البرهان يحيل جنرالات بارزين بالجيش للتقاعد وسط تنامي نفوذ الدعم السريع والإسلاميين


ترقيات وإحالات للتقاعد لترتب رفيعة بالجيش السوداني، بينهم قائد القوات البرية الفريق ركن عصام محمد حسن كرار، و تسمية الفريق ركن مبارك كوتي كجور كمتور مفتشًا عامًا للقوات المسلحة، تمهد الطريق لتنامي نفوذ الدعم السريع والإسلاميين.

الخرطوم: التغيير 

بعد انتظار لمدة سبعة أشهر، جاء كشف الترقيات والإحالات في صفوف قيادات القوات المسلحة، مخيباً لتوقعات الكثيرين، خاصة وأن أعضاءً في مجلس السيادة الانقلابي مازالوا في أماكنهم، بعدما راجت أنباء حول خلافات مكتومة بين البرهان وبعض الأعضاء، في مقدمتهم الفريق ياسر العطا.

 إلا أن البرهان، خيب تلك التوقعات، وأصدر  قرارات لتمتين شوكة الدعم السريع والإخوان المسلمين، حيث تمت ترقية نائب رئيس هيئة الأركان للإدارة الفريق ركن منور عثمان نقد ونائب رئيس هيئة الأركان للتدريب الفريق ركن عبد الله البشير أحمد الصادق لرتبة الفريق أول وإعفائهما وإحالتهما للتقاعد بالمعاش. 

قائد القوات البرية المال الفريق عصام كرار

كما تم إعفاء قائد القوات البرية، الفريق ركن عصام محمد حسن كرار وإحالته للتقاعد  بالمعاش. وترقية اللواء الركن أحمد عمر شنان لرتبة الفريق وإحالته للتقاعد بالمعاش. 

ويرى مراقبون، أن الفريق  خالد الشامي كان أقرب للإحالة، لكن تحركات عصام كرار الأخيرة وظهور اسمه في محضر انقلاب الفريق بكراوي جعل البرهان يفكر في الإطاحة به قبل أن يقدم على تدبير محاولة أخرى تطيح بالبرهان ورفاقه.

 

  مكسب للدعم السريع 

 

وقالت مصادر عسكرية  لـ”التغيير”، إن إحالة عصام كرار ومنور الكاسب الوحيد فيها الدعم السريع، باعتبار أن  منور وعصام كرار وعبد الله البشير كانوا يشكلون مع محمد عثمان رئيس الأركان خط مواجهة ضد حميدتى وقوات الدعم السريع. 

وأشار المصدر، إلى أن نزول عصام كرار يعني فقدان سلاح المدرعات كله،  ودخول عبد المحمود هيئة القيادة، يعني فقدان سلاح المدفعية كله.

ووصف المصدر ما تمت من إحالات وترقيات  بالمرحلة الأولى، متوقعاً أن تكون المرحلة الثانية هي إقالة رئيس الأركان وتعيين الفريق مجدي إبراهيم لتحقيق أمنية قائد الدعم السريع حميدتي. 

رئيس هيئة أركان الجيش السوداني ـ وسط

إعادة تشكيل 

 

كما شملت القرارات ترقيات لرتبة الفريق لكل من اللواء ركن رشاد عبد الحميد إسماعيل وتعيينه قائداً للقوات البرية، واللواء ركن عبد المحمود حماد حسين عجمي، واللواء ركن نصر الدين عبد القيوم أحمد علي، واللواء ركن مبارك كوتي كجور كمتور وتعيينه مفتشا عاما للقوات المسلحة.

كما أصدر البرهان  قرارا بإعادة تشكيل رئاسة هيئة الأركان  برئاسة الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين الحسن، والفريق الركن مجدي إبراهيم عثمان خليل نائبا لرئيس هيئة الأركان للإمداد، والفريق مهندس ركن خالد عابدين محمد أحمد الشامي نائبا لرئيس هيئة الأركان للعمليات، والفريق ركن عباس حسن عباس الداروتي نائبا لرئيس هيئة الأركان للإدارة، والفريق ركن عبد المحمود حماد حسين عجمي نائبا لرئيس هيئة الأركان للتدريب.

