واصلت أسعار النفط الخام مكاسبها، مع تصاعد المخاوف المرتبطة بقلة الإمدادات النفطية وسط اضطراب الصادرات الروسية والإغلاق الجزئي لمصفاة في الولايات المتحدة.
وتخطى برنت حاجز 100 دولار للبرميل لليوم الثاني خلال تعاملات أمس، رغم القلق الواسع بشأن الركود الاقتصادي العالمي الذي يلوح في الأفق خاصة في أوروبا والولايات المتحدة إلى جانب تجدد مخاوف السوق بشأن النمو الاقتصادي في الصين، وهي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
وأوضح لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون أن قطاع الطاقة التقليدية هو القطاع الأفضل أداء في السوق هذا العام مع ارتفاع أسعار النفط والغاز، حيث حققت شركات النفط الكبرى أرباحا قياسية.
وفي هذا الإطار، قال مفيد ماندرا نائب رئيس شركة إل إم إف النمساوية للطاقة، إن أغلب التوقعات تصب في صالح استمرار موجة ارتفاع الأسعار خاصة مع حلول الشتاء في نصف الكرة الشمالي بنهاية العام وأوائل العام المقبل، مشيرا إلى أنه يساعد على الارتفاع في الأسعار القدرة الاحتياطية المحدودة للغاية سواء لدى منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة أو مجموعة "أوبك +" إضافة إلى نمو الطلب العالمي.
وأشار إلى أن أغلب التوقعات الدولية للسوق النفطية ترجح أن يؤدي الحظر الذي يلوح في الأفق من جانب الاتحاد الأوروبي على واردات النفط الروسية المنقولة بحرا في نهاية هذا العام إلى ارتفاع الأسعار، حيث سيتعين تعديل التدفقات التجارية مرة أخرى كما حدث في الشهرين الأولين من التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.
أما أندرو موريس مدير شركة بويري الدولية للاستشارات فأوضح أن العوامل التي تكبح صعود أسعار النفط الخام محدودة ومؤقتة، كما أن الارتفاعات السعرية الحالية والمرتقبة مدعومة من توقعات خفض الإنتاج لدى تحالف "أوبك +" إلى جانب نهاية الإصدارات المتتالية من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي في الولايات المتحدة بحلول تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
وأضاف أن ذلك سيؤدي إلى زيادة تشديد سوق النفط قبل فصل الشتاء، بينما تتسارع خطط التحول في مرافق الطاقة في أوروبا وآسيا من الغاز إلى النفط في توليد الوقود من جراء ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي بشكل قياسي.
ويشير فيتوريو موسازي مدير العلاقات الدولية في شركة "سنام" الإيطالية للطاقة إلى أن القدرة الاحتياطية العالمية المنخفضة للغاية تزيد من فرص اتساع مكاسب أسعار النفط ويتزامن ذلك مع توقعات دولية تشير إلى أن تسجيل مستوى محدود من الركود الاقتصادي قد لا يمحو نمو الطلب على النفط، مشيرا إلى توقعات بارتفاع خام برنت إلى 110 دولارات للبرميل في أوائل العام المقبل.
ورجح ألا يؤثر الركود الاقتصادي بشدة في نمو الطلب العالمي على النفط، حيث تستمر أسعار النفط الخام في الارتفاع مع اتجاه تحالف "أوبك +" للتعامل مع متغيرات الأسواق، ويترافق ذلك مع توقعات انخفاض الإمدادات الروسية في ظل حظر الاتحاد الأوروبي لها بنهاية العام الجاري.
بدورها تقول ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان إنجنيرينج" الدولية إن المستثمرين في صناعة النفط والغاز الأمريكية يخططون لتنمية أعمالهم في الأعوام المقبلة متوقعين نقص العرض ونمو الطلب بشكل مستمر على النفط والغاز في الولايات المتحدة وبقية دول العالم.
وأشارت إلى أن المستثمرين في الولايات المتحدة أدركوا أن النفط والغاز سيستمران في لعب دور مهم في مساعدة أمن الطاقة العالمي على الرغم من تطلع كبار المستهلكين في الغرب إلى التخلص من واردات الطاقة الروسية.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، صعدت أسعار النفط أمس، بفعل تصاعد المخاوف المرتبطة بقلة الإمدادات وسط اضطراب الصادرات الروسية واحتمال خفض كبار منتجي النفط للإنتاج والإغلاق الجزئي لمصفاة في الولايات المتحدة.
وبحلول الساعة 04:00 بتوقيت جرينتش زاد خام برنت 59 سنتا أو 0.6 في المائة، إلى 101.81 دولار للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط 42 سنتا أو 0.4 في المائة، إلى 95.31 دولار للبرميل.
وفي الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، أعلنت شركة بي.بي إغلاق بعض وحدات مصفاتها وايتينج في إنديانا بعد حريق نتج عن ماس كهربائي الأربعاء والمصفاة التي تعمل بطاقة 430 ألف برميل يوميا مورد رئيس للوقود إلى وسط الولايات المتحدة ومدينة شيكاغو.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" الخميس إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثاني ارتفاع على التوالي وإن السلة كسبت نحو تسعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 95.73 دولار للبرميل.