي والإنساني الذي يجعله يفهم هذه الاعتبارات فإنه يقابل باستمرار ما يقدّمه المغرب من مبادرات متكررة بهذه الممارسات اللاأخلاقية والتضليلية التي تخدم هدفه الرئيسي في إطالة أمد التوتر والقطيعة بين البلدين. فإذا كانت بلادنا حريصة على التطبيع والمصالحة بالنظر إلى الوعي السياسي الواقعي والاستباقي لجلالة الملك، فإن الكابرانات يقتاتون على استمرار القطيعة واستدامة أجواء العداء المصنوع وهيمنة الأزمة على راهن ومستقبل العلاقات بين البلدين والشعبين.

تاريخ الخبر: 2022-08-25 21:24:28
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

تراجع جديد في أسعار الحديد اليوم الخميس 2-5-2024 - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:03
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٢)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية