في أحدث كتاب يصدر عن مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب “Breaking History A White House Memoir، ركّز جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق وصاحب الكتاب، على سرد مسيرته السياسية خلال حقبة ترامب، بكافة تفاصيلها، خاصة فيما يتعلق بأبرز المستجدات السياسية آنذاك، وخفايا ما يُطرح من نقاشات داخل البيت الأبيض، خاصة أن فترة توليه منصب مستشار ترامب، تزامنت مع فترة العلاقات بين إسرائيل وعدد من البلدان العربية، من بينها المغرب.
كواليس الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء
تحدث كوشنر كتابه “قطيعة التاريخ” الذي طُرح رسميا للبيع، يوم الثلاثاء المُنصرم، عن زيارته إلى المغرب خلال المهمة التي تولاها من أجل توقيع اتفاق استئناف العلاقات الثنائية بين المغرب وإسرائيل، وهو الاتفاق أتى على إثره الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وأشار إلى لقائه بالملك محمد السادس وكذا بعض خلفيات الاتفاق والعراقيل التي واجهها منذ البداية.
أضاف كوشنر في هذا السياق عبر مذكراته بأن الاعتراف الأمريكي بسيادة الرباط على الصحراء، اعترضته جملة من العوائق من قبيل أن “المواقف المؤيدة للانفصال التي يتبنّاها جيمس إينهوف الرئيس الأسبق للجنة القوات المسلحة، والسناتور الأمريكي التابع للحزب الجمهوري” مشيرا “في نهاية المطاف تم التوصل إلى اتفاق وسطي، بشأن قضايا السياسة الداخلية للولايات المتحدة بين البيت الأبيض وجيمس إنهوف، الأمر الذي سمح بإعلان الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء”.
ووصف صهر الرئيس الأمريكي السابق، في كتابه، المملكة المغربية بـ”البلد المستقر، الذي يضمن أمن المنطقة ويمنع انتشار الجماعات الإرهابية مثل داعش أو بوكو حرام”، كما تحدث لقائه مع الملك محمد السادس، بقوله إنه “لقي ترحيبا حارا من طرف الملك المغربي، مشيرا بأنه “لم يكن يتوقع هذا الترحيب، خاصة أن الزيارة جاءت بعد الضغوطات التي كان قد مارسها ترامب، لمنح الولايات المتحدة الأمريكية تنظيم كأس العالم لكرة القدم لسنة 2026 على حساب ملف ترشيح المغرب لاستضافته”؛ فيما وصف الملك محمد السادس بالقول إنه “رجل يحظى بتقدير كبير من طرف شعبه”.
“بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل السابق، اشترط فتح سفارة إسرائيلية في المغرب، حيث لم يكن يريد مكتب الاتصال فقط، وذلك مقابل الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء” يمضي صهر ترامب، في سرد عدد من المعطيات السياسية في كتابه، الذي تداول بشكل واسع في صيغة مجانية على مواقع التواصل الاجتماعي منذ إعلان طرحه في المكتبات، مردفا أن “هذا الاقتراح من الرئيس الإسرائيلي رُفض بشكل قاطع من طرف المغرب على لسان ناصر بوريطة، وزير الخارجية، لدرجة التهديد بإلغاء الاتفاق برمته”.