 

إجراءات راتبة 

البرهان في تخريج ضباط الجيش

وقال  مصدر عسكري لـ”التغيير”، إن قرارات البرهان بإحالة عدد من الضباط للتقاعد بالمعاش وترقية آخرين،  تأتي في إطار الإجراءات الراتبة الخاصة بإجراءات فرع شؤون الضباط التي تتم سنويا طبقا لقوانين ولوائح القوات المسلحة،  للمحافظة على التدرج الوظيفي والتسلسل الهرمي بالقوات المسلحة.

وأشار إلى أن الكشف تأخر لسبعة أشهر بسبب الأوضاع التي تعيشها البلاد، موضحاُ أن المسافة بين رئيس الأركان و الدفعة 31 والدفعة 35 أصبحت كبيرة.

وقال لابد أن  تتم إحالة ذات العدد من الضباط برتبة لواء للدفعات من  (35 إلى 39) حتى تتوفر شواغر لضباط الدفعة 40  الذين تمت ترقيتهم إلى رتبة اللواء.

 

الدفعة 40

 

وفي نهاية الأسبوع الماضي، أصدر  البرهان القائد العام للقوات المسلحة قرارات تم بموجبها ترقية عدد من ضباط الدفعة 40 بالقوات المسلحة إلى رتبة اللواء كما تمت إحالة عدد آخر من الضباط من مختلف الرتب إلى التقاعد. وشمل القرارت ترقية 40 ضابطا وإحالة 30 آخرين إلى التقاعد بعد ترقيتهم إلى رتبة اللواء. 

وحسب موقع “مونتي كاروو”، المهتم بالشؤون العسكرية، فإن ترقيات الدفعة 40 سوف تسري باثر رجعي اعتبارا من منتصف يناير الماضي وتم تأخيرها من قبل رئيس الأركان لأسباب وصفت بالأمنية وخشية البرهان من ترقية الدفعة 40 إلى رتبة اللواء باعتبار انها دفعة يغلب عليها منسوبي الحركة الإسلامية وبعد ترقيتهم سوف يصبحون قادة للفرق والمناطق الفرعية. 

فيما أكد مصدر عسكري لـ”التغيير” أنه تمت ترقية 40 من الدفعة 40 وإحالة 20.  وأضاف المصدر، أن الإسلاميين ما زالوا يسيطرون على الجيش السوداني، وأن الحديث عن إبعادهم من غير وارد في الوقت الحالي، لأن هنالك قيادات داخل مجلس السيادة تقف إلى جانبهم وتشكل لهم حماية.

وأشار المصدر إلى أن القيادات الإسلامية داخل الجيش تسيطر على أماكن حساسة يصعب التخلص منهم في الوقت الحالي، خاصة بعد انقلاب قائد الجيش في 25 أكتوبر. 

 واتفق الخبير العسكري المقدم معاش عمر أرباب مع ما ذهب إليه المصدر العسكري وقال أرباب إن نظام الإخوان المسلمين ما زال يسيطر على الجيش السوداني وعدد كبير منهم لم يشملهم  التغيير.  

 ووصف الترقيات والإحالات  بالمسألة الدورية والروتينية في القوات المسلحة مع أنها تأخرت عن موعدها المعتاد في يناير من كل عام. وتساءل أرباب عن  هل سيتم تغيير هيئة القيادة أم يستقصر الأمر على من هم دونهم.

 

فلاش باك

 

وفي 7 مارس 2020، أعلن البرهان، عن مشروع لإعادة هيكلة الجيش وقوات “الدعم السريع” “وفقا لمتطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية”.

تأتي هذه القرارات في ظل أزمة سياسية واحتجاجات يشهدها السودان منذ 25 أكتوبر الماضي، ردا على انقلاب البرهان، وفرضه لحالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين.

 

تاريخ الخبر: 2022-08-26 18:23:17
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية