الغاز والاقتصاد والصحراء..أوراق ترسم معالم توازنات على ضفاف المتوسط


في الوقت الذي ينزل فيه الرئيس الفرنسي، إمانويل ماكرون، ضيفا ثقيلا على الجزائر حاملا معه آمال بعودة الدفء إلى العلاقات بين البلدين، بعد نحو عام من التوتر، بينما تبدو ملفات الطاقة والتجارة، المحرك الأساسي في محاولات إعادة الشراكة. تنزل وزير الخارجية الألمانية بوزن يشابه الأول، على المغرب ورغبتها في تعميق شراكة اقتصادية بنكهة سياسية.

 

فرنسا التي فقدت وزنها السياسي في مناطق كانت تعتبر حديقتها الخلفية، والحديث عن الغرب والشمال الإفريقي، ما يعني تراجع للنفوذ، في سياق تغير معادلة التوازنات الدولية التي غذتها الحرب الروسية الأوكرانية وأزمات الطاقة..إذ يبحث ماكرون عن خطط بديلة لانقاذ باريس من الأزمة والتي وجدها في الجزائر، خاصة في ملف الغاز ومنح مقابل ذلك جرعة سياسية للنظام عبد المجيد تبون في خضم عزلة تيعشها بلاده على ضفاف المتوسط بعدما قررت مجموعة من البلدان دعم المغرب في قضيته الوطنية ما بعتبر انتكاسة للجزائر وضربة لفرنسا التي تضع نفسها في موقف الوصي على المنطقة المغاربية.

 

الجزائر وفرنسا

 

يبدو أن إمدادات الغاز ستكون الملف الأكثر أهمية بالنسبة إلى ماكرون خلال هذه الزيارة. حيث ترى باريس أنها جد متأخرة في قضية ضمان الإمدادات، تحسباً لفصل الشتاء، مقارنة بإيطاليا التي وقّعت أخيراً عقداً جديداً بقيمة 4 مليارات دولار سنوياً للحصول على الغاز من الجزائر، فضلاً عن استقرار الإمدادات الجزائرية مع إسبانيا، بينما تتحضر فرنسا لشتاء بارد، في ظل تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا على توريد النفط والغاز.

 

باريس تحاول الوصول إلى تسوية مع الجزائر لرفع الامدادات بالغاز عبر الأنبوب الذي يربط الجزائر بإسبانيا، لتفادي أي مفاجأة في فصل الشتاء، وهذا يحتاج لإزالة الحاجز القائم حالياً أيضاً بين الحكومة الجزائرية والإسبانية”.

 

وتحوز فرنسا 8% من صادرات الجزائرية من الغاز، التي تبلغ 50 مليار متر مكعب سنوياً، وهي النسبة المرشحة للارتفاع، في ظل تطور الأسواق العالمية للطاقة.

 

المغرب وألمانيا

 

يؤكد التازي عبد الحق، الباحث في العلاقات الدولية أن العلاقات المغربية الألمانية التي اتخذت منعطفا إيجابيا، إذ وضعت حداً للعناصر التقليدية في التي تتحكم في علاقة برلين بالرباط، بعد أن دفعها المغرب إلى ركن ضيق، وطالبها بالخروج من الموقف المتردد والغامض من قضية الصحراء، وأنها لن تقدم على أي خطوة تجارية تهم الأقاليم الجنوبية، دون أن يحصل هذا التغيير في الموقف. ما دعا إلى بحث موطئ قدم لها بالمملكة من خلال دعم مغربية الصحراء التي يعتبرها المغربشرط أساسي في علاقاته بالدول.

 

وتابع في حديثه لـ”الأيام 24″ أن خطابات الملك محمد السادس استمرت في نقد المواقف الغامضة والمترددة لبعض البلدان الأوروبية، دون الإشارة إليها بالاسم، حتى أعلن عن توجه الرباط نحو عدم القيام بأي خطوة تجارية مع هذه البلدان تهم الأقاليم الجنوبية ما لم تغير موقفها من الصحراء، وهو ما فهم منه، حرمان ألمانيا، بوجه خاص، من فرص استراتيجية كانت محور تفاهم بين البلدين، تهم مواد استراتيجية تستخدم في صناعة السيارات.

 

كذلك تجاهل الدينامية الدبلوماسية التي أقدمت عليها الرباط لإجبار برلين على تغيير موقفها، إذ لا يتعلق الأمر فقط باستعمال السلاح الاقتصادي والتجاري، وحرمان برلين من فرص استراتيجية ضخمة كانت موضوع تفاهم سابق بين البلدين (مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر – الاستفادة من المعادن التي يوفرها جبل التروبيك لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية).

 

هناك أمر مهم يرى فيه التازي أنه كان عامل حاسما في العلاقاة المتوترة بين المغرب وفرنسا هو اتجاه الدبلوماسية المغربية إلى تعميق علاقاتها الاستراتيجية مع قوى اقتصادية كبرى هي: الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا وبرلين ، واتجهت نحو عزل باريس، وذلك بالانفتاح على دول أوروبا الشرقية.

تاريخ الخبر: 2022-08-26 00:19:39
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 70%
الأهمية: 80%

آخر الأخبار حول العالم

المغرب يستعيد من الشيلي 117 قطعة أحفورية يعود تاريخها إلى 400 مليون سنة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-14 09:24:54
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 56%

الأونروا: رفح تحولت الآن إلى مدينة أشباح

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-14 09:22:19
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 59%

الشيلي والمغرب يوقعان اتفاقية للتعاون في مجال التراث الوثائقي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-14 09:24:57
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 66%

الذهب مقابل المسيرات!! – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-14 09:22:51
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 59%

الاحتلال يدمر آبار المياه وشبكات الصرف الصحي بحي الزيتون

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-14 09:22:25
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

علم فلسطين يضيء أحد مباني جامعة أكسفورد

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-14 09:22:13
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية