أكدت المهندسة بهيرة خير الله «أم الواعظات» بالإسكندرية على أن دور الواعظة لايقل عن دور الإمام بالمسجد ولكل مستمع ما يناسبه، مشيرة إلى أن وزارة الأوقاف تعمل جاهدة على إعداد وتدريب الأئمة والواعظات للنهوض بالمستوى العلمي والثقافي ونشر الفكر الوسطي المستنير.

وكشفت خلال حوار لـ« الدستور» عن عملها كأول مهندسة في الترسانة،  وتفاصيل رحلتها للألتحاق بالمجال الدعوى بالأوقاف، ودور مجلس الفتوى النسائي التي تولته وإلى نص الحوار: 

بدايةً.. كيف كانت نقطة تحولك من عملك كمهندسة إلى داعية وواعظة؟

بدأت كأول مهندسة تعمل في الترسانة البحرية، عقب تخرجي من كلية الهندسة قسم كهرباء باور، وتعلمت اللغة الروسية لعملي مع الخبراء الروس في ذلك الوقت ، وعملت لمدة 5 سنوات في الترسانة، ولظروف إنجابي لأبني الأكبر ورعايته تقدمت بطلب نقل لشركة النحاس المصرية، وبعد مدة عمل قررت تسوية المعاش المبكر في سن ال51، وبعد عامين؛ عرضت علي صديقة حضور دروس الحفظ والتجويد، وكانت البداية حين مارست تحفيظ القرآن والتجويد حيث تعلمته على يد معلمات جليلات.

كيف التحقتي بالعمل في وزارة الأوقاف؟

دخلت مجال الدعوى، واكتشفت في معلمتي أنني استطيع توصيل المعلومة فأسندت إلى مجموعة لتعليمهم بعض دروس التجويد وطريق الحفظ، ثم انتقلت لدار تحفيظ أخرى، وتم مطالبتي حينها بأن أكون حاصلة على إجازة، وهنا بحثت عن الدراسة الرسمية، والتحقت بمعهد إعداد الدعاة في عام 2002م، وتخرجت في 2004م ، ثم درست عام إضافي فقه مقارن وفقه معاملات، واستمريت في العمل الدعوي بمساجد الإسكندرية، لأكثر من 20عامًا حتي الآن .

لماذا تم تلقيبك بأم الواعظات؟

لُقبت بأم الواعظات في الإسكندرية، وهو لقب افخر واعتز به، أطلقه مدير الدعوة السابق بالإسكندرية، وأصبح الكل يعرفني به وذلك لأنني أكبر الواعظات سنًا، والأقدم في سنوات العمل بالدعوة، حيث كانت الواعظات في البداية عددهم 5 فقط ، ولكن الآن ينضم العديد من الواعظات وجميعهن صاعدات وواعدت على قدر من العلم.

دور الواعظات في المجال الدعوي؟

دور الواعظات هو نفس دور الأئمة، لأن لكل مستمع ما يتناسب مع حاله، فكثير من النساء تفضل الاستماع من سيدة وخاصة فيما يختص بفقه النساء ، وآخرين يفضلون الشيوخ، والواعظات مؤهلات للوعظ والإرشاد، وللواعظات أدوارهم المتعددة ، في أمور مختلفة، وأصبح لنا دور هام خاصة في الفترة الأخيرة منذ عام المرأة 2017 م .

ما المجال الدعوي المفضل لديكي؟

المجالات الدعوية كثيرة وجميعها هامة، وأعمل في التفسير والتجويد والفقه والسيرة، ولكننني أحب التفسير بشكل خاص وأجيده وأجتهد فيه، ولدي القدرة في إيصاله للمستمع المتلقي ، وهناك من يعمل في الرقائق، وهي الأخلاق والمعاملات، والعقائد والعبادات وهي جميعها أمور هامة تفيد المسلم.

هل هناك دورات وتدريبات بالأوقاف تشارك بها الواعظات؟

بعد انحسار جائحة كورونا وعودة المساجد أصبح لنا أنشطة جديدة، حيث تهتم الوزارة بالدورات التدريبية والتثقيفية للأئمة والواعظات، وشاركت في الكثير منها، وأصبحت سمة من سمات التعامل بداخل وزارة الأوقاف، والقصد من ذلك الإتجاه للفكر الوسطي وتصحيح المفاهيم، فضلا عن المسابقات التثقيفية لتنشيط المعلومات في جميع المناسبات، ففي كل يوم مسابقة أو مبادرة جديدة سواء للأئمة والواعظات، أو الجمهور من جميع الفئات العمرية.

