أكد موقع "أي إف إل ساينس" البريطاني، أن بناء أهرامات الجيزة العظيمة في مصر منذ حوالي 4500 عام يعد أحد أعظم إنجازات العالم، ومن بين العديد من الأسئلة والتعقيدات المحيطة بالأهرامات، مع ذلك، هو كيف تم نقل الأحجار الضخمة إلى موقع البناء، حيث اتضح أنه كان هناك فرع لنهر النيل مفقود منذ زمن طويل.

وتابع أنه عندما نتخيل أهرامات الجيزة اليوم، نتوقع رؤيتها محاطة بسهل رمل شاسع مع مدينة القاهرة الكبرى المترامية الأطراف خلفها، بينما يقع الممر الرئيسي لنهر النيل حاليًا على بعد حوالي 8 كيلومترات 5 أميال، وهي مسافة شاسعة إذا كنت تسحب كميات هائلة من الأحجار عبر الرمال.

أسرار فرع النيل المفقود بجوار الأهرامات

وأضاف أنه منذ أكثر من 4 آلاف عام، ومع ذلك، يمكن العثور على فرع النيل البائد والمعروف باسم فرع خوفو منحوتًا خلف موقع مجمع أهرامات الجيزة، فمنذ فترة طويلة يشتبه في أن فرع خوفو كان الوريد الحيوي لمصر القديمة، حيث ساعد عمالها على نقل المواد إلى الأهرامات من أماكن أخرى، ومع ذلك، فقد ظل تاريخها مفهوماً قليلاً.

وأشار إلى أنه كما ورد في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، تمكن باحثون من فرنسا من الحصول على تاريخ مفصل لهذا القسم من النهر من حبوب اللقاح المستخرجة من السهول الفيضية.

وأوضح الموقع، أن الخرائط كشفت كيف وصل فرع خوفو لنهر النيل في مصر سابقًا إلى أطراف مجمع أهرامات الجيزة الكبرى.

وتابع أنه من خلال تتبع نمو وزوال أكثر من 61 نباتًا مختلفًا على طول سهل الفيضان، أظهروا ارتفاع وانخفاض مستويات المياه في فروع النهر على مدى 8 آلاف عام من التاريخ المصري القديم، وأبرزها أنها أظهرت أن مياه فرع خوفو ارتفعت بشكل ملحوظ خلال الفترة الإفريقية الرطبة التي امتدت من 14800 عام مضت وحتى 5500 عام ماضية.

وأضاف أنه مع ذلك، يبدو أن مستويات المياه في فرع خوفو كانت مرتفعة نسبيًا لبعض الوقت بعد الفترة الرطبة الأفريقية، مما سمح للنهر بالبقاء صالحًا للملاحة حتى تم بناء هرم الجيزة الأكبر، المخصص للفرعون خوفو، منذ حوالي 4500 عام.

وأكد الموقع أنه في مرحلة ما، من الممكن أن تكون هذه الذراع المفقودة للنيل قد وصلت إلى تمثال أبو الهول بالجيزة، الذي يقف فخورًا في مقدمة المجمع.

وتابع أنه في حين أنه من الواضح أن فرع خوفو على نهر النيل كان من الممكن أن يساعد في نقل مواد البناء بالقرب من مجمع أهرامات الجيزة، إلا أن العديد من التفاصيل الأخرى حول بناء الأهرامات لا تزال غير مؤكدة، حيث يبلغ ارتفاع الهرم الأكبر في الجيزة 146.6 مترًا (481 قدمًا)، ويتألف من أكثر من 2.3 مليون كتلة حجرية كبيرة تزن 6 ملايين طن في المجموع. 

وأضاف أنه توجد العديد من النظريات، ولكن لا توجد حاليًا فكرة قوية عن كيفية وضع الكتل الضخمة واحدة فوق الأخرى في هيكل شديد التعقيد يضم مجموعة من الممرات الداخلية والمقابر.