في سياق التنديد الواسع الذي عبرت عنه عدد من الفعاليات الوطنية والدولية بسبب استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم “البوليساريو”، إبراهيم غالي، مع تخصيصه باستقبال رسمي على غرار بعض رؤساء الدول المشاركين في القمة الإفريقية اليابانية، أدلى الشيخ عمر القزابري بدوله في هذا الصدد وكتب عن قضية المغاربة الأولى التي لا يمكن المساونة فيها.
وكتب عمر القزابري، هذه الرسالة التي نشرها على حسابه الخاص على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك.
مَغْرِبِيَّةُ الصَّحرَاءْ..لا تُزَعْزِعُهَا أَرَاجِيفُ الغَوْغَاءْ…!
بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه اجمعين. أحبابي الكرام :
مملكتنا الشريفة. روضة مُنِيفَة. أهلها طيبوا الأعراق. سليموا الأذواق. تاريخها عريق. وأصل مجدها عميق. من عرفها أحبها. ومن أبغضها فما عرفها. لا تخلو دار من مساوئ. ولكن شتان بين المحب والشانئ. فالمحب هَمُّهُ الإصلاح والنصح. والشانئ همه الهدم والفضح. ويبقى المغرب عشقا يسري في العروق. وشوكة للأعداء في الحُلُوق. سل عنه التاريخ تجد الجواب. وترى الفصل والفضل والصواب. جماله أَخَّاذ. وأهله أفذاذ. كم من غارات عليه شُنَّتْ. فانتصر وذابت المحنة واضمحلت. إن بلدنا أيها الكرام. تتوالى عليه هذه الأيام. غارات اللئام. لأن بلدنا عزيز محشود. وإن كل ذي نعمة محسود. ولقد طلع علينا المغرضون..بتُرّهات لا تصدر إلا عن مجنون..يُعَرِّضُون بوحدتنا الترابية..يلمزون ويهمزون بكلمات بالية..لا تسمن ولا تغني من جوع..تُضحك الثكلى والمفزوع..يركبون مركب البهتان…ويعبثون عبث الصبيان..
ايها الاحباب : نحن شعب لا نقبل الحيف والضيم. وعندما تشرق شمسنا ينسحب الغيم. أحبابي :عندما يُسْتَهْدَفُ الوطن وتوجه له السهام. فالواجب الاصطفاف والالتحام. ونسيان كل اختلاف. وسلوك طريق الائتلاف. أمرنا بيد الله ثم بأيدينا. فلنعتصم به فهو يهدينا. ولا نقل على هذا أو ذاك التعويل. ولكن لنقل حسبنا الله ونعم الوكيل. (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم )
إن المغرب عازم كل العزم. وحازم كل الحزم. على حماية صحرائه. وصيانة أرضه وأجوائه. والحازم إذا جاب سبل العلى لا يَهُولُهُ وُعورة حَزْنِها. وإذا حمل أعباء الشرف لا يئوده رذانة وزنها. يركب الأخطار المَهُولة. ويقطع المجاهل المجهولة. ينظر في الأمور إلى خواتيمها لا إلى مباديها. ويرمي ببصره إلى أعجازها لا إلى هواديها. ويعرف مباني الكلمات ويُرَكِّزُ على معانيها. أنا مغربي ولي الشرف. أحب بلدي حَدَّ الكَلَف. أحب مراكش حب العيون. وأعشق ترابها حيثما أكون. لا فرق بين الشمال والجنوب. ولا بين الشرق ومحل الغروب.
على الكل ترفرف الراية الحمراء. من طنجة إلى أقصى الصحراء. الصحراء مغربية رغم كيد الكائدين. فافهم يامن لا يكاد يُبِين. إن المغرب وطني وفي حبه لا ألام..لا أسيء لأحد من الأنام…ولكن لا أقبل أن يمسه ضيم أو هوان..وذلكم مقتضى حب الأوطان..نعم نحن أمة واحدة..يجمعنا الدين والانتساب..إلى شِرعة النبي الأواب..صلى الله عليه وسلم…ولكنَّ الميل إلى الوطن لا يعارض وحدة الأمة بل يقويها…ولا يَنْقض عُرى الأُخُوَّة بل يغذيها… وإن الذي يشاكس الجار في داره…ويعمل على تقويضه وبواره…هو الذي يخرق الصف.. فمنازعتنا في وحدتنا الترابية هو حيف وزيف…ولكن الحق يقظة والباطل طيف..
أحب بلدي وإليها أميل..وما على المحب من سبيل….
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري
وقرر المغرب عدم المشاركة في القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد)، و الاستدعاء الفوري لسفير صاحب الجلالة بتونس للتشاور، وذلك عقب موقف هذا البلد في إطار مسلسل (تيكاد)، والذي جاء ليؤكد بشكل صارخ توجها عدائيا تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا.
ودعت المملكة إلى احترام المساطر والقواعد المتعلقة بتوجيه الدعواتو التي تم إرساؤها في إطار هذه القمة.
وفي هذا السياق، سجل الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أمس االسبت، أن البيان الصادر عن وزارة الشؤون الخارجية بالجمهورية التونسية مساء الجمعة، في محاولة منها لتبرير التصرف العدائي وغير الودي للسلطات التونسية تجاه القضية الوطنية الأولى والمصالح العليا للمملكة المغربية، “ينطوي على العديد من التأويلات والمغالطات”.
وأكد أهمية احترام المساطر والقواعد المتعلقة بتوجيه الدعوة إلى الأشخاص والوفود التي تم إرساؤها بشكل مشترك مع اليابان، داعيا إلى الامتثال لقرارات الاتحاد الإفريقي المرتبطة بشكل المشاركة في لقاءات الشراكة، مشددا على أن قواعد الاتحاد الإفريقي وإطار عمله، التي يحترمها المغرب بشكل تام، لا تسري في هذه الحالة.
وبخصوص دعوة زعيم البوليساريو إلى منتدى (تيكاد-8)، أوضح الناطق باسم الوزارة أنه تم الاتفاق منذ البداية وبموافقة تونس على أن تقتصر المشاركة على الدول التي تلقت دعوة موقعة من قبل كل من رئيس الوزراء الياباني والرئيس التونسي.