كيف يتم التعاون بين الأوقاف والمجلس القومي للمرأة ؟

هناك اتفاقية بين وزارة الأوقاف والمجلس القومي للمرأة منذ عام 2017م ، ثم انضمت لنا كنائس الإسكندرية الثلاث لتطبيق مبادئ المواطنة ونتعاون في جميع أنشطة المجلس القومي، وتم عقد دورات تدريبية للمبادرات التي يتبناها المجلس القومي مثل قضية ختان الإناث، وتنظيم النسل، وزواج القاصرات، وحقوق المرأة في الميراث وغيرها والتي تستهدف الأماكن والمناطق النائية.

ما هو دور الواعظات في البرامج الجديدة التي أطلقتها الأوقاف؟

أثناء جائحة كورونا كان هناك نشاط دعوي من خلال الحلقات الإلكترونية للأئمة والواعظات، وعقب عودة المساجد، أصبح هناك أنشطة متعددة وتشارك بها الواعظات بشكل أساسي منها سكن ومودة والذي يعد من أهم البرامج للمقبلين على الزواج لتعليمهم حقوق وواجبات كل من الزوجين، وحق الطفل، وهو كيفية الإهتمام بالأطفال لأنهم هم المستقبل لينشأ في حب بلده، ويتعلم الأخلاق الصحيحة وأخلاق النبوة، وأن تكون معاملاته صحيحة، ومع استقبال الصيف بدأ النشاط الصيفي للأطفال والذي شهد إقبالا كبيرا، والمقارئ للرجال والنساء.

تم تكليفك بمجلس الفتوى بالإسكندرية كيف تعاملتي مع هذه المسؤولية؟

مجالس الفتوى للنساء، هي من أهم البرامج الذي شاركت بها، حيث كُلفت من معالي الوزير أن أكون صاحبة مجلس الفتوى عن الإسكندرية للنساء، وهذه مسؤولية يجب الاحتراز فيها، والانتباه للمقولة «أسرعكم إلى الفتوة أسرعكم إلى نار جهنم»، من يسند إليه مجلس الفتوى يجب أن يتحرى جيدًا قبل أن يلفظ بأي معلومة، واحرص وكذلك المجموعة التي اختيرت على مستوى الجمهورية، ونجتهد جميعًا حيث أن كل ما نقوله يكون مسؤولية علينا، نسأل الله أن يعيننا عليها.

- ما هو دور الواعظات في مبادرة حياة كريمة؟

يتم التعاون بين الأوقاف والعديد من المؤسسات الأخرى ومنها المجلس القومي للمرأة، وأنشطة المجلس القومي للمرأة متعددة، منها حملات طرق الأبواب، وجلسات الدوار في القري الأكثر فقرًا ومنها قرى حياة كريمة ببرج العرب غرب الإسكندرية، حيث دورنا التحدث مع السيدات، وعقد الندوات والتي تكون بحضور شيخ وواعظة، أو واعظة بمفردها وذلك في القضايا الخاصة بالمرأة، حيث أن هذه القرى وقاطنيها ذو طبيعة خاصة يجب احترامها، لذلك يكون الدور الهام هو الوصول إلى السيدات لتوعيتهم في العديد من الأمور الخاصة بالحياة والدين، لأن هدفنا الأسرة وتنميتها.

تم تكريمك من وزير الأوقاف كيف رأيتي هذا التكريم؟

شاركت في دورات تدريبية متعددة وشرفت أن كُرمت من الوزير الدكتور محمد مختار جمعة سابقًا، وفي الفترة الأخيرة شاركت في دورة تدريبية مع أئمة وواعظات دولة بوركينا فاسو من غرب إفريقيا، وتم اختيار بعض الواعظات والأئمة من مصر لنكون في استضافة زملائنا من الدولة الأفريقية ، وتم عقد دورة تدريبية بمشاركة الطرفين. فضلًا عن  مشاركتي في ثلاث مسابقات، حصلت على جوائز في تلك المسابقات، لذلك تم تكريمي من وزير الأوقاف مرة أخرى وتسلمت التكريم وشهادة التقدير من وكيل أوقاف الإسكندرية في اثنتين منها.